واصل المؤتمر الدولي الثالث، المنعقد افتراضيا، باستضافة قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود، بالشراكة مع جائزة الملك فيصل العالمية، جلساته لليوم الثاني على التوالي لمناقشة العديد من الموضوعات تحت عنوان (المنجز العربي اللغوي والأدبي في الدراسات الأجنبية)، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وعدد من الأكاديميين والمتخصصين من شتى أنحاء العالم. وقد بدأت رابع جلسات المؤتمر برئاسة د. صالح المحمود، بورقة للباحثة اليابانية الدكتورة أكيكو سومي بعنوان قضايا وتحديات في ترجمة كتاب "مائة ليلة وليلة" من اللغة العربية إلى اللغة اليابانية، حيث هدف الباحث من ورقته إلى تناول قضايا وتحديات في ترجمات كتاب "مائة ليلة وليلة" إلى اللغة اليابانية، وضح فيها غايته في عمل ترجمة الكتاب فيما يتعلق بنظرية الترجمة لديكينز وآخرين، وسعى فيه أن تكون الترجمة في الوسط ما بين التحيز للغة والثقافة المصدرية، وبين التحيز للغة والثقافة الهدفية. مختتمًا حديثه بأن هذا العمل ينقلُ قيمة كتاب "مائة ليلة وليلة" وروحه إلى القارئ الياباني. ثُم تلتها د. أمل التميمي التي تقدمت بورقة عنوانها (السيرة الذاتية العربية في الدراسات الأجنبية)، وقد وضَّحت في مداخلتها مدى حضور السيرة الذاتية العربية ونقدها في الدراسات والإحالات الغربية، مبينةً صعوبة حصر الدراسات الأجنبية كلها لكثرتها، وامتدادها التاريخي، وتنوعها المنهجي، وتعددها الجغرافي واللُّغوي، وذلك بالنظر إلى اهتمام الغربيين بالسيرة العربية، وذكرت بأنَّ هناك تقديرًا من الدراسات الأجنبية لِما يُعرف في الأدب العربي بكتب التراجم التي تهتم بسير الأعلام، ويتعامل معها المتلقي بوصفها نصوصًا تاريخية وسياسية واجتماعية، يستكشف من خلالها تاريخ الممالك والخلفاء والنساء . كما أكَّد الأستاذ طاهر لون معاذ في ورقته التي عنون لها ب (نقل الحكايات العربية القديمة إلى لغة الهوسا بين الترجمة والتوطين) بأنَّه يهدف من دراسته إلى تتبع تاريخ ترجمة الحكايات العربية القديمة إلى لغة الهوسا؛ للوقوف على خصائصها في ضوء نظرية أنواع الترجمة، وقد ذكر أنَّ أهمية هذا الموضوع يكمنُ في أنَّ هذه الأعمال مازالت محلَّ إعجاب القُرَّاء وعامَّة الناس، الذين يتابعون هذه الروايات عبر الإذاعات المحلية التي خصَّصت وقتا لسرد هذه الروايات على المستمعين في شمال نيجيريا؛ مما يشير إلى مدى تأثيرها على الشعب الهوساوي. وكان رابع المتحدثين الدكتورة منال العيسى التي قدمت ورقة بعنوان (جهود المستشرق الفرنسي أندريه ميكيل في دراسة الأدب العربي)، سعت فيها إلى إبراز جهود أندريه في دراسة الأدب العربي المترجم باعتبارها من أهمَّ إسهامات مدرسة الاستشراق الفرنسي في تمثَّل الأدب العربي ومقاربته، من خلال وجهات نظره متباينة، حيث كانت أهدافها بيان جهوده كمستشرق فرنسي في نقل معالم الثقافة العربية الإسلامية إلى الغرب، والتعريف بها من خلال دراساته المتعددة والمتنوعة حول الأدب العربي، خاصَّة دراساته المترجمة والمتعلقة بآرائه حول الأدب العربي، وذكرت أهم الدراسات المعتمدة في هذا البحث منها: الفن الروائي عند نجيب محفوظ، لافونتين، والترجمة العربية لحكايات بيدبا، الرواية العربية. وانتهت الجلسة بورقة للدكتورة نادية هناوي بعنوان (النقد المقارن: تمفصلاته ورهاناته في دراسة الأدب العربي عند الباحثة البلغارية بيان ريحانوفا) حاولت فيها التدليل على النقد المقارب إجرائيًا بالأكاديمية البلغارية الدكتورة بيان ريحانوفا، من خلال كتابها (ظواهر الثقافة العربية والإسلامية قراءات تطبيقية)، وقد كشفت عن تمفصلات النقد المقارب من ناحية رهانات التعاطي النظري، وموجهات التمرس الإجرائي، الذي به تعاملت ريحانوفا مع الأدب العربي بقديمه وحديثه، شعره وسرده، وأنماطه وأشكاله. بعدها افتتح أ.د. عبد الله الدايل الجلسة الخامسة ببحث قدمه د. إسلام ماهر عمارة بعنوان: رسائل علمية حول الأدب العربي في كلية الإلهيات جامعة أولوداغ (دراسة تحليلية لنماذج مختارة) ، وبين الباحث أنّ هدفه من دراسته معرفة المنجز العربي في هذه الرسائل، وبيان طريقة تعاطيها تأثراً، وإبراز المناهج البحثية التي أعملها الباحثون، وطريقة تناول هذه الرسائل للقضايا والموضوعات الأدبية، ثم تقويم الرسائل تحت ضوء مناهج البحث الأدبي، وذلك باتباع المنهج التحليلي. واختار الدكتور ستة نماذج من هذه الرسائل وهي: كمال باشا زاده حياته وآثاره وآراؤه البلاغية، للباحث: حسن طاش دلان، سنة 1995م ، والخطيب القزويني ومكانته في البلاغة العربية، للباحث: محمد يالار، سنة 1997م، أمين الريحاني ومكانته في أدب المهجر، للباحث: شنر شاهين، سنة 2005م، وأبو العيناء نديم القصر العباسي الحاضر الجواب، حياته، مزاحه، نوادره، للباحث: محمد فاروق جكر، سنة 2018م ، وحدائق الأزاهر لابن عاصم الأندلسي مصدرا للمزاح، للباحث: شكروا دنشر، وعلي أحمد باكثير روائيًّا، للباحث: أدهم دمير، سنة 2018م. ثم أعطيت الكلمة للدكتورة حنان محمد أحمد أبو لبدة، حيث كان حديثها عن (المنجز العربي النحوي عند بروكلمان)، فتناولت فيه ثقافة بروكلمان التي أثرت في شخصيته، ثم آراء بروكلمان في المنجز العربي النحوي منها: أوّل من وجه العرب للبحوث العربية، وأصالة النحو ومؤسس هذا العلم. قدم بعدها الأستاذ الدكتور خالد بسندي الورقة الثالثة التي عنون لها ب (العربية في كتاب العربية ليوهان فك: المفهوم والإجراء) وقد بيّن الباحث مفهوم العربية الوارد في كتاب (العربية: دراسات في اللغة والأساليب) ليوهان فك، وكشف أبعاده الدلالية بعد رصده موصوفًا ومضافًا، وربط مرادفاته التي تداخلت معه، والوقوف عند جوانب تطوره في التراث اللغوي وعند الناظرين في الدرس اللغوي. وقد بدأ حديثه ممهدا بالتعريف بكتاب فك (العربية)، ثم تحدث عن العربية عند فك متمثلا بخمسة محاور: عربية البدو وعربية البادية، عربية الأدب، العربية الفصحى والعربية الفصحى القديمة، عربية الدولة، العربية المولودة الدارجة. ثم تكلم عن اللحن وارتباطه بالعربية الفصحى عند فك. بعدها أعطيت الكلمة للأستاذ الدكتور عبد العزيز الحميد الذي تحدث عن إنجازات المستشرقين في نشر التراث اللغوي ودراسته وأثرها في الإنجازات العربية بعدها، وكشَف عن جوانب التّماس بين اللغويين العرب والمستشرقين، وما نتج عنه من تأثر اللغويين العرب بما صدر عن المستشرقين؛ إذ ذكر أهم المواطن التي أجاد فيها المستشرقون التي تتمثل بجمع المخطوطات العربية وفهرستها، وعلم نقد النصوص ونشر الكتب، إضافة إلى أعمالهم في التحقيق والنشر ودراسة التراث العربي، ثم بين خصائص أعمال المستشرقين التي تأثر بها العرب. واختتمت الجلسة بورقة للأستاذ الدكتور يوسف فجّال تحدث فيها عن الأنظمة اللغوية للعربية قراءة في منهج أندري رومان من خلال كتابه النحو العربي، وقد بيّن في ورقته منطلقات رومان المعرفية في وصف القاعدة الصرفية والنحوية، والأنظمة اللغوية التي انطلق من خلالها. وقد بدأ حديثه بتعريف موجز بأندري رومان، ثم تحدث عن نظر رومان للمستويات اللغوية؛ فعَرضَ لأفكاره في وظيفة الأصوات، ونظام التسمية، ونظام الاتصال الكلامي، مستعرضًا مظاهر التجديد لديه؛ ليتضح منهجه ونظرته، وختم الباحث ورقته بنقده لآرائه. فيما افتتحت الجلسة السادسة الدكتور هيفاء الفيصل ببحث للأستاذ الدكتور حسن الطالب ببحث تحدث فيه عن أندريه ميكيل وجهوده في خدمة التراث الأدبي بحثًا وترجمةً وإشرافًا على مدى خمسين عامًا تواصلت جهوده وخلّف أكثر من أربعين كتابًا ، كما حاول إبراز الأبعاد الحضارية والثقافية لمشروع ميكيل وأطروحته الموسوعية الموسومة: "الجغرافيا دار الإسلام البشرية حتى منتصف القرن الحادي عشر" ثم تحدث عن ترجمة ميكيل من العربية إلى الفرنسية حين بدأ بترجمة كليلة ودمنة لابن المقفع ، وترجمة ألف ليلة وليلة بالاشتراك مع (جمال الدين بن الشيخ). بعدها أعطيت الكلمة للأستاذ الدكتور حمد البليهد الذي تحدث عن: الرواية العربية مقدمة تاريخية ونقدية لمؤلفه: روجر آلن ، ركز فيها على تحديد المنهجية التي سلكها المؤلف، وبيان الإضافات التي قدمتها للرواية العربية، وكشف جوانب تماثلها أو اختلافها عن غيرها من الدراسات العربية. ثم انتقل الحديث إلى الأستاذة سمية العدواني التي تحدثت فيه عن مفهوم السيرة الذاتية الغربي وأثره في تلقي الغربيين للسيرة الذاتية العربية، وتطرقت في دراستها لأحد الكتب المترجمة المهمة في أدب السيرة الذاتية العربية وهو كتاب: (ترجمة النفس السيرة الذاتية في الأدب العربي) تحرير:دوايت راينولدز وترجمة سعيد الغانمي، بالنقد الثقافي المتعلق بتصحيح النظرة حول السيرة الذاتية العربية. ثم تناول الأستاذ عادل علي محمد الصيعري في ورقته الرابعة صورة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم- في كتاب المستشرق الروماني «كونستانس جيورجيو» وذكر فيها أنّ كتابة السيرة النبوية لها حصاد كبير في المنجز العربي والغربي على حد سواء، وستظل هذه السيرة مجالًا خصبًا لمزيد من الأبحاث والمقاربات. كما أشار إلى أن صورة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحة نبوته وإثباتها عند المستشرقين تختلف أحيانًا وتتفق أحيانًا أخرى مع الرؤية الإسلامية، وليس معنى اختلافها من قبل بعض المستشرقين الذين ينكرون صحة نبوته نقصًا في شخصيته -صلى الله عليه وسلم- كما أن اتفاقهم ودعمهم لصحة نبوته وعظمة شخصيته ليست دليلاً على إيماننا به، فليس لدينا ذرة شك في نبوته. وتطرق الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخراشيّ في الورقة الخامسة إلى الأسس القرائيّة في كتاب «الوصف في الشّعر العربيّ الكلاسيكيّ» للباحثة اليابانيّة: أكيكو موتويوشي سومي، ذكر فيها أنه يتجه إلى رصد المرجعيّات التي تكوّن منها متصوَّر الباحثة، وتبيُّن الأسس المعتمدة في منظورها القرائيّ، وسبْر آليّات اشتغالها، وفحْص كفايتها؛ وصولاً إلى ما يُقِرّ نجاعتها، أو ينفيها في الدرس النقديّ، كما بين أن البحث يسعى إلى ترسيخَ المشترك الإنسانيّ عبر وصل المنجزين: العربيّ والغربيّ بالجذور الأولى التي تستكنّ وراء النصوص الشعريّة. وكانت الورقة الأخيرة من تقديم مستورة مسفر محمد العرابي بعنوان (سوزان ستيتكيفيتش والقصيدة العربية المدحية) تناولت فيها مراجعة منهجية للفصل الرابع من كتاب المستعربة سوزان الموسوم ب «أدب السياسة وسياسة الأدب، التفسير الطقوسي لقصيدة المدح في الشعر العربي القديم» الذي ترجمه وقدّم له حسن البنا عز الدين، حيث حللت المستعربة في هذا الفصل «قصائد المتنبي في مدح كافور الإخشيدي»، وبينت الباحثة أنّ هذه الدراسة تندرج في منحى «نقد النقد»، ووقف فيها حول شعر المتنبي عند قراءة المستعربة سوزان للكافوريات التي تنطلق من المقتضيات الشعائرية لكل من طقس العبور والنمط الموسمي.