مع ذكرى رأسية المدافع محمد جحفلي قبل خمس مواسم تتجدد المتعة والإثارة من جديد لدى الشارع الرياضي في الوطن العربي الكبير؛ فالنهائي المنتظر يجمع القطبين الهلال والنصر وجها لوجه لخامس مرة بالنهائي على كأس الملك؛ فالنصر توج بالذهب مرتين عامي 1981م وعام 1987م والهلال مثلهما عامي 1989م و2015م فمن يظفر باللقب الجديد. الهلال القمر بالسماء وجارة النصر يحلو بهما الكلام ويتغنى بهما العشاق والمتيمون فهما الأكثر شعبية والأكثر إثارة والأكثر متعة والأكثر تشويقا بين أنديتنا، فالتاريخ شاهد على حماس مواجهاتهم مع بعضهم البعض؛ فالهلال لا يغيب مرة قمر ومرة بدر ودائما هلال يضيء الكون سحراً وجمالاً بفن ومتعة متناهية بأقدام نجومه على مر التاريخ، فكل جيل يحضر يواصل الهيمنة والإمتاع لحد الإشباع؛ فالهلال عنوان الزعامة مكانه الصدارة والتتويج بالألقاب والذهب والاعتلاء فوق الجميع فمن يعرف الموج الأزرق فليحذر طوفانه فموجه عاتٍ. النصر العالمي المتجدد الذهب الذي لا يصدأ يعود للمنافسة من جديد فبعد التوهان في فترات سابقة يعود للتوهج؛ فالأصفر البراق لا يمكث طويلاً بالغياب حتى يعود متلألئاً فارساً بطلاً متوشحاً بالذهب والإنجاز هكذا يأمل عاشقوه فالنصر يرفع شعار الانتصار والكسب في اللقاء. الجماهير بكل ألوانها والإعلام بمختلف ميوله يترقبون أحداث المواجهة الملتهبة؛ فالمدربان حالهما مع فريقهما في تباين كبير ومختلف فالمدرب الروماني للزعيم رازفان لوشيسكو وضعه مع نجومه بالسليم فالارتياح النفسي متواجد والقراءة الفنية مميزة والأدوار بين النجوم محفوظة والتبديلات حسب وضع النتيجة موفقة؛ فالفريق الأزرق منسجم ومتناغم مع الداهية رازفان وجماهير الأزرق تثق في عقليته فمستوى الموج الأزرق ثابت خلال موسمين. بالمقابل المدرب البرتغالي فيتوريا حاله لا تسر مع فريقه، فالثقة أصبحت شبه معدومة والعامل النفسي قليل والنجوم وضعهم غير جيد والتشكيل النصراوي متبدل والتبديلات تبدو غير مقنعة لعشاق العالمي فقد يكون النهائي آخر محطة لعمل المدرب فالإقالة قريبة لفيتوريا الذي لم يوفق هذا الموسم مع الفريق الأصفر. وضع نجوم القطبين مع الإصابات والفيروس قد يؤثر على سير اللقاء فالفريقان أرهقتهما الإصابات والغيابات وإن كان البدلاء في جاهزية تامة لكليهما، تبقى الخبرة بالنهائيات أمرا ملحا لكسب المواجهة فنجوم الهلال قد يكونون أكثر خبرة بحكم تمرسهم في لعب نهائيات عديدة خلال فترة وجيزة بعكس نجوم فارس نجد فأغلب النجوم يطلون في أول نهائي بعد التعاقدات الجديدة فالصليهم والحسن والكوري كيم ومارتنيز حديثو عهد بالشعار الأصفر. يبدو أن معسكري القطبين يسودهما لغة الصمت والترقب والحذر، فالتدريبات سرية أمام الإعلام والجمهور للتركيز التام على النهج الخططي للفريقين، فالأجواء هادئة وتتسم بالعقلانية والاحترام والود متبادل بينهما فلغة العقل تقول إن الكرة فوز وخسارة فلنبتسم عند الخسارة ونتواضع عند الفوز، فلمن تدق له طبول الفرح والتهاني والتبريكات، هلال متربص طامع أم نصر ملتهم جائع. راشد القنعير راشد القنعير - الرياض