تشكل الحرات البركانية الشهيرة في محافة أملج صورة طبيعية ملفتة لزائرها منذ الوهلة الأولى، وتتكون الحرات البركانية في غالبها من تتابعات من اللابات والحمم البازلتية المتراصّة فوق بعضها، مكونةً الشكل الطبوغرافي المميز للحرات، التي تظهر على شكل هضاب بركانية. نشأت هذه الحمم البازلتية من انسياب اللابات، عبر شقوق أرضية تظهر الآن على سطح الأرض، على هيئة أعداد ضخمة من براكين السكوريا، التي تتراص على شكل أحزمة يغلب عليها الاتجاه الشمالي - الجنوبي، أو الشمالي الغربي - الجنوبي الشرقي، مع وجود أحزمة في بعض الحرات وبنسبة قليلة في اتجاهات أخرى. وتعد من أهم المقومات السياحية التي تمتلكها محافظة أملج، التي رسمت لاباتها المتفحمة أشكالاً هندسية وألواناً رائعة لا تملك عندما تشاهدها إلا أن تستمع بهذا الجمال الذي يطلق العنان للخيال أن يروي قصص تكون هذه الأماكن التي تستهوي كثيراً من السياح، فالفوهات البركانية واللابات صنعت بيئة جديدة وألواناً مختلفة لتشكل لوحة فنية فريدة مزجت الطبيعة الأم مع الطبيعة الحديثة التي خلفتها آثار البراكين التي تناثرت حممها البراكينة هنا وهناك. محافظة أملج أصبحت اليوم وجهة سياحية رئيسة عطفاً على ما تمتلكه من مقومات سياحية مميزة، جعلتها إحدى الوجهات الرئيسة للمسار السياحي الذي أطلقته الهيئة السعودية للسياحة، الذي يتضمن وجهات سياحية متنوعة لاكتشاف الكنوز الطبيعية والتاريخية والثقافية في المملكة، وذلك عبر مسار سياحي يبدأ من مدينة تبوك في أقصى الشمال الغربي وينتهي بمدينة أبها، ويمر على عشر وجهات سياحية بالمملكة تتنوع فيها معالم الطبيعة الجغرافية والمناخية الجاذبة لكل سائح، من أجل الاستمتاع بالمقومات السياحية التي تتميّز بها هذه الوجهات.