بعد انعقاد قادة قمة العشرين في العالم في السعودية بنجاح، ثبت للعالم مكانة المملكة وقيادتها في قلب العالم، ولفتت الأنظار إلى ثقل هذه الدولة وعراقتها. ولقد اعتدنا من قيادتنا الفذة وقوفها مع كل من يرغب السلام، تمدّ يدها له دون تعالٍ أو غطرسة أو مباهاة، وهو سلوك دأبت عليه، ونابع من قيمها وأخلاقها، وإنسانيتها، التي تنبذ الإقصاء، وتنأى عن افتعال الخلافات. قيم تشرّبتها قيادتنا من مؤسس هذا الكيان الشامخ، العبقري العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه-. تاتي هذه القمة في وقت صعب وساخن اختلفت فيه الآراء والشعوب العربية على صفيح ساخن، فيما الشعب السعودي كعادته ملتحم بقيادته، ويتفاعل معها قلباً وقالباً، ممثلاً لوجيه قيادته وعلى رأسها قائد الأُمّة؛ سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وعضده سمو ولي العهد محمد بن سلمان- يحفظهما الله- التي تعوّل عليها الشعوب وخاصة عالمنا العربي المضطرب والشعوب تتطلع إلى انفراج الأزمات بين الشعوب العربية التي تتقاذفها الأمواج إلى المجهول، وهو التفاف من الشعوب حول قياداتهم لحماية أوطانهم واجب وطني. دوماً كل مخلص يرفع دعاءه وأمنيته: كفى بيعاً للأوطان وزعزعة للأمن، يا من تقمصتم الإسلام لمعاداة القيم وخلخلة الأمن وتبديد الأمان لشعوبنا، نعم بعض الشعوب العربية لازالت على صفيح ساخن ولا زال الأعداء يصبون البنزين على النار يخططون لربيع عربي ثانٍ لا سمح الله، ليعيدوا بعض الدول التي اجتاحها الربيع العربي الأول إلى مربع الصفر؛ لكنهم سيندحرون وسيولون الأعقاب خاسئين. ونؤكد ونجدد ثقتنا بأنه لا خوف على عالمنا العربي في هذا الوقت، فهناك قيادات ورجال مخلصون وجيوش ورجال أمن؛ قادرة بعد الله على صد الأعداء، وهذه القيادات في خليجنا مع مصر العروبة سدود منيعة بعد الله، فمصر وخليجنا مستهدفون من الأعداء، وعلينا أن نعي ذلك كشعوب ولا نسمح لهؤلاء المارقين إفساد تلاحمنا وإفشال ريحنا وتبديد جهودنا ومقدراتنا. علينا التكاتف حول قادتنا، والوقوف بكل حزم لمحاربة تلك الفئات دون تردد؛ فهناك أعداء يهددون أمن الشعوب العربيه بالمنشقين من دولهم العربية، وجندوهم وأفسحوا لهم المجال حتى بالسباب والشتائم في وسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع بأبواق أشخاص ليس لهم أخلاق أو مبادئ سوى المال. إنها معركتنا الوجودية ضد أي متربّص أو ساع بالشّر والفوضى بين دولنا وشعوبنا، وبحول الله ستبقى دولنا حصينة ومنيعة على البغاة ومثيري القلاقل والفتن وناشري الفوضى؛ الذين يبتغون تدمير دولنا؛ وإضعافها لأهداف لم تعد خافية على كل ذي لب وعقل وحنكة. ولن تُؤتى دولنا من قبلنا، جميعنا صف واحد يدحر كل خاسئ باع ضميره ودينه ووطنه. محمد بن أحمد بن عبدالكريم الناشري