الشعور باليأس شعور مزعج ومُحبط وسواء كان ذلك بسبب عدم قدرتك على تحقيق بعض الأهداف أو بسبب تراكم الضغوط عليك فإن هذه المشاعر تجعلك تعتقد أنك عالق في مكان لا تستطيع الخروج منه.. ولحسن الحظ هناك عدة أمور يمكنك تجربتها للحد من هذه المشكلة مهما بدت سيئة، ففي العديد من المرات تنطلي علينا أفكار مخيفة، سلبية أو مقلقة على أنها حقائق يجب تصديقها بمجرد ظهورها، مثل فكرة أنك لن تستطيع أن تنجح في أمر ما أو أنه ليس هنالك أمل وجدوى من كل المحاولات التي تقوم بها. المهم هنا أن ننتبه بأن مجرد التفكير بهذه الأفكار لا يعكس صحتها! فقد تكون هذه الأفكار غير صحيحة، مشوهة أو بعبارة أبسط خاطئة. الشعور باليأس يغذي الفكرة المحبطة وإذا تغذت سيسهل استدراج الشخص إلى الوقوع في حلقة مفرغة من الأفكار المتشابهة والتي تجعل من الصعب رؤية الاحتمالات الأخرى التي بإمكانها أن تحدث أو حتى التفكير بها، وهو أمر وارد أن تطرأ أفكار سلبية عندما نشعر بالإحباط واليأس، ولكن يحتمل أن تكون هذه الفكرة جزءاً من خطأ تفكيري وتشوه ذهني وهو ما يمنع الشخص من تقييم الأفكار السلبية ووجهات النظر بطريقة صحيحة. سؤال مهم؛ ما المكاسب التي ستحصل عليها عندما تكون يائساً؟ قد يبدو هذا سخيفاً لوهلة.. وخصوصاً عندما يستوعب الشخص ما مر به من معاناة وأنه لم يكسب شيئاً يُذكر، الآن بعد أن نلقي نظرة داخلية في النفس ونفكر قليلاً في أنه يمكن الوصول إلى اكتشاف بأن مشاعر اليأس تبدو وكأنها تحاول حماية الشخص من الوقوع في خيبة أمل جديدة. اليأس هو اعتقاد بأن الأمور لا يمكنها أن تتحسن وليس هناك القدرة لتغيير ذلك، ولكن دائماً ما يكون هنالك شيء ما يمكن فعله إما حل المشكلة أو تغيير الطريقة التي نشعر بها تجاه هذه المشكلة، وإذا لم يكن بالمقدور حل المشكلة (مثل إصابة أحد المقربين بمرض مزمن) علينا التفكير في الطريقة التي يمكن من خلالها أن نغير المشاعر تجاه هذه المشكلة، هل قضاء الوقت مع الأسرة يمكنه أن يساعد ولو قليلاً؟ هل يمكن أن نشعر بتحسن وبصيص أمل لو أخذنا يوم إجازة من العمل؟ فدائماً ما يكون هنالك أمر يمكننا فعله لتحسين بعض جوانب المشكلة ولو بشكل بسيط فيمكننا حينها الشعور بشكل أفضل ولو قليلاً. مشاعر اليأس يمكنها أن تكون أحد الأعراض لمشكلة نفسية، مثل الاكتئاب، لذا في حال كانت مشاعر الإحباط واليأس تستحوذ على الوقت لفترات طويلة تتعدى الأسبوعين أو إذا كنت قلقاً حول صحتك النفسية تحدث لأحد المختصين حول هذا الأمر، المختص النفسي يمكنه أن يقيم المشكلة النفسية ويعرض مناقشة بعض الخيارات العلاجية المتاحة، وأغلب المشكلات النفسية قابلة للعلاج والتحسن، والعلاج النفسي يمكنه زرع الأمل في الحياة الحالية والمستقبلية.