من المؤكد أن هناك بعض الأشخاص يعملون لرفع معنوياتك والثناء على كل إنجازاتك ونشر الإيجابية في الرُوح والمساندة، وهناك بعض الأشخاص يستنزفون طاقتك النفسية وسلب الإيجابية المحتفظة في داخلك مثل السم في بضع دقائق ينتشر في مجرى الدم ويبدأ بقتلك ببطء. مثال على ذلك: تخيل أن تبني قلعة كبيرة على رمال الشاطئ، وتخيل أن شخصاً ما يسكب الماء على رأس قلعتك كل دقيقة، هل ستكون قادراً على إتمام بنائها في نهاية المطاف؟ بالتأكيد لا فهذا حالك لأن كل مرة تبني فيها جزءًا سيأتي من يهدم عملك ويتلذذ بفشلك وحتى أن يخلده لك على أرفف التذكار، ستكون محبطاً للغاية وحزيناً على كل الجهود التي بذلتها وقد ذهبت سدى. وهذا نفس الشيء عندما تستمع لمن يخالفك ويرفض نجاحك أحلامك فأغلبهم حتى يميل حديثه عن السلبيات التي تحيط بما تنوي القيام به وكل دقيقة تقضيها بالاستماع إلى ما يقولونه حول أهدافك وطموحاتك مثل الشباك المحيط حول أهدافك تجاهلهم وعدم الدخول معهم في حديث المحبطين المثبطين لك مهما حاولت في إقناعهم فلن تصل لشيء لأن هدفهم الأساسي هو تحطيم أحلامك وكسر كل أجنحتك لمنعك من الطيران والتحليق بأحلامك وأهدافك، واقطع عليهم الحديث وضع ردوداً بسيطة وعبارات قصيرة في حديثك معهم حتى تحد من كلامهم وسيفهمون من تلقاء أنفسهم أنك لا تريد الكلام في هذا الأمر، وتكرار ذلك قد يوقفهم عند حدهم. ضع حدوداً مؤقتة فإن كان المحبط لك من الأقارب لا تدع كلامه يتربع على مسامعك أغلق باب أذنك حتى لا ينتصر على مرافقك فالوقت التي تقضيه برفقته لا يطول عليك ويقتلك بسمهِ فينتشر بمجرى الدم وينطبق عليهم قول غاندي "أولاً يتجاهلونك، ثم يضحكون عليك، ثم يقتلونك، ثم يمكنك الفوز". لا تحاول تغييرهم، قد تصاب بالإنهاك بل والإحباط عند محاولتك لتغييرهم من دائرتهم، واعلم أنك لا تستطيع تغير شخص ما لا يرغب هو في تغيير نفسه ومع الوقت ستشعر أنك تضرب رأسك مراراً وتكراراً في جدار خرساني! كلمة أخيرة بالطبع لن يكون هذا سهلاً مع بعض الأشخاص فلا تحرم نفسك من الحياة التي ينبغي أن تعيشها بسبب هؤلاء المثبطين المحبطين الحاقدين، وفي نفس الوقت راجع نفسك وتأكد أنك غير مثبط للآخرين أيضاً ولو بصورة غير مباشرة.