أكدت جامعة الدول العربية أن العلاقات العربية الصينية تعد نموذجًا لتعاون الحضارات المثمر والتقارب بين الشعوب، كونها تقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والتعاون لتحقيق المصالح المشتركة، كما أنها مسيرة طويلة من الصداقة والتعاون. ونوّه الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية السفير قيس العزاوي في كملته أمام الجلسة الافتتاحية للدورة الرابعة لندوة التعاون العربي الصيني في مجال الإعلام، التي ترأسها معالي وزير الإعلام المكلّف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الإعلام العرب اليوم، إلى أهمية انعقاد هذه الدورة الجديدة تحت عنوان: "مسؤولية الإعلام في تعزيز التنمية العربية الصينية المشتركة في ظل جائحة كورونا" تماشيًا مع الظروف الصعبة التي تعيشها الإنسانية جمعاء في ظل هذا الوباء القاتل، مطالبًا بضرورة البحث عن آليات حقيقية لتوظيف الإمكانيات في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمواجهة التحديات التي تفرضها هذه الجائحة. وأوضح أن الإعلام بات من أهم أدوات إدارة الأزمات في العالم المعاصر، مشيرًا إلى أن مسؤولية الإعلام في مواجهة الأزمات باتت تشكل أولوية كبيرة في دائرة اهتمامات الجهات والمؤسسات المعنية، خاصة في الوقت الراهن الذي لا يقتصر فيه تأثير الأزمات على دولة أو منطقة بعينها، وإنما يشمل العالم أجمع كما هو الحال مع فيروس كورونا المستجد الذي لم تعد دولة في العالم بمأمن منه. ودعا العزاوي الجانبين العربي والصيني إلى العمل معًا لإعادة البناء الاقتصادي في مرحلة ما بعد تفشي الجائحة في ظل أهمية الوقاية الفعالة من المرض والسيطرة عليه، وتعزيز التعاون في أمن البيانات وتعزيز البناء المشترك لمشروعات الحزام والطريق المهمة وتكثيف التبادلات التجارية، وتسخير الإعلام بمختلف وسائله وأدواته في دفع الجهود المشتركة نحو تحقيق هذا التعاون المنشود. وشدد الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية، على حرص الجامعة العربية على تعزيز الصداقة العربية الصينية، وتعميق التعاون والتبادل على جميع المستويات وبكل الأشكال والوسائل المتاحة، منوّهًا إلى ضرورة إعداد برامج إعلامية قادرة على إيصال الرسائل التي تخدم الجانبين الصيني والعربي، وتوقيع اتفاقيات التعاون وتبادل البرامج التلفزيونية والإذاعية، وتكثيف الدورات التدريبية المشتركة خدمة للمصالح المشتركة للطرفين. من جانبه أفاد وزير الدولة المصري للإعلام أسامة هيكل في كملته أمام الجلسة الافتتاحية لندوة التعاون العربي الصيني في مجال الإعلام، بأن وسائل الإعلام المختلفة تلعب أحد أهم الأدوار في تعزيز علاقات الصداقة بين الشعبين العربي والصيني، داعيًا وسائل الإعلام إلى تحمل المسؤولية وتحري الدقة والمصداقية في نقل الأخبار الخاصة بفيروس كورونا وعدم نقل الأخبار المضللة أو المساهمة في نشرها. وقال هيكل، إن مشكلة فيروس كورونا لا تقتصر على البلد المتأثر به، ولا يمكن إدارتها بصورة منفردة، مشيرًا إلى أهمية التعاون وتضافر الجهود بين العالم كله بهدف التصدي بشكلٍ كافٍ لهذا التهديد الذي يمس البشرية كلها. ونوّه الوزير المصري بأهمية الجهود الدولية المتضافرة للتصدي لجائحة كورونا، لافتًا النظر إلى أن ما يدعو للتفاؤل هو ذلك السباق العلمي بين شركات الدواء لإنتاج اللقاح بالتزامن مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية اللازمة كحل وحيد متاح حتى يصل العلماء لنتائج علمية موثقة وآمنة. من جهته أكد وزير الإعلام البحريني علي بن محمد الرميحي في كملته أمام الجلسة الافتتاحية لندوة التعاون العربي الصيني في مجال الإعلام، أهمية انعقاد هذه الندوة في ظل التحديات المشتركة لتفشي جائحة فيروس كورونا، ليؤكد أن هناك إدراكاً جماعياً لأهمية الارتقاء بالدور الحيوي لوسائل الإعلام والاتصال في توحيد الجهود والتعاون لتعميق الحوار الحضاري والشراكة الإستراتيجية وتبادل الخبرات والإمكانيات المادية والبشرية، ورفع الوعي المجتمعي في مواجهة هذه الجائحة بالحقائق وتبادل المعلومات الصحيحة، بما يدعم المصالح المشتركة والتنمية المستدامة كنهج راسخ في الدبلوماسية العربية والصينية. وأوضح الرميحي أن تعزيز التعاون الإعلامي العربي الصيني يتطلب مزيدًا من الجهود المشتركة وخروج هذه الندوة بمرئيات وخطة عمل إعلامية لتوثيق جسور الصداقة والشراكة العربية الصينية التاريخية والمتنامية بما يدعم أهداف مبادرة "الحزام والطريق"، مشددًا على ضرورة تفعيل مشروعات وبرامج التعاون في مجالات الإذاعة والتلفزيون والإنتاج البرامجي المشترك، وتبادل الأخبار، كما أكد أهمية تعزيز الحضور في الفضاء الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي. بدوره قال وزير الإعلام الأردني علي العايد في كملته أمام الجلسة الافتتاحية لندوة التعاون العربي الصيني في مجال الإعلام، إن الإعلام يلعب الدور الأكبر في تعزيز التعاون العربي الصيني متعدّد الأوجه، من خلال توظيف أدوات الإعلام التقليدية والحديثة لتعميق التواصل المتبادل ولنقل المعارف والخبرات والتجارب التي تنعكس على التنمية البشرية. وأشار العايد إلى أن طريق الحرير ما زال شاهدًا على عمق التبادل التجاري والعلاقات الإنسانية العميقة والأزلية بين العرب والصين، وما زالت آثاره حاضرة حتى اليوم، مُعربًا عن تطلّعه لأن يكون التعاون في مجال الإعلام والاتصال واحدًا من مجال التعاون الفعال بين الجانبين، خصوصًا في ظل التطور الهائل الذي أصاب الإعلام وأدوات الاتصال، لا سيما في المجال التقني الذي تعد الصين رائدة فيه. ودعا الوزير الأردني إلى زيادة دور الإعلام تنمويًا، عبر تحفيز المحتوى والمنصات النوعية والمبتكِرة، ليقوم الإعلام بدوره في التوعية الصحية بسُبل الوقاية من كورونا، وتكريس العادات الصحية التي تزيد المناعة في مرحلة ما بعد الجائحة.