حصلت شركة التقنية الزراعية الناشئة "مزارع البحر الأحمر"، على مرفق متطور للمستنبتات الزجاجية داخل مدينة الأبحاث والتقنية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، وبمساحة تبلغ 2000 متر مربع، ويعد هذا المرفق التجريبي الجديد والمتخصص في تقنيات الزراعة بالمياه المالحة، نتاجًا للتعاون بين كاوست والشركة الوطنية لتطوير المنتجات البحثية، وبدعم من برنامج أبحاث الابتكار التابع لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. وتأسست مزارع البحر الأحمر ، وهي شركة ناشئة في كاوست متخصصة في مجال تقنيات الزراعة المستدامة باستخدام المياه المالحة، في أوائل عام 2018 ، وتعد من نماذج البحث الأكاديمي الناجح في كاوست والذي استطاع الدخول الى مجال التطبيق التجاري الفعلي، وهي أيضاً أول استثمار مشترك بين صندوق الابتكار في كاوست وشركة تطوير المنتجات البحثية بهدف الجمع بين مجالين من مجالات الابتكار البحثي، هما علم النبات والهندسة الزراعية. ومزارع البحر الأحمر هي دليل واضح على الدور الكبير الذي تنتهجه كاوست للمساهمة في تطوير النظام البيئي للمشاريع الناشئة في المملكة من خلال الاستثمار الفاعل في الشركات التقنية الناشئة، خصوصاً تلك التي لديها إمكانات واعدة لإحداث ثورة في إنتاج الغذاء في المملكة والمنطقة مثل شركة مزارع البحر الأحمر، يقول البروفيسور توني تشان، رئيس كاوست : "تعد مزارع البحر الأحمر من أكثر الشركات الناشئة التي تفخر بها كاوست، فما بدأ كبحث في أحد مختبراتنا أصبح الآن منتجًا يمكن شراؤه من المتاجر، وهذا مهم للمملكة العربية السعودية - خصوصاً في تحسين استخدام مواردها الطبيعية وتقليل الضغط على إمدادات المياه العذبة المحدودة فيها، وأنا سعيد جدًا بشراكتنا مع شركة تطوير المنتجات البحثية وهو ما يوضح مدى التوافق بين رسالة المؤسستين لما فيه خير البلاد". وتعمل مزارع البحر الأحمر على تطوير زراعة الطماطم "الكرزية" الصغيرة المقاومة للملوحة دون أي تعديل وراثي من خلال تقنيات التهجين والتطعيم، حيث تمكنت من انتاج نوع فريد من هذه الطماطم يتميز بزيادة حلاوته، واحتوائه على تركيز أعلى من فيتامين ج ، فضلاً عن طول فترة تخزينه، ويتم زراعة هذا النوع من الطماطم داخل مستنبتات زجاجية متطورة وذات تصميم هندسي حديث يستخدم تقنيات وأنظمة ذكية للتحكم بالمناخ والتبريد والمياه المالحة، يمكنها توفير ما بين 80 إلى 95 في المائة من استهلاك المياه العذبة في الزراعة، كما يستهلك طاقة أقل بستة أضعاف من المستنبتات الزجاجية العادية المبردة ميكانيكيًا. جدير بالذكر أن النظم التي تستخدمها مزارع البحر الأحمر مصممة للعمل في ظروف قاسية تأخذ في عين الاعتبار شح موارد المياه العذبة ومحدوديتها، الامر الذي سيمكن المزارعين في حال تبني هذه النظم من زراعة المحصولات محليًا في الأماكن ذات الظروف البيئة الصعبة، وإطلاق إمكانات المياه المالحة في الإمدادات الغذائية المستقبلية، وهذه هي الرسالة الأساسية لمزارع البحر الأحمر، يقول البروفيسور مارك تيستر ، الشريك المؤسس لشركة مزارع البحر الأحمر: "المياه من المصادر المهمة للغاية ، وإنتاج المياه العذبة في المملكة العربية السعودية مكلف جداً ويستهلك الكثير من الطاقة، لذلك توجد حاجة ماسة لاستخدام المياه المالحة بطرق جديدة لتحقيق الاستدامة، وتقوم مزارع البحر الأحمر باستبدال 90 في المائة من المياه العذبة والاستعاضة عنها بالمياه المالحة في تقنية تبريد المستنبتات الزجاجية، كما تعمل الشركة أيضًا على تحسين تحمل النباتات للملوحة ومقاومتها للظروف البيئية الشديدة". وسيتم استخدام المرفق التجريبي الجديد كمرجع لشركة مزارع البحر الأحمر لتمكينها من الانطلاق في الأسواق السعودية والدولية، وتقديم حلول مستدامه للأمن الغذائي للمناطق التي تعاني من ندرة المياه، وهو أول مرفق للمستنبتات الزجاجية الذكية بين مجموعة أخرى من المرافق التي تخطط الشركة لإنشائها بدعم مستمر من كاوست وشركاء وطنيين آخرين مثل شركة تطوير المنتجات البحثية، يقول تيستر: "نخطط لتكييف التقنيات الأخرى واستخدامها من خلال الشراكة مع كاوست وشركة تطوير المنتجات البحثية كي نتمكن من تطوير وتصميم هذه التقنيات المستقبلية". وتعمل شركة تطوير المنتجات البحثية كمركز وطني لتطوير وتسويق التقنية والابحاث المبتكرة في المملكة، وتقود نمو التقنية الحيوية في المنطقة فضلاً عن تشجيع الصناعة وتطوير التقنيات جديدة ودعم القادة الناشئين، كما تشاركت مع كاوست في عام 2019 لتمويل شركة مزارع البحر الأحمر بتمويل تأسيسي بلغ 1.9 مليون دولار مكن انتقال الشركة الناشئة من مرحلة تطوير المنتج في المختبر الى تسويقه تجارياً وهو ما يتماشى مع رسالة المؤسستين الهادفة لمساعدة الباحثين في المملكة على نقل التقنية المبتكرة والوصول بها الى مرحلة الإنتاج والتسويق، يقول سعادة م. عبدالمحسن المجنوني، الرئيس التنفيذي لشركة تطوير المنتجات البحثية: " تجمعنا بكاوست مهمة أساسية ترتكز على مساعدة الشركات الناشئة على تسويق منتجاتها، ونحن فخورون جداً بإطلاق شركة مزارع البحر الأحمر كأول منتج لنا مع الجامعة، حيث تكمن أهمية هذا المشروع في قدرته على تطوير تقنية ري المحاصيل الزراعية باستخدام مياه البحر، وهو مجال حيوي مهم ويخلق فرص جديدة وواعدة للقطاع الزراعي في المملكة". ومزارع البحر الأحمر هي المستأجر الأول في المركز الزراعي بمدينة الأبحاث والتقنية داخل حرم كاوست، والذي خصصته الجامعة كمنصة مثالية للتعاون في مجال البحث والتطوير الزراعي، ويعكس تتطلع الجامعة الدائم نحو المستقبل، والتزامها الكبير في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والابتكار في المملكة من خلال دعم التقنيات والصناعات الرائدة لإنشاء منتجات وخدمات جديدة والمساهمة الفاعلة في تحقيق ودعم رؤية 2030 الطموحة.