ساهمت الإعانات التي بدأت الحكومة بصرفها منذ بداية التأسيس على يد المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وحتى يومنا هذا في تخفيف عبء الحياة على كثير من الناس، فقد كانت هذه الإعانات خير معين لهم في شق طريقهم نحو حياة هانئة أفضل، ولو رجعنا إلى كثير من البدايات في كل مجال لوجدنا أن حكومتنا الرشيدة تمد دوماً يد العون والمساعدة من أجل تحقيق الأهداف المرجوة مستقبلاً، وعلى سبيل المثال فإن بداية نشر التعليم النظامي قد صاحبها تقديم مكافأة للطلاب في أول مدرسة نظامية أنشئت آنذاك وهي "دار التوحيد" بالطائف، حيث كان يصرف لطلاب هذه المدرسة مكافأة شهرية قدرها 170 ريالاً، وبعد افتتاح معاهد المعلمين الابتدائية كان يصرف للطالب مكافأة مقدارها 57 ريالاً شهرياً، وكذلك لطلاب المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كما أن هناك مكافآت أخرى تصرف لعدد من الحالات، ومن الإعانات أيضاً القروض التي يقدمها البنك الزراعي منذ تأسيسه وتشمل قروض شراء "حراثة" أو شراء ماكينة إخراج ماء، وقروض إنشاء مزارع الدواجن، ويتم تقديم خصم من القرض لصالح المزارع المنتظم في السداد، وكذلك إعانة زراعة النخيل، وغيرها من الإعانات التي ساهمت في ازدهار الزراعة واتساع الرقعة الزراعية، كما تقدم وزارة الشؤون الاجتماعية منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا المساعدة لكل المحتاجين من أرامل ومطلقات وأسر فقيرة، وتستمر الدولة في عطائها المتدفق في سبيل ضمان عيش رغيد لإنسان هذه البلاد، ولعل من آخر تلك الإعانات هو صرف إعانة الباحثين عن العمل حيث يتم صرف مبلغ شهري بشروط معينة، وهو برنامج وطني لإعانة الباحثين عن عمل وتعزيز فرصهم في الحصول على وظيفة تضمن لهم حياة كريمة، وهكذا تستمر يد العطاء لتشمل كافة فئات المجتمع بجميع أطيافه. نشر العلم من أول الاهتمامات التي أولتها الدولة -أيدها الله- التعليم الذي هو النور الذي يضيء حياة الفرد، وهو أساس سعادة الفرد ورفاهية المجتمع وتقدمه، فبالعلم نشأت الحضارات وتقدمت الحياة في جميع المجالات، وبالتالي فقد بات ضرورة من ضروريات الحياة التي لا غنى عنها فهو الدواء لداء الجهل والأمية فلا سبيل لتقدم المجتمع ورقيه إلاّ بالعلم، لذا حرصت الدولة على نشره منذ اللحظات الأولى للتأسيس على نشر العلم بافتتاح المدارس النظامية والتي كان أولها مدرسة تحضير البعثات والتي تأسست في العام 1355ه لإعداد الطلبة قبل ابتعاثهم للخارج لاستكمال دراستهم العليا على نفقة الحكومة، حيث كانت تصرف مكافأة شهرية مجزية في ذلك الحين لكل طالب، تلا ذلك تأسيس تسع مدارس للمرحلة الابتدائية في مناطق نجد والأحساء العام 1356ه لتهيئة الطلاب، ثم تأسست أول مدرسة نظامية وهي "دار التوحيد" بمدينة الطائف في العام 1364ه التي عنيت باستيعاب طلاب المدارس الابتدائية في المرحلة الثانية من التعليم، وتطويرهم في تخصّصات علمية عديدة، وقد انتظم فيها في ذلك الحين للدراسة 50 طالباً ولحرص الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وحبه لنشر التعليم في كافة مناطق المملكة، فقد أُسست هذه المدرسة وتم ربطها بالشعبة السياسيَّة بالديوان الملكي لتحظى بمميزات ماديَّة ومعنويَّة تكون إغراءً لأولياء الأمور الذين لم يألفوا نظام المدارس في ذلك الوقت، إذ كانت الغالبيَّة العامة من أفراد المجتمع أُميُّين لا يعرفون القراءة ولا الكتابة ولا يرغبون أن يتعلموا دون مناهج توارثوها مشافهة عن آبائهم ومن سبقوهم، وخضعت المكافأة التي تصرف للطلاب للزيادة والنقص ثمَّ الزيادة التدريجيَّة، وبُدئ بصرف مُخصَّص جيب لكل طالب مقداره 15 ريالاً، تمت مضاعفتها فيما بعد، إلى جانب صرف ملابس لكل طالب. مكافأة المتفوق واستمر ذلك سنتين إلى أن صدر الأمر الملكي بزيادة مُخصَّص الإعاشة لطلاب الدار إلى 100 ريال، وفي العام 1372ه تمَّ تخصيص 140 ريالاً تُصرف سنوياً لكل طالب تحت مُسمَّى بدل كسوة، وكان عدد الطلاب في تلك الفترة 150 طالباً، وفي العام 1373ه صدر الأمر الملكي القاضي بمساواة مكافأة طلبة الدار بزملائهم طلاب المعهد الديني العلمي بالرياض ومقدارها 230 ريالاً شهرياً تُصرف لكل طالب، ووصلت لاحقاً إلى 300 ريال لطالب المتوسطة و375 ريالاً لطلاب القسم الثانوي، وكان يُصرف للطلاب المتفوّقين مُكافأة ماليَّة مُجزية تشجيعاً على التنافس الشريف من أجل التزود بالعلوم والمعارف، كما كانت تُصرف رواتب الإجازة الصيفية للطلاب مقدماً، إضافة إلى أن الدار كانت تؤمِّن السكن والإعاشة للطلاب وتدفع مُخصَّصات شهريَّة لهم، وتزيد هذه المكافأة في حالة ما إذا كان الطالب متزوجاً، وكان يصرف للطلاب المتفوقين مكافأة مالية مجزية تشجيعاً على التنافس الشريف بينهم، من أجل الاهتمام بالتزود بالعلوم والمعارف، بينما كانت تصرف رواتب الإجازة الصيفية للطلاب قبل الإجازة، كما شملت المكافآت المعاهد العالمية التي تأسس أولها في العام 1370ه بأمر من الملك بناء على اقتراح من الشيخ محمد بن إبراهيم آل شيخ، حيث كان يقدم المعهد لطلابه مكافأة شهرية مقدارها 375 ريالا لطلاب المرحلة الثانوية و315 ريالا لطلاب المرحلة المتوسطة، وقد بلغ عدد المعاهد العلمية في المملكة اثنين وستين معهداً. بدل اغتراب واستمراراً لدعم طلبة التعليم فإن هناك إعانات لبعض الطلاب، حيث يتم صرف مكافآت لبعض طلبة المدارس كطلبة طلاب التربية الفكرية، وطلاب الأمل للصم، وطلاب النور للمكفوفين وبمختلف المراحل (تهيئة - ابتدائي - متوسط - ثانوي)، ومكافآت طلاب مدارس تحفيظ القران الكريم، والمكافأة التشجيعية لخريجي محو الأمية وتعليم الكبار الليلية، وإعانة بدل الاغتراب يقصد بإعانة بدل الاغتراب وهو المبلغ الذي يصرف للطالب الذي لا توجد له مرحلة متوسطة، أو ثانوية في بلد إقامة أسرته لمساعدته على تحمل نفقات سكنه وإعاشته وقدرها ست مئة ريال ولمدة عام دراسي -تسعة أشهر-، وإعانة أبناء المعلمين المتوفين، وإعانة القرى النائية، بالإضافة إلى صرف مكافآت لطلبة الجامعات والمعاهد الحكومية. بنك زراعي وفي العام 1382ه تم تأسيس البنك الزراعي العربي السعودي، ليكون مركزاً حكومياً مهمته الأساسية تمويل مجالات النشاط الزراعي، وقد باشر أعماله فعلياً العام 1384ه حين بدأ العمل بما لا يزيد على 136 موظفاً في خمسة فروع على مستوى المملكة، أول قرض قدمه البنك الزراعي للمزارع محمد بن مبارك بن طمهور من أهالي الدلم بالخرج في تاريخ 1/ 9 /1384ه بقيمة 6410 ريالات لحفر بئر وتأمين مضخة وتسوية أرض المزارع الخاصة بالمشروع، بدأ البنك برأس مال مقداره 10 ملايين ريال، والآن يتعدى هذا العدد بكثير، ويقوم البنك بمنح قروض تصل في بعض المشروعات الكبيرة إلى 20 مليون ريال لتغطية كافة الخدمات من الدجاج اللاحم والقمح والخضار في البيوت المحمية والأعلاف، كما يقدم الصندوق إعانات لتشمل المعدات والتجهيزات المنفذة على أرض المنشأة الزراعية التي لها علاقة بالعمليات الزراعية والإنتاجية والتسويقية المباشرة، وتشمل هذه الإعانة الجمعيات الزراعية، والصناعات التي تعمل على توطين صناعة المعدات والتجهيزات التي ُتستخدم في المشروعات والأنشطة الزراعية كقطاع الدواجن والألبان، ولا تشمل الإعانة حفر الآبار، أو مضخاتها والمباني السكنية أو الإدارية ما عدا الناقلات المبردة المستخدمة في العمليات التسويقية المباشرة لنقل الإنتاج إلى السوق، وتمنح تلك الإعانة بواقع 25 % من قيمة القرض للمجالات المشمولة بالإعانة، كما يشترط الالتزام بسداد أقساط القرض في موعده المتفق عليه. قروض ميسرة وتم الاهتمام بدعم زراعة النخيل حيث يتم منح إعانة من قبل وزارة الزراعة تبلغ 50 ريالاً لكل فسيلة تزرع حديثاً للأصناف التي توصي الوزارة بزراعتها وكذلك 25 هللة عن كل كيلو غرام من إنتاجهم من التمور، إضافة إلى شراء جزء من إنتاج مزارعي التمور بسعر تشجيعي يصل إلى ثلاثة ريالات لكل كيلو غرام، وتقديم مساعدات في مجال الخدمات الإرشادية والعمليات الوقائية ومكافحة الآفات، ومنح تراخيص زراعية لإقامة مشروعات النخيل مع توزيع الأراضي مجاناً، ومنح قروض ميسرة من دون فوائد لإقامة مخازن التبريد ومصانع لتصنيع وتعبئة وتغليف التمور من قبل صندوق التنمية الصناعية السعودي، ثم من البنك الزراعي العربي السعودي مؤخراً، وقد ساهم البنك الزراعي الذي منح القروض الميسرة والإعانات على المعدات الزراعية ومعدات الري بما يصل إلى 50 في المئة من القيمة في تنمية الزراعة وتقدمها في بلادنا -ولله الحمد-. ضمان اجتماعي ومن ضمن الإعانات الاجتماعية التي تقدمها الدولة معاش الضمان الاجتماعي، من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية، والتي بات مسماها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وهو عبارة عن صرف مبلغ مالي شهري للمستفيدين -أموال هذا البرنامج من الزكاة-، ويقتصر الانتفاع من هذا البرنامج على السعوديين المقيمين في المملكة إقامة دائمة ممن تتوافر فيهم الشروط المبيّنة في نظام الضمان الاجتماعي، ويستثنى من شرط الجنسية المرأة الأجنبية المتزوجة من سعودي أو أرملته التي لها أولاد منه، وكذلك أبناء الأرملة السعودية من زوجها الأجنبي، كما يستفيد من أحكامه الأرامل ذوات الأيتام، والأيتام ممن لا تتوفر لديهم وثائق إثبات الجنسية السعودية ولديهم بطاقات تنقل، وذلك وفقاً للشروط التي تبينها لائحة الضمان الاجتماعي. برنامج حافز ومن الإعانات الجديدة التي تقدمها الدولة -أيدها الله- هو إعانة الباحثين عن العمل تحت مسمى البرنامج الوطني لإعانة الباحثين عن العمل "حافز"، وهو برنامج وطني لدعم وإعانة الباحثين عن العمل وتحفيزهم وتعزيز فرص الحصول على وظيفة مناسبة لهم، وهو بمثابة الخطوة الأولى للحوافز والتنظيمات التي أمر بها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله– العام 1432ه، وله نوعان من العناصر هما: حافز البحث عن عمل وحافز صعوبة الحصول على عمل، وأحد عناصر البرنامج هو صرف مخصص مالي قدره 2000 ريال بشكل شهري لمدة 12 شهرا لدعم وتحفيز الباحثين بجدية عن العمل المستحقين للمخصص المالي وفقاً لضوابط الاستحقاق الخاصة بحافز البحث عن عمل، ولاستمرارية الحصول على هذا المخصص يتعين على الباحث استمراره ومواصلته في البحث بشكل جاد عن العمل، حيث إن الهدف الأساسي من هذا المخصص المالي هو مساعدة الباحث في الحصول على وظيفة مستدامة ومناسبة وليس الركون للمخصص كمصدر دخل ثابت، ولا يقتصر حافز البحث عن عمل على المخصص المالي فقط، بل ويشمل أيضاً عناصر أخرى يأتي من ضمنها توفير برامج تدريب وتأهيل ومساعدة على الحصول على عمل للمستفيدين وذلك لدعم وزيادة فرصهم في الحصول على الوظيفة المناسبة التي تلبي تطلعاتهم، وأخيراً فإن يد الخير في مملكتنا الغالية بإعاناتها التي شملت كل من يستحق تواصل العطاء المتدفق، فهي المعين الذي لا ينضب. من القِدم والإعانات الحكومية تُحقق التنمية للوطن دعم المزارعين ساهم في تنمية الزراعة حافز أحد برامج دعم الباحثين عن العمل دعم الدولة غير المحدود هدفه رفاهية المواطن الضمان الاجتماعي قدم إعانات للمستحقين حمود الضويحي