اتفقت إسرائيل والمغرب يوم الخميس على تطبيع العلاقات في اتفاق تم بمساعدة الولاياتالمتحدة، لتصبح المملكة المغربية رابع دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل خلال الأشهر الأربعة الماضية. وينضم المغرب بذلك للإمارات والبحرين والسودان في بدء إبرام اتفاقات مع إسرائيل. وكتب ترمب في تغريدة «انفراجة تاريخية أخرى اليوم! الدولتان العظيمتان الصديقتان لنا إسرائيل والمملكة المغربية اتفقتا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة. انفراجة ضخمة للسلام في الشرق الأوسط!» وذكر بيان صادر عن الديوان الملكي المغربي أن الملك محمد السادس قال لترمب إن بلاده تعتزم تسهيل تسيير رحلات مباشرة للسائحين الإسرائيليين من المغرب وإليه. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان «سيكون هذا سلاما دافئا جدا. لم ير نور السلام، في يوم عيد الأنوار، سطوعا بمثل هذا البريق قبل اليوم في الشرق الأوسط». ورحبت كل من مصر والإمارات والبحرين بقرار المغرب تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وكانت مصر وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979. وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على تويتر «أثمن هذه الخطوة الهامة باعتبارها تحقق مزيد من الاستقرار والتعاون الإقليمي في منطقتنا». وقال ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن القرار «خطوة سيادية تساهم في تعزيز سعينا المشترك نحو الاستقرار والازدهار والسلام العادل والدائم في المنطقة». وذكرت وكالة أنباء البحرين في بيان يوم الخميس أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة أشاد بقرار العاهل المغربي إقامة علاقات دبلوماسية واتصالات رسمية مع إسرائيل. ورحب البيان أيضا باعتراف الولاياتالمتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. وقد يكون الاتفاق مع المغرب من آخر الاتفاقات التي يبرمها فريق ترمب بقيادة المستشار البارز للبيت الأبيض جاريد كوشنر والمبعوث الأميركي أفي بيركوفيتش قبل تسليم السلطة للإدارة المقبلة بقيادة الرئيس المنتخب بايدن. علاقات دبلوماسية كاملة بموجب الاتفاق، سيقيم المغرب علاقات دبلوماسية كاملة ويستأنف الاتصالات الرسمية مع إسرائيل. وقال كوشنر لرويترز «سيقوم الطرفان بإعادة فتح مكاتب الاتصال في الرباط وتل أبيب على الفور بنية فتح سفارتين. سيعزز الطرفان التعاون الاقتصادي بين الشركات الإسرائيلية والمغربية». وفي الرباط، قال الديوان الملكي المغربي إن واشنطن تعتزم فتح قنصلية في الصحراء الغربية في إطار الاتفاق. وذكر بيان صادر عن البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة تعتقد أن قيام دولة صحراوية مستقلة «ليس خيارا واقعيا لحل الصراع وأن الحكم الذاتي الفعلي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد القابل للتطبيق». وأضاف البيان «نحث الطرفين على بدء مناقشات دون تأخير استنادا إلى خطة الحكم الذاتي المقدمة من المغرب باعتبارها إطار العمل الوحيد للتفاوض على حل مقبول من الطرفين». فشل التفاهم مع ايران في مؤتمر صحفي عقده مسؤول كبير في الخارجية الأميركية وحضرته «الرياض» قال المسؤول أن ادارة الرئيس ترمب تعمل منذ أربعة سنوات على إرساء السلام بين الدول العربية واسرائيل لأن هذا التقارب يلبّي المصالح الاقتصادية والأمنية لدول الشرق الأوسط ومصالح الولاياتالمتحدة في المنطقة. وأضاف المسؤول، اعترافنا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية جاء بسبب علاقة الصداقة المتميزة التي تجمعنا بالمغرب ولأن الأممالمتحدة فشلت لوقت طويل في معالجة هذا الملف. وقال المسؤول إن المغرب الذي وقّع اتفاقاً تاريخياً للسلام مع إسرائيل كان له تاريخ إيجابي في إطار حماية اليهود إثر الحرب العالمية الثانية حيث تعرّض اليهود للاضطهاد والمجازر في أوروبا. وأشار مسؤول الخارجية إلى أن الولاياتالمتحدة تعمل مع حلفائها في الشرق الاوسط على الملفات المشتركة التي تهمّ البلدين وتحترم سيادة الدول واختلاف قيمها وتقاليدها ولا تتدخّل في الشؤون الداخلية للدول العربية. وكشفت موقع «بريتبارت» الأميركي عن مقابلة أجراها مع ناصر بوريطة، وزير خارجية المغرب الأربعاء الماضي، أثناء زيارة له لبوخاريست، عاصمة رومانيا قال فيها وزير الخارجية إن المغرب تمتّع بعلاقات جيدة مع إدارة الرئيس ترمب لأن العمل المشترك في المنطقة برعاية أميركية لمواجهة المخاطر النووية هو من الأمور التي تهمّ المغرب. وقال وزير الخارجية بوريطة في اللقاء مع «بريتبارت» أن المغرب عانى من تجارب سيئة بسبب السلوك الإيراني في المنطقة في السنوات الأخيرة حيث حاول مراراً التفاهم مع طهران إلا النظام الايراني وتابعيه كرّروا اعتداءاتهم ومحاولاهم تهديد أمن شمال وغرب أفريقيا. وأشار بوريطة الى أن تهديد «حزب الله» وميليشيات ايران لإسرائيل ودولاً عربية في المنطقة يختلف عن تهديد هذه الميليشيات في شمال وغرب إفريقيا حيث يتّخذ وكلاء ايران من دولاً في شمال افريقيا قاعدة لادارة شبكات مالية ضخمة تعمل بطرق غير شرعية نيابة عن إيران. مضيفاً، هناك تهديد اقتصادي كبير من إيران لبلادنا حيث قبض على عدد من زعماء العصابات التابعة لحزب الله التي تقوم بعمليات غسل الأموال في إفريقيا واستثمار العوائد المالية لتمويل هجمات إيران وسلوكها الإرهابي. وكشف بوريطة عن قيام جماعات مقربة من إيران بشراء فنادق ومحلات السوبر ماركت وتشغيلها لصالح النظام الإيراني لتمكينه من تجاوز العقوبات ما يؤدي إلى تعريض المغرب لمخاطر شديدة.