لم يكن اغتيال كبير علماء الذّرة الإيرانيين "حسن فخري زادة" الأول ولن يكون الأخير في سلسلة العمليّات السريّة التي استهدفت مواقع وشخصيّات إيرانيّة، ففي الفترة ما بين عامي 2010 و2012 تم اغتيال عدد من الباحثين الإيرانيين المهمين في التقنيات النوويّة وتطوير الصواريخ ومنهم "مسعود محمدي" الذي لقي حتفه في يناير 2010 جراء انفجار قنبلة كانت ألصقت بدراجة ناريّة وقفت قرب سيارته ما أدى إلى هلاكه، وأيضاً الدكتور "مجيد شهرياري" العالم النووي والفيزيائي الذي تم اغتياله من خلال انفجار سيارته أيضاً في نوفمبر 2010. أما "داريوش رضائي" فقد قتل في يوليو 2011 أمام بوابة منزل أسرته من قِبل مسلحين مجهولين، وكذلك كان الحال مع الكيميائي "مصطفى روشن" (أحد مسؤولي منشأة "نطنز" لتخصيب اليورانيوم في محافظة أصفهان) حيث تمّت تصفيته في يناير 2012 بانفجار قنبلة كانت ملتصقة بدراجة ناريّة إلى جواره. ومنذ مطلع العام 2020 وقعت سلسلة من الحرائق والانفجارات الغريبة في منشآت مدنيّة وعسكريّة إيرانيّة، وشمل ذلك مجمعات نوويّة رئيسة، قيل: إنها مخصصة لإنتاج الصواريخ وتطوير المعدات النووية، في حين أن هناك من يقول: إن بعض هذه الحوادث قد تكون عرضية، فإن طبيعة الأهداف تشير إلى أن بعضها كان نتيجة عمل متعمد ومخطط له (إيرانيون يتّهمون الولاياتالمتحدة وإسرائيل). وكان الحدث الأبرز (حديثاً) مع مطلع يناير 2020 هو اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، ومعه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس وشخصيات أخرى من الميليشيات التي توالي إيران، وتشير مصادر إلى أن الاستهداف الأميركي الإسرائيلي لملالي طهران أخذ مستوى جديداً مع إعلان إسرائيل في إبريل من العام 2018 عن تمكّنها (من خلال عملائها) من حيازة وثائق إيرانية (نووية سرية ومهمة جداً) كانت مخبأة في منشأة سرية جنوبطهران، وكشفت هذه الوثائق التي عرضها "نتن ياهو" أمام الشاشات حينها عن معلومات مهمّة عن العلماء والمواد والمواقع وما رافق ذلك من تلميحات بأن الوضع لن يستمر. أما إيران الملالي فما برحت منذ سنوات وهي تهدّد بالرد على إسرائيل والغرب ولكن في كل مرّة يكون الضحايا عرباً ومسلمين. فمن المعلوم أن عدد القتلى العراقيين بسبب التدخلات الإيرانية المباشرة يتجاوز عشرات الآلاف ناهيك عن المهجّرين والمهاجرين، وفي سوريا ولبنان حدّث بلا حرج، أما اليمن المنكوب فقد أعملت ميليشيا الحوثي في رقاب أهل اليمن كل صنوف الموت والدمار بختم الملالي وتحت إشرافهم. * قال ومضى: حتى تضمن شرف الخصومة.. فكما تنتقي أصدقاءك عليك أن تحسن اختيار أعدائك.