قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ -في خطبة الجمعة-: في عالم اليوم ما يسمى بقنوات التواصل الاجتماعي التي يسخرها البعض لأذية المسلمين والتعرض لحكامهم وعلمائهم وأفرادهم ومجتمعاتهم بكل أقوال فاجرة وإشاعات مغرضة، فليتذكر هؤلاء أن الله لهم بالمرصاد، وأن الميزان حسنات وسيئات فليحذروا ملاقاة ربهم وهم في حالة من الإفلاس والإبلاس. وأضاف: إن تحريم أذى المسلمين لا يقتصر على أذية الأفراد وأشخاصهم، بل يشمل أذية المسلمين في مصالحهم العامة، ومنافعهم المشتركة، كالممتلكات العامة والوظائف ونحوها، فمن أصول الإسلام قوله صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار»، ويقول صلى الله عليه وسلم: «اتقوا اللعانَين الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم»، فاسلم أيها المؤمن وسلم لسانك وقولك وأفعالك من أذية المسلمين تفلح وتسعد في الدنيا والآخرة، وعوّد نفسك على سلامتها من أذية الخلق وربها على ذلك، ونزهها ظاهراً وباطناً عن كل ظلم للآخرين، واعلم أن سلامة القلب من الشرك والبدع ومن الغل والحسد والأحقاد سبب من أسباب النجاة وصفة من صفات أهل الجنة، قال تعالى عن عبده وخليله إبراهيم في دعائه بما يقوله ربنا جل وعلا: «ولا تخزني يوم يبعثون، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلاّ من أتى الله بقلب سليم». وتابع: كن من أهل الجنة في صفاتهم: «ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين»، وقد صحت الأحاديث الكثيرة في إيضاح فضل وعظيم أجر سلامة القلب للمسلمين من الشحناء والبغضاء والأحقاد، وتعمد أذيتهم ومنها قصة الرجل من الأنصار الذي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، ثم تتبع عبدالله بن عمرو بن العاص هذا الرجل حتى بات عنده ثلاث ليال وقد وجد من صالح عمله أنه لم يره يقوم من الليل شيئاً غير أنه إذا تعار وتقلب على فراشه ذكر الله جل وعلا وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر ولم يسمعه يقول إلاّ خيراً، ثم أخبره عبدالله بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له الرجل عن عمله: «ما هو إلاّ ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين شيئاً، ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه»، فقال عبدالله: «هذه هي التي بلغت بك وهي التي لا نطيق».