اتفهم جيداً حجم الألم الذي خلفته الخسارة الأولى هذا الموسم عند الشبابيين، خصوصاً أن التعثر جاء أمام القادسية الصاعد هذا الموسم للدوري الممتاز، واقترن ذلك بأداء فني هو الأسوأ هذا الموسم، فالشباب الذي صال وجال خلال المباريات الماضية وقدم في عدد منها أداء فنيا رائعا غاب في الجولة السابعة، وظهر بلا هوية، واستحق الخسارة بغض النظر عن ركلة الجزاء الصحيحة غير المحتسبة من الحكم! بيدرو كاشينيا أخفق قبل أن تبدأ المباراة بالأسماء التي لعب بها، وبتلك التي احتفظ بها إلى جانبه، وكأنه يرفض أن تكون علاقة الشبابيين به على ما يرام، لأنهم كلما أشادوا به وقالوا "هانت" أعادهم للمربع الأول بأخطائه، فالمهاجم عبدالله الحمدان قدم مباريات جيدة وفرض اسمه، وكذلك نواف العابد، والبرتغالي فابيو يمثل قوة كبيرة في الجناح، مع ذلك أبقاهم معه في الاحتياط، وحرم الفريق من خدماتهم، لا سيما وأن الحمدان والعابد وبانيغا وفابيو أظهروا تفاهماً وانسجاماً كبيراً في المرحلة الماضية، حتى خلال المباراة أخفق بيدرو في تدخلاته وتبديلاته التي زادت الطين بلة! وانتقاد بيدرو لا يبرئ ساحة اللاعبين من التقصير، لأنهم بلا استثناء قدموا أداء فنيا متواضعا لا يليق بهم، بما فيهم الأرجنتيني بانيغا الذي تراجع مستواه منذ عودته من الإصابة، لعب عشوائي وأخطاء فردية بالجملة وبرود قاتل، كل ذلك ساهم في أول خسارة وجعل الشباب يخيب جماهيره بتعثر لم يكن في الحسبان. عموماً، صوت العقل في الشباب لا بد أن يكون حاضراً من الشبابيين، فما حدث طبيعي في كرة القدم، وأقوى فرق العالم تخفق، وتخسر، وتفقد نقاطا، لكن يجب أن يستفيد المدرب واللاعبون والإدارة من أي تعثر، حتى يعودوا للطريق الصحيح، لا أحث الشبابيين على الصمت لأن النقد مطلوب، والملحوظات مهمة، لكن الهدوء يجب أن يكون سيد الموقف، أما التشنج ومهاجمة هذا وذاك وإدخال الفريق تلك الدائرة المحبطة سيلقي بظلاله على اللاعبين، وربما يدخلون نفقاً مظلماً يصعب عليهم الخروج منه. الأيام القليلة المقبلة لن تكون سهلة على الشبابيين، فالفريق لديه استحقاقان مهمان، اأتحدث عن البطولة العربية وكأس خادم الحرمين الشريفين، كون هاتين البطولتين تعتبران من الأهداف الشبابية، بعكس الدوري الذي أراه -وكل منطقي مثلي يراه- صعبا على الشباب في المرحلة الحالية بسبب حاجته لتجهيز أفضل يقلل الفوارق بينه وبين الفرق المرشحة للقب كالهلال مثلاً، مباراة القادسية في كأس الملك بعد أيام، ومباراة إياب العربية مع الاتحاد مطلع يناير، أرى بأنهما أهم مباراتين في الموسم، لأن عبر بوابتهما قد يعود "شيخ الأندية" إلى منصات الذهب التي غاب عنها خمسة أعوام!