مناظر مؤلمة لم يعد يحتملها الآباء في مناطق الجغرافيا الخاضعة لعصابة الحوثي الانقلابية، وهم يشاهدون أطفالهم الصغار يقتادون قسراً وعنوةً إلى جبهات الحرب والقتال، لا سيما بعد إقرار نظام الخصخصة التعليمي والذي على إثره تم إلزام المدارس الحكومية بالتحول التدريجي إلى مدارس تجارية مخصخصة، كخطوة بائسة تهدف إلى تفريغ المنظومة التعليمية من الناشئة وكدعم مباشر للمشروع العسكري الانقلابي ولصالح التعبئة البشرية المباشرة في الجبهات القتالية. الإرهابي يحيى الحوثي -شقيق عبدالملك زعيم العصابة- يقود وزارة التربية والتعليم في صنعاء ويديرها بذهنية عسكرية بحتة، وبعيدة عن أبجديات الإدارة العلمية والحديثة، كما يصر على تفريغ المناهج من الهوية اليمنية العربية لصالح الفارسية الاحتلالية، فبعض التقارير الحقوقية تتحدث عن رفض بعض الآباء اليمنيين في صنعاء وذمار وتعز إلحاق أبنائهم في المدارس النظامية خوفاً من تأثير المناهج الجديدة التي أقرها الحوثي، وهلعاً من نظام التجنيد القسري للأطفال، لا سيما أن المستهدف من عمليات التعبئة العسكرية يتجه إلى نحو اجتذاب نحو مليون طفل وشاب، وتهيئتهم ذهنياً وعقائدياً نحو التدريبات العسكرية بدلاً من الانتظام في الفصول الدراسية والتعليمية. تحدثت بعض التقارير الغربية أن الحوثيين قد أغلقوا ما يقارب 1700 مدرسة، وبسبب الحروب والهجمات التي شنتها قواتهم على بعض المناطق الرافضة للوجود الانقلابي تم إغلاق حوالي 3584 مدرسة أخرى، وبعضها تم تحويلها إلى ثكنات عسكرية ومتارس حربية مما تسبب في حرمان أكثر من ثلاثة ملايين طالب وطالبة من حقهم الإنساني والوطني في مواصلة تعليمهم النظامي. ميليشيا الحوثي لا تزال وللأسف الشديد تستغل الصمت الدولي تجاه جرائمها الإنسانية في حق الشعب اليمني بالاستمرار في العمليات الانتهاكية والاستفادة من استمرارية الدعم الإيراني، كما تستغل أيضاً اتفاق السويد وما تضمنه من بنود تتعلق بالموانئ كالحديدة ورأس عيسى والصليف في عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية، واستهداف المدنيين والمنشآت في المملكة كما حدث مؤخراً في الاعتداء الآثم تجاه خزان الوقود للمحطة البترولية في جدة، والذي استنكرته معظم حكومات العالم وعلى رأسها منظمة الأممالمتحدة والهيئات الدولية. وأخيراً نحن لا نتحدث هنا وحول هذه القضية عن خلاف سياسي بقدر ما إن جوهر الإشكالية يكمن حول التباين الصارخ في الذهنية العقيمة المؤدلجة لدى الميليشيا الانقلابية، وعلى الرغم من ذلك تصر بعض الأبواق الإعلامية الرخيصة كقناة الجزيرة على تزيين الصورة المهترئة لهذه العصابة، وفي المقابل، نجد أن المملكة وبإنسانيتها المشرقة قد استطاعت أن تصنع أنموذجاً مشرفاً للذهنية الإنسانية الحضارية، خطفت من خلاله إعجاب وسائل الإعلام الدولية، لا سيما في الجهود العظيمة والجبارة التي يبذلها مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية، وبرامجه المتكاملة والمخصصة لإنقاذ أطفال اليمن من براثن الحوثي وعقليته الإرهابية.