المملكة وقبل تاريخ 2 مارس - وهو التاريخ الذي دخلت الحالة الأولى إلى أرض الوطن من الخارج - والقيادة والحكومة لا تدخران جهداً أو وقتاً أو مالاً من أجل الإنسان على هذه الأرض، رافعين الشعار الذي أعلنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - "الإنسان أولاً"، وهو شعار فعلي وليس شعارات أو دعاية إعلامية. لقد كنا نشاهد ونسمع عن كل ما قامت به بعض الدول من طرق للتعاطي لمجابهة الجائحة تباينت في أهدافها وأساليبها، ما كان له بعض الأثر غير المجدي، وأقارنه بما قامت به المملكة، حيث كان المستهدف الأول صحة الوطن والتي تمت في خطة محكمة وبطرق سليمة نحيي فيها كل اللجان العليا التي شكلت من أعلى المستويات بناء على توجيهات من الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان وبمتابعة دقيقة منهما، حفظهما الله. إن النتيجة التي نصل لها الآن وهي أننا في المملكة وبعد ما يزيد على تسعة أشهر نتمتع بجهاز صحي قوي يقدم الخدمات للجميع بلا استثناء وبتعاون كبير، إضافة إلى انخفاض حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ووصول الدفعة الأولى من اللقاح الخاص بالوقاية من الفيروس، وقد أعلن عن المستهدفين الأوائل ممن هم فوق سن 65 سنة، إضافة إلى أصحاب الأمراض المزمنة، وقد أعلن وزير الصحة تسجيل ما لا يقل عن 500,000 ألف شخص عن طريق تطبيق "صحتي"، وهذا يبشر بخير وهو عدم انسياق الناس خلف شائعات عدم أمان اللقاح. لقد خرج علينا الأمير محمد بن سلمان ولي العهد - حفظه الله - في مشهد يعبر عن روح القيادة والقدوة الحقيقية وهو يتلقى الجرعة الأولى من اللقاح دعماً منه - حفظه الله - للحملة الوطنية لدعم الإقبال على أخذ التطعيم ضد هذا الوباء في المملكة، وبالفعل تفاعل الناس في السعودية تفاعلاً حسناً، بل وأعلن الكثير التسجيل في تطبيق صحتي من أجل الحصول على التطعيم. إن اللقاح وصل إلى المملكة بعد جهد، والتأكد من سلامته على صحة الإنسان، وتحملت الدولة كل مصاريفه، وتقدمه للجميع ممن يسكن هذه الأرض مجاناً، وتسهل طرق الحصول عليه، وتنظم الفئات التي يجب أن تحصل عليه، لذا نقول لكل مروج للشائعات ولكل متخوف من اللقاح: إننا أمام دولة عظيمة أثبتت الجائحة وبما لا يدع مجالاً للشك أنها "ما مثلها في هالدنيا بلد"، ولنتعاون جميعنا مع وزارة الصحة في الاستجابة السريعة من أجل التطعيم، بل ولنتطوع معهم في أي مجالات تستدعي وجودنا من أجل المشاركة بهذا المشروع الوطني الجبار. إن هذا الوطن كبير وعظيم ويستحق منا الكثير أن نقدمه، أوله أن نغلق كل قنواتنا عن الأكاذيب، وألا نتداول الإشاعات المغرضة، ونكون عوناً للوطن الغالي.