كان العالم يترقب إصدار النسخة الأولى للقاح آمن يقضي على فيروس كورونا "كوفيد 19"، وكم من اتهامات بالتقاعس والتقصير طالت العديد من الدول، لأنها لم تستطع أن تكتشف اللقاح المنتظر، ومع ظهوره بعد إجراء الأبحاث والتجارب السريرية الموثوقة، وبدء مرحلة التطعيم، آثر قادة دول العالم على أن يكونوا أول الحاصلين على اللقاحات، وكانت الرسالة التي يوجهونها لشعوبهم أمان وسلامة تلك اللقاحات، وتلك الرسائل كانت بمثابة دعوة عالمية للشعوب كي يبادروا بالتسجيل للحصول على اللقاح. إن نيران الشائعات التي انطلقت وجابت دول العالم طولاً وعرضاً عن اللقاح وآثاره وربما عدم جدواه؛ لم تستند على أساس علمي، ولم ترتكن على دراسة أو بحث، وإنما مجرد أوهام أُطلقت لتشكيك الشعوب في مصداقية لقاحات نالت من البحث والدراسة والتجارب الكثير. وحرصت المملكة على تسخير كل الإمكانات البحثية والعلمية، للوصول إلى لقاح آمن، ونجحت المساعي، وبادر سمو ولي العهد، وأصحاب السمو الأمراء، والوزراء، والمسؤولون بالحصول على التطعيم، في رسالة مباشرة للعالم أولاً، ولشعب المملكة ووافديها، بسلامة هذا اللقاح، الذي يعد الأمل الوحيد للقضاء على هذا الفيروس الخطير، كما كان للقاحات الأخرى إسهاماتها في القضاء على شلل الأطفال، والعديد من الأمراض الوبائية كالدرن وغيره. ولأنها المملكة، بقيمها النبيلة وفرت هذا اللقاح بالمجان للمواطن والمقيم على السواء. إلى ذلك، ارتفعَ عدد المسجلين في اللقاح خلال الساعات الأولى من أخذ سمو ولي العهد اللقاح، وارتفع الإقبال على مراكز التطعيم لأكثر من ثلاثة أضعاف المعدل اليومي، وذلك دليل على الثقة الكبيرة التي يوليها الشعب لقادته ومدى التكاتف بين الشعب والحكومة. وتلقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع أمس الأحد الجرعة الأولى من لقاح كورونا (كوفيد 19). وقال عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" : "تلقيت اليوم الجرعة الأولى من لقاح كورونا كوفيد 19.. كلي فخر والشعب السعودي يثبت قدرته يوماً بعد يوم على تجاوز الصعاب والتحديات بعزمٍ لا ينكسر وصلابة تدعو للفخر. شكراً لقيادة جعلت الإنسان أولاً، ولوطن لا تنثني همته، ولا تنحني هامته".