مع أنني لم أمارس القيادة فعليًا إلا أنني مارستها نسبيًا، وأؤمن أن القيادة فن وذوق، لا سلطة وجبروت، ومعلوم أنه إذا غلبت الحظوظ الشخصية والانتقامات للنفس وعلى أساس سوء الظن، واللامبالاة عن فوادح الأخطاء على بيئة العمل فلا تسألوا عن النتائج، من صدام وظلم وافتراق وتحزب، حتى يلجأ الموظف العادي لتغليب المصالح الشخصية للفرار والنجاة من سياط ظلم هذه القيادات. ورسالتي؛ حذارِ أن تغلب الغيرة والحسد والحقد والمحسوبية والاتهامات في بيئة العمل، فهذه الأسباب إن وجدت فعاقبتها الوخيمة أمر سيكون مشاهداً معلوماً، مع أن ذلك كله نستطيع تجاوزه إذا كان الهدف الأول والأخير الإنتاجية الفاعلة والمشرفة قبل النجاح والتميز بالشكليات، فليس من المعقول أن تستغل بعض القيادات سلطتها للبطش والتهديد، والتحجيم، والتحييد، ونسف الجهود والإبداعات تضليلًا لتظهر ما عندها، وتصور بأنها المميز الوحيد، وليس من المنطق أن تتعامل مع الموظفين على حد سواء في أمور لها الصلاحيات كافة. إن الرحمة ولين الجانب مع الحزم فيما لا يحتمل التغاضي والتغافل عنه نظامًا، أمور لا بد من الجمع بينها، ولا يفوتني التنويه لأمر في بالغ الأهمية في مفهوم القيادة، فمن لم يخض التجربة ليس كمن خاضها، ومن خاضها ليس كمن يخاف الله واتسم بالقيم والمبادئ والفكر السليم، فالشؤون الإدارية أمر مجهول سيكون يومًا معلومًا، وإن نال أحدهم أعلى الشهادات فيها، وتبقى المعاملة بالحسنى من أوجب الواجبات لجعل بيئة العمل جاذبة منتجة لا طاردة. * لفتة: هناك جوانب أخلاقية، مراعاتها مهارة إدارية.