كتبت اللغة الأردية في بداية عهدها بالأحرف الديوناكرية، وبعد أن توسعت كتبت بالخط العربي والفارسي، وقد نهضت اللغة الأردية نهضة واسعة في ظل الحكومات الإسلامية المتعاقبة التي حكمت شبه القارة الهندية، فدخلت إليها الكثير من الألفاظ والتراكيب والمصطلحات العربية والفارسية.. عندما شرعت في دراساتي المتعلقة بجنوب آسيا وبالذات شبه القارة الهندية سواء على المستوى الأكاديمي أو البحثي وجدت أن معظم المصادر التي أستقي منها دراساتي مكتوبة باللغة السنسكريتية واللغة الأردية. فاللغة السنسكريتية تعتبر إحدى لغات العالم القديم، حيث يرجع تاريخها إلى ما قبل أربعة آلاف عام، وبرغم أن اللغة السنسكريتية موغلة في القدم إلا أنها تنطق وتكتب اليوم كما كانت تنطق وتكتب في القدم. ففي السنة الأولى قبل الميلاد اختارتها البوذية لغة للتعبير الديني، فصار لها حضور لغوي قوي في شبه القارة الهندية وأجزاء من قارة آسيا، وفي القرن الثاني بعد الميلاد أصبحت اللغة السنسكريتية لغة الثقافة الهندوسية وإطارًا فكريًا وأداة تعبير لجميع فروع المعرفة من منطق وآداب وعلوم وفلسفة وفنون. وقد انفرد الأدب السنسكريتي بروائعه الملحمية الفريدة، والتي استمدها من التراث الهندي كالأوبنشاد Upenshad وجيتا Gita، فالأدب السنسكريتي يحتوي على القصائد الوصفية والغنائية والروايات المسرحية الكلاسيكية التاريخية والدينية.. وقد تمكن الأدب السنسكريتي من إثراء نفسه بعناصر من جماليات الثقافات الأخرى.. وكان اتصال اللغة السنسكريتية بالثقافة العربية والفارسية ضئيلًا رغم قربها في ذلك الوقت من الجزيرة العربية وفارس. أما أوروبا فكانت في العصور الوسطى على اتصال بالثقافة الهندية، وقد أثر هذا الاتصال في طرق التفكير الأوروبية، وأحدث تلاقحًا ثقافيًا وفكريًا غير في البنيتين الثقافية والفكرية للهند وأوروبا.. فنقلت معظم النتاج الأدبي والعلمي الأوروبي إلى اللغة السنسكريتية. وقد بقيت اللغة السنسكريتية لغة الآداب القديمة، وكان من أكثر الكتاب إنتاجًا في جنوبالهند رضا مانجلام نيانا شاستري، والذي وصلت رواياته المسرحية إلى 108 روايات، والمؤلف المسرحي وبهاتا سري ناريان ساشتري والذي كتب 93 مسرحية، ومن أشهر الكتاب الأدباء أناتكريشنا شاستري والسيد ماضو سودانا سارما من ولاية جايبور وأدباء آخرون في ولايات كلكتا وبنارس وكيرلا. وعن طريق اللغة السنسكريتية كتب المؤرخون الهنود تاريخ الهند، ونشروا باللغة السنسكريتية سيرًا عديدة للأعلام والأبطال الحقيقيين والخياليين بعضها كان نظمًا والبعض الآخر كان نثرًا. وكانت القصة القصيرة الحقل الذي انعكست فيه التطورات الجديدة التي طرأت على الأدب السنسكريتي، وقد أخذت القصة من الغرب تقنية الوصف والتصوير وتوجيه الحوادث، وقد نشرت مجموعات من القصة القصيرة في أنحاء الهند. أما الرواية المسرحية فقد كان إنتاجها وفيراً، فقد كتب بهاتستري شاستري أكثر من 90 مسرحية، هذه المسرحيات لا تزال تمثل حتى اليوم في الهند، ولكن هذا النمط التقليدي في موضوعه كثيرًا ما يكتسي شكلًا جديدًا في المعالجة والأفكار والإخراج، بل إن روائع المسرحيات الكلاسيكية نفسها كثيرًا ما أعيد بناؤها وغيرت الوضعيات القديمة التي تحتوي عليها لكي تستجيب لمتطلبات الذوق والتأليف المسرحي الحديث. أما اللغة الأردية فقد كتبت في بداية عهدها بالأحرف الديوناكرية، وبعد أن توسعت كتبت بالخط العربي والفارسي، وقد نهضت اللغة الأردية نهضة واسعة في ظل الحكومات الإسلامية المتعاقبة التي حكمت شبه القارة الهندية، فدخلت الكثير من الألفاظ والتراكيب والمصطلحات العربية والفارسية والتركية ذات الصبغة الإسلامية إلى اللغة الأردية، واستقرت الأردية على اتخاذ الحروف العربية والفارسية خطًا لها، وقد ابتهج المسلمون في شبه القارة الهندية بالحديث والكتابة باللغة الأردية، وقد نافس النتاج الأدبي والفكري والثقافي باللغة الأردية اللغات الهندية الأخرى. فقد شهدت السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر إنتاجًا أدبيًا وفيرًا في الشعر والنثر، وكان الشعر في طليعة الأجناس الأدبية الأردية، وقد أخذ الشعر الأوردي عن العربية والفارسية نظام العروض وقواعد الشعر والأغراض الشعرية كالغزل والمدح والوصف والرثاء والحكمة. وكان أول شاعر كتب بالأردية محمد قولي قطب شاه، وجاء من بعده ميرزا محمد رافي ساودا ومير تقي ومرزا أسد الله خان غالب وألطاف حسيني حالي وأكبر إله أبادي. أما على مستوى النثر فقد كان مير أمن وبادر علي حسين وكاظم علي جوان ومير شير علي أفسوس. وفي العصر الحديث تفاعلت الأردية مع اللغات الأخرى.