كد وزير الداخلية بحكومة الوفاق الوطني الليبية فتح باشاغا في وصف موجز لتطورات الوضع في بلاده أن "ليبيا أقرب من أي وقت مضى للتوافق السياسي... ولكن الأمر لم يحسم بعد". وحذر باشاغا في مقابلة عبر الهاتف مع وكالة الأنباء الألمانية من احتمال توقف، بل وانهيار مسار الحل السياسي الذي ترعاه البعثة الأممية لليبيا في الوقت الراهن، جراء الكثير من التحديات الخارجية والداخلية، وهو ما يجعل العودة للسقوط في براثن الفوضى المسلحة مجددا خيارا قائما. وقال باشاغا: "بعد كل هذه التجارب المريرة من الحروب والاقتتال، يمكن القول إننا أقرب من أي وقت مضى لتجاوز حالة الانقسام السياسي عبر جسر الحوار". وأكد باشاغا أنه "في ظل وجود تطلع كبير بأن تكون تدخلات الدول الجارة والصديقة لليبيا عاملا إيجابيا لترسيخ التوافق والسلام، حيث أن الأمر يتوقف هذه المرة بدرجة أكبر على قدرة الأطراف الليبية على تسوية خلافاتها بالطرق والحلول السياسية"، محذرا من أن الفشل في هذا المسار "قد يمهد فعليا لعودة الفوضى المسلحة والاقتتال العشوائي الذي ستكون له نتائج كارثية من الناحية الأمنية". وقال باشاغا: "لذا نعمل وندعو الجميع لإنجاح المسار الراهن للحفاظ على وحدة البلاد وأمنها واستقرارها والذي سوف يقودنا إلى إجراء انتخابات وفق المعايير الدولية من شفافية ونزاهة، بإذن الله." وكانت الجولة الأولى من ملتقى الحوار السياسي الليبي اختتمت أعمالها في تونس قبل حوالي عشرة أيام بإعلان تحديد موعد إجراء الانتخابات في ليبيا في نهاية العام المقبل 2021، إلا أن أعضاء الملتقى، والبالغ عددهم 75 عضوا من ممثلي الشعب الليبي أخفقوا في جولتين متتاليتين عبر خاصية الاتصال المرئي في التوافق على الآليات الخاصة باختيار الشخصيات التي ستتولى مقاليد المجلس الرئاسي والحكومة الليبية المقبلة اللتين ستعملان على تهيئة المناخ لإجراء الانتخابات. ويعد باشاغا من أبرز المرشحين لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية التي ستنبثق عن ملتقى الحوار الليبي، وهو خريج الكلية الجوية العسكرية بمصراتة وقد شارك بقوة مع اللجان العسكرية التي تأسست في المدينة في فبراير من عام 2011 لإسقاط حكم معمر القذافي.