ربما سمعتم من الهلاليين ومن غير الهلاليين من قال بعد خسارة الهلال من الوحدة وخروجه على يد الفتح من كأس الملك بأنَّ الهلال يعيش وضعًا كارثيًا يتطلب تدخلًا سريعًا وحازمًا وقراراتٍ شجاعة تطيح بمدربه المفلس والمحظوظ وتغربل معظم خطوطه وصفوفه وتقر عملية إحلال سريع لعناصره الشابة وتستبدل معظم عناصره الأجنبية بدءًا بالعجوز الفرنسي غوميز. وربما سمعتم في الطرف الآخر من الهلاليين من يطالب باعتبار هاتين الخسارتين أمرًا طبيعيًا لا يبرر الغضب الجماهيري ولا يستدعي القلق، ويؤكد أنَّ ما حدث للهلال أمام الوحدة والفتح شيء يحدث لكل الفرق في عالم كرة القدم، وأنَّ الخسارة أمرٌ وارد، وربما برأ المدرب واللاعبين من مسؤولية الخسارتين وحدثك عن أمور تحدث خارج الملعب بطريقة سينمائية تنقلك إلى عوالم (نتفلكس)! هذا الخطاب وذاك هما أخطر ما قد يواجه الهلاليين اليوم، فالمبالغة في ردة الفعل وشرع كل أبواب ونوافذ النقد والانتقاد العشوائي في وجه المدرب واللاعبين والإدارة هو طرحٌ خطير يهدد استقرار الفريق وترابط منظومته والثقة المتبادلة بين الإدارة والمدرب واللاعبين والجماهير والإعلام، كما أنَّ القول إن ما حققه رزفان ونجوم الهلال وبن نافل وإدارته في سنة واحدة يشفع لهم ويمنحهم حصانة دائمة من النقد بكافة أشكاله وألوانه ويجبر عشاق الهلال على الصمت المطبق طرحٌ أخطر! أكثر ما يحتاجه الهلال اليوم هو الهدوء ثم الهدوء ثم الهدوء، والاستفادة بأقصى حدٍ ممكن من هاتين الخسارتين من خلال دراسة أسبابهما ومعالجة مكامن الخلل في الفريق عبر تحليل منطقي متريث ودراسة فنية متقنة تتجنب تسطيح الخسارتين وتمييعهما على أنهما مجرد سنة كروية وحدث طبيعي لا يسترعي الانتباه ولا التحري والتشخيص ومن ثم العلاج، كما تتجنب تهويل الأمور والانقياد خلف الغضبة الجماهيرية التي تسوقها العاطفة، وبين هذه وتلك أرجو أن يصل الأستاذ فهد بن نافل وفريق عمله والكوتش رزفان وفريق عمله إلى تشخيص حقيقي لما حدث وتحليل واقعي شجاع لحاجات الهلال في الفترة المقبلة، في جو من المصارحة يكشف الأخطاء وجوانب القصور لتلافيها والعودة بالهلال إلى وضعه الطبيعي.. حيث القمة. بالنسبة لي لن أتعمق في تحليل ما حدث وما يجب أن يحدث، لكني متيقن أنَّ الهلال لا يعيش في كارثة وجائحة يصعب علاجها، ولا يمر في وضع يستوجب عملية حلّ لقائمته وإحلال، كل ما هنالك أنَّ الهلال مرهق ومنهك جسديًا ونفسيًا بعد عامٍ متعب توِّج بثلاثة كؤوس غالية وتاريخية، وبعد موسمٍ جديد جاء بلا راحة كافية ولا استعداد وتأهيل كافيين، وبعد جائحة عصفت بالفريق لا تزال آثارها ظاهرة على بعض اللاعبين ومنهم غوميز والفرج، كما أنَّ الإدارة بصراحة لم تنجح في الميركاتو الصيفي بدرجة كافية، فبقاء خربين وكردي وهتان وعدم حضور أسماء مميزة تخطف عصا التتابع من يد غوميز وسالم وسلمان وكاريلو، وإرهاق الظهيرين الشهراني والبريك، وتجاهل رزفان للعبدان والطريس وناصر الدوسري حتى في المناسبات التي سمحت له بذلك، وإصابة الحارس الأفضل عبدالله المعيوف ثم بديله المبشر حبيب الوطيان واستلام الجدعاني صاحب القدرات العادية ساهم في تسريع عملية الهبوط الاضطراري التي تحصل للهلال اليوم، والحل في تلافي كل هذه الأخطاء، بدءًا من الضرب بقوة في الميركاتو الصيفي بمحترفين أجنبيين على الأقل يحملان اللواء الأزرق مع زملائهما، وإعطاء فرصة أكبر لللاعبين الشباب، وإبعاد من أثبت عدم جدوى استمراره، وسيعود المحارب الأزرق ليحارب بعد استراحة قصيرة!