سيكون الخامس من يناير المقبل يوماً حاسماً بالنسبة للسياسات الأميركية في السنتين المقبلتين على الأقل حيث سيصوّت سكان جورجيا في جولة ثانية من انتخابات مجلس الشيوخ على مقعدي الولاية التي ستقرر لمن ستكون الغلبة في مجلس الشيوخ الأميركية. ويعلم الجمهوريون مسبقاً رغم عدم اعتراف ترمب بهزيمته في الانتخابات أن انتخابات مجلس الشيوخ في جورجيا هي فرصتهم الأخيرة لمنع الحزب الديموقراطي من الاستحواذ على السلطتين التنفيذية والتشريعية في الولاياتالمتحدة بعد أن حصل الديمقراطيون على غالبية مقاعد مجلس النواب وفاز مرشّحهم جو بايدن بانتخابات الرئاسة. وتتجه أنظار السياسيين في واشنطن منذ الإعلان عن فوز جو بايدن بالرئاسة نحو انتخابات ولاية جورجيا التي أنفق فيها الحزبين الجمهوري والديمقراطي أموالاً طائلة للترويج لمرشحيهم، فعضو الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر قال للحشود أثناء احتفاله في ولاية نيويورك بفوز جو بايدن "الآن يجب أن نفوز في جورجيا ونغيّر العالم". وكذلك مايك بنس، نائب الرئيس ترمب الذي يتجنّب الظهورات الإعلامية مؤخراً، زار قبل أسبوعين ولاية جورجيا وحثّ الجمهوريين فيها على انتخاب مرشحي الحزب الجمهوري لأنها سبيلهم للاحتفاظ بمكاسب عهد ترمب في تلميح يؤكد تفهّم بايدن إلى الواقع الجديد بعد خسارة ترمب. ويملك الجمهوريون حتى الآن 53 مقعداً في مجلس الشيوخ من أصل مئة مقعد وبالتالي فوز الديمقراطيين بمقعدي ولاية "جورجيا" سيعطي الغلبة للحزب الديمقراطي إذا ما انقسمت الأصوات حول أي قرار بنسبة 50 - 50 لأن الصوت الحاسم في هذه الحال يكون لنائب الرئيس وهو منصب ستتولاه كاملا هاري في 20 يناير. في هذه الأثناء، يربط معظم المراقبين تصرّفات بعض أقطاب الحزب الجمهوري المماشية لمزاعم ترمب حول تزييف الانتخابات بالسباق الحاسم القادم في ولاية جورجيا، فترمب وعلى الرغم من خسارته للولاية الجمهورية التي لم تصوّت للحزب الديموقراطي منذ العام 1996 قادر على تحفيز الجمهوريين فيها للتصويت للحزب الجمهوري. من جانب آخر، يتخوّف بعض الجمهوريين من مزاعم الرئيس ترمب وإمكانية تأثيرها سلباً على حظوظ كل من ديفيد بيرديو، وكيلي لوفلر، وهما المرشحان الجمهوريان لمجلس الشيوخ حيث يعتزم ترمب إقامة تجمّع جماهيري إلى جانب هذين المرشّحين يوم السبت القادم في جورجيا. وكما لعبت مزاعم ترمب عن تزييف التصويت عبر البريد دوراً سلبياً أدى الى عزوف الجمهوريين عن المشاركة بالاقتراع عبر البريد، يخشى الحزب الجمهوري اليوم من أن تؤدي مزاعم ترمب عن تزوير الانتخابات إلى امتناع مؤيدي ترمب عن التصويت في انتخابات مجلس الشيوخ في جورجيا. وصعّد الرئيس ترمب في الأيام الاخيرة من هجومه المباشر على مسؤولين جمهوريين من ولاية جورجيا ونظام الانتخابات في الولاية حيث قال ترمب في لقاء تلفزيوني على قناة فوكس نيوز يوم الاحد أنه يخجل لأنه دعم في السابق الحاكم الجمهوري لجورجيا بريان كيمب الذي لم يفعل شئ على الاطلاق للتشكيك في نتيجة الانتخابات في الولاية التي صوتت لبايدن. :الاقتراع عبر البريد مرة أخرى سيسمح للناخبين في ولاية جورجيا بالتصويت عبر البريد على نطاق واسع حيث طلب حتى الآن أكثر من 940 ألف أميركي من سكان جورجيا بطاقات اقتراع بريدية للتصويت في الانتخابات المقررة في الخامس من كانون الثاني يناير وذلك بحسب ما صرّح جابرييل ستيرلينج، مدير أنظمة التصويت في جورجيا. ووفقاً لستيرلينغ، فإن 1.3 مليون أميركي من ولاية جورجيا أدلوا بأصواتهم في الانتخابات العامة في نوفمبر الماضي عبر البريد.