سعد جمعة فنان شعبي معروف، ظهر في منتصف الثمانينات. وقدم مجموعة من الأغاني التي لاقت رواجا جميلا في تلك الفترة مثل (خلف السوار)، إلا ان مواضيع أغانيه اختلفت فيما بعد، بعد أن قدم مجموعة من الأغاني التي وصفها البعض بأنها هابطة ولا تمت للأغنية الشعبية الأصيلة بصلة (ثقافة اليوم) اتصلت بسعد جمعة الذي بدا مستاء من الوضع الحالي للأغنية الخليجية والعربية عموماً واستغرب هذا الاهمال الواضح للأغنية الشعبية والمطربين الشعبيين الى الحوار. ٭ سعد جمعة ما هو سبب هذا الغياب الطويل عن الجمهور؟ - السبب يعود الى هذه الأغاني التافهة والأعمال الهايفة والتي يقدمها فنانو الملاهي الليلية، وأصبحت شركات الانتاج تهتم بهذه الفئة من الناس ومطربي الكباريهات، وهم غير معروفين من الأساس ولا تعتقد أنني أقصد الفن العراقي فقط، ولكن الموضوع يطول الكثير من الأعمال التي تطرح في هذا الوقت السيء. ٭ أنت متعاقد مع مؤسسة الأوتار الذهبية كيف لمست التعاون معهم؟ - نعم انا متعاقد معهم، ولكن هذه المؤسسة أصبحت تهتم بالفن الهابط والساذج والذي ليس من تراثنا ولا يمت لعاداتنا وتقاليدنا بأي صلة، وليس الأوتار فقط، انما اغلب الشركات المنتجة الآن أصبحت تهتم بمثل هذه الأعمال ولا يهتمون إلا بالفنانين الذين يعرفون كيف يجارون الموضة وله تسريحة شعر ويميل الى جنس الفتيات وهم كثر من الفنانين الذين بدأوا أيضاً في منافسة النساء. ٭ هل أنت مع ظاهرة الفيديو كليب؟ - أنا لست ضد فكرة الفيديو كليب لأنه يروج للأغنية ويساهم في انتشارها، ولكنني أرفض ان يشاركني النساء تصوير الأغنية لأنهن يمنعن المشاهد أو المستمع للعمل من التركيز في الأغنية، بل انه أغلب فتيات الفيديو كليب ينافسن الفنان في شهرته ونجاحه، وهذا أمر سيء لأن الموضوع أصبح عرض أزياء. ٭ مهرجان الدوحة في العام الماضي قام بتكريم الأغنية الشعبية في حفل فني خاص تم الاستعداد له بشكل كبير.. فيما نجد ان مثل هذه اللمسات الجميلة تفتقدها الحفلات الفنية التي تقام هنا في السعودية ألا تشعر بنوع من الظلم في هذا الشأن؟ - أنا أعتب كل العتب على القائمين والمتعهدين لهذه الحفلات وأود ان أطرح سؤالا: لماذا هذا التجاهل للأغنية الشعبية والحملة القاسية علينا هل لأنهم مثلاً لا يعرفون كيف يغنون؟!!. وهل راشد الماجد ومحمد عبده وعبدالمجيد وغيرهم افضل منا؟!! أنا أعتقد هذا الأمر. ٭ هل تعتقد ان امكانياتك افضل من امكانيات محمد عبده وراشد الماجد أو عبدالمجيد عبدالله؟ - من الصعب ان أقول لك ان امكانياتي أفضل بكثير من امكانيات من ذكرت واذا قلت مثل هذا الكلام فهذا موضوع كبير ومحسوب واعتقد ان من يحدد هذه الإمكانيات هم الجمهور مع العلم أنني أقدم ممن ذكرت عدا محمد عبده مع الصراحة ان هؤلاء الفنانين أخذوا حقهم بالشكل الكافي، ونحن لم نحقق نصف نجاحهم ولم نصل الى مستواهم بالرغم من أننا طرقنا كل الألوان الفنية في الأغنية فقد غنينا عن الوطن والمنتخب، ولكننا لم نصل وبكل صراحة الى الجمهور وخصوصاً في هذا الوقت. ٭ الجمهور الآن منصرف الى الأغنية الكلاسيكية التي يقدمها محمد عبده وراشد الماجد وعبدالمجيد وغيرهم من الفنانين؟ - هذه الأغاني الموجودة لا تعتبر أغاني كلاسيكية أتسمى هذه الأغاني الموجودة كلاسيكية.. مستحيل اذا كانت هذه الأعمال كلاسيكية (فقل على الدنيا السلام)، هذه تسمى مهزلة وليس الموضوع محصورا في محمد عبده أو راشد الماجد أو عبدالمجيد ولم يقف الفن عند حدود هؤلاء كل فنان له اسلوبه ومنهجه وفكره وتوجهاته. والأغنية الشعبية هي الأولى دائماً وهي الأصل وكل هذه الأغاني الموجودة بألوانها المختلفة ما هي إلا فروع من الأصل. وليس الموضوع فقط اغاني تهتم بالفواكه والتفاحة والبرتقالة ولم يبق على الفنانين إلا ان يصوروا مع مزارع وانتهى الموضوع. ٭ الملحن بديع مسعود خرج عن حدوده المنافسة معك هل تستطيع ان نقول انه تفوق عليك بتعاوناته المثمرة مع أحلام ونوال الكويتية؟ - بديع لم يتفوق أبداً علي وإذا كان هو قد تعاون مع نوال وأحلام فأود ان أخبرك ان هاتين الفنانتين قامتا بطلب ألحان مني، ولكني لا أعتبر نفسي ملحنا شاطرا وبديع مسعود ذكيا في هذه النقطة، ولكنه لم يتفوق علي إطلاقاً وليس هو الفنان الشعبي الأول وأنا لا أجد صعوبة في ان يلحن فنان لفنان آخر وفي النهاية هي جمل موسيقية تركب وتدرس. ٭ لماذا حتى الآن لا نجد لك تعاونات فنية مع الشعراء الكبار في السعودية ولم تخض تجربة الأغنية الكلاسيكية الراقية؟ - ببساطة لأن الشعراء الكبار لا يحبون ان يتعاونوا معنا، ويحاولون تجاهلنا والتوقف معهم مستمر مع محمد عبده وغيره من الفنانين، وأنا لا أجد اختلافا بيننا وبين عبادي الجوهر أو محمد عبده أو غيرهم من الفنانين.