تسعى المملكة العربية السعودية وفق رؤيتها إلى رفع مستويات النمو الاقتصادي بكامل طاقاته، ويُعد قطاع التعدين من أحد أهم القطاعات التي تشكل أحد المرتكزات الرئيسة؛ فهو الركيزة الثالثة في الرؤية لما يشكله من أهمية تتمثل في كونه مصدرًا رئيسًا لمعظم الصناعات الأساسية والتحويلية؛ فهذه الصناعات تسهم في عدة جوانب من حيث توطين الوظائف وتوفير فرص عمل واعدة، ونقل التقنية وتوطينها، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على نمو الاقتصاد الوطني. وعلى ضوء ذلك وضعت وزارة الصناعة والثروة المعدنية الاستراتيجية الشاملة لقطاع التعدين، وأقامت شراكات مع القطاعات الحكومية والخاصة المختصة لتعزيز فرص الكشف عن المعادن المحتملة واستغلالها، وفتح مجالات الاستثمار الأمثل لدعم الاقتصاد الوطني. وفي هذا السياق، وبمشاركة الوزارة مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والهيئة السعودية للمساحة الجيولوجية، وسعيًا إلى تحقيق هذه الأهداف المشتركة، وانطلاقًا من سعي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لدعم برامج ومشاريع البحوث العلمية التطبيقية، وربطها مع احتياجات القطاعات الوطنية المختلفة، نظمت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ممثلة بالمركز الوطني لتقنية التعدين مؤخرًا ورشة عمل بعنوان: «تنسيق مخرجات المدينة مع الاحتياجات الصناعية للملكة العربية السعودية في مجالات التعدين مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية وبمشاركة الهيئة السعودية للمساحة الجيولوجية». وقد مثَّل المدينة نائب الرئيس لمعاهد البحوث الدكتور يوسف اليوسف، ومن وزارة الصناعة والثروة المعدنية وكيل الوزارة للتطوير التعديني وتنمية الاستثمار المهندس صالح العقيلي ومساعد رئيس الهيئة السعودية للمساحة الجيولوجية المفوض المهندس ناصر الجحدلي. وتم في سياق ورشة العمل إبراز إمكانات المدينة من خلال مراكزها البحثية بوجود مختبرات ومعامل وأجهزة وآلات حديثة ومتقدمة وما لديها من كوادر وطنية أكاديمية متخصصة قادرة على استخدام التقنيات المتطورة في علوم المواد المختلفة والاستكشاف الجيولوجي والجيوفيزيائي وتقنيات الاستشعار عن بعد وتقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات التي من شأنها تسهيل المشاريع البحثية ودعمها في المجالات التي تتعلق بالتعدين.