ما زلت أعيد وأكرر أن مشكلة نادي النصر ليست لاعبين ولا عيباً في تكتيك المدرب، ولا في الجهاز الفني ولا الإداري، مشكلة العالمي الحقيقية هي وجود هيمنة لفكرة معينة، وأصبحت هذه الفكرة شماعة تعلق عليها كل الأخطاء وكل التقصير وكل النتائج السيئة، هذه الفكرة هي أن النصر مظلوم، التحكيم والاتحاد والإعلام كلهم ضد النصر وضد طموح النصر، وهم سبب كل فرصة يضيعونها في الملعب، وهم السبب في كل هدف يدخل في مرماهم، وأن تقنية الفار صنعت من الأساس لضمان عرقلة النصر وخسارتهم. بعد تصريحات رئيس نادي النصر السويكت، ورد اتحاد كرة القدم المختصر فيما يتعلق بإيقاف لاعب النصر مايكون، أو حول تقنية الفار وعدم إشراك الحكام الأجانب في الأسبوع الأول بسبب إجراءات الوقاية الصحية من فيروس كورونا، والهجوم من السويكت على الاتحاد والتحكيم فقط لأجل الهجوم، وإرضاء للجماهير النصراوية، الأمر واضح وضوح الشمس، إلى الآن لم نسمع عن خطة رياضية لمعالجة تردي النتائج وتراجع المركز في الترتيب العام، لم نسمع أن نادي النصر استعان بخبراء لتقييم مستوى الفريق وأدائه، أو جلسة مفتوحة مع المدرب للتأكد من الأسباب الفعلية في هذه النتائج، كل ما سمعناه ردود فعل، التحكيم الاتحاد الفار. نعم، لا يمكن أن ننكر أن نادي النصر قد تعرض لظلم الأخطاء التحكيمية، لكن حاله كحال بقية الأندية في العالم كله وليس في السعودية فقط، الأمر لا يمكن أن يكون مقصوداً أو متعمداً فقط لنادي النصر، بعض الأخطاء التحكيمية تؤثر على نتائج مباراة، لكن عندما تشاهد مباريات النصر وتشاهد التخبط وفقدان التركيز في الدفاع، والفرص الضائعة في الهجوم، كثرة الإصابات والمشاكل الإدارية والمالية مع اللاعبين، بالتأكيد سنتأكد أن الخلل موجود داخل أسوار النادي العالمي. نقولها وبالفم المليان، مللنا من كثرة الانتقاد وكثرة استعمال الشماعة، مللنا من الهروب من الأسباب الحقيقية، منذ الخروج غير المبرر من أبطال آسيا، ونحن نحذر وننبه أن النصر يتجه نحو مرحلة غامضة، مرحلة سبق له الدخول فيها، لا تشعر أن هنالك سيطرةً وانضباطاً داخل الملعب بين اللاعبين أنفسهم، تلك الحركات غير المفهومة التي يقوم بها اللاعبون تؤكد أنهم أيضاً دخلوا في دوامة شماعة أن السبب في أي خسارة هو التحكيم والاتحاد والإعلام، حتى لاعب بقيمة نورالدين مرابط بعد مباراة الهلال في الدوري وقبل نهائي الكأس، والتي تجمع فيها لاعبو النصر في الملعب عقب خسارتهم، ومرابط يطلب منهم الخروج من الملعب والاجتماع في غرف الملابس، يتحدث باحترافية وعقلانية، ومنظر بعض اللاعبين وهم يطلبون منه الخروج لوحده من الملعب يؤكد أن فكرة المظلومية سيطرت عليهم، وأنهم ليس لديهم المزيد أو الجديد ليقدموه. بكل اختصار وبكل أمانة، نقول إن على رئيس النادي الرحيل الآن وليس غداً، واضح جداً سعادة الأستاذ السويكت أنه ليس لديك حلول وليس لديك ما تقدمه للعالمي من قيمة مضافة، أو خطة إنقاذ، أو حتى استراتيجية للتعامل مع هكذا نتائج ومواقف، ونعم أقول إن هذا الرأي من حبنا لنادي النصر، ومن رغبتنا الأكيدة القوية باستمرار النصر بقيمته ومكانته ومنافسته القوية، فكلها في النهاية تصب في قوة الدوري لدينا، والمتعة التي نريدها من وراء عشقنا لهذا اللعبة.