خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب العالمي على النفط للعام الحالي، مع عودة ظهور حالات الإصابة بفيروس "كوفيد-19" في أوروبا والولايات المتحدة. وتتوقع الوكالة حالياً انكماش الطلب العالمي على النفط بمقدار 8.8 ملايين برميل يومياً هذا العام، أي بانخفاض 0.4 مليون برميل مقارنة بتوقعاتها الصادرة الشهر الماضي. وتوقعت الوكالة في تقريرها الشهري الصادر أمس، ألا يدعم لقاح فيروس "كوفيد -19" الطلب على النفط حتى وقت طويل من العام المقبل، وعلى الرغم من أنه من السابق لأوانه معرفة كيف ومتى ستسمح اللقاحات باستئناف الحياة الطبيعية؟ فإن رؤيتنا الحالية لا تتوقع حدوث تأثير كبير في النصف الأول من 2021. وذلك على الرغم من ارتفاع أسعار النفط على مدار ثلاث جلسات متتالية بعد إعلان "فايزر" و"بايونتك" هذا الأسبوع أن لقاحهما المحتمل لفيروس "كوفيد -19" فعال بنسبة تتجاوز 90 %. من جهة أخرى يتوقع المحللون في مجموعة "أستراليا-نيوزيلندا المصرفية" (أيه.إن.زد)، وبينهم دانيال هينز، في تقرير نشر أمس أن تؤجل دول تحالف "أوبك بلس" قرار تخفيف القيود على مستويات إنتاج النفط في ظل استمرار الأوضاع السيئة بالأسواق، رغم التقدم الأخير في اتجاه إنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد. وبحسب المحللين، من المتوقع عودة ظهور الفائض في سوق النفط العالمية خلال الربع الأخير من العام الحالي، مع التراجع المنتظر في الطلب بسبب إعادة فرض قيود على الحركة والنشاط الاقتصادي لمواجهة الموجة الثانية من تفشي جائحة كورونا في العديد من الدول. ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن التقرير القول: "إنه إذا التزمت دول أوبك بلس بقرارها السابق بزيادة الإنتاج بمقدار مليوني برميل يومياً اعتباراً من يناير المقبل، فإن السوق العالمية ستسجل فائضاً في المعروض يتراوح بين 1.5 و3 ملايين برميل يومياً خلال النصف الأول من العام المقبل". وأشارت بلومبرج إلى أن توزيع اللقاح الجديد لفيروس كورونا سيبدأ في منتصف يناير المقبل، وسيكون على نطاق ضيق، لأن توفيره على نطاق شامل يحتاج إلى شهور إضافية.