في بلد الوفاء والعطاء "الإنسان أولاً" شعار المملكة قولاً وفعلاً، ونموذج لمواقف قيادة المملكة المهتمّة بشؤون رعيّتها، وتقدير وتكريم لمن يستحق التكريم وهو من باب مبادلة الوفاء بالوفاء، وهذا يتجسد في كل توجيه يصدره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فيما يتعلق بالمواطن والاهتمام به، والذي يعتبر من أهم أولوياته كما ذكر في أحاديثه المتعددة، ولا تقف عنايته -حفظه الله- للمواطن فقط، بل تشمل حتى المقيمين على أرض المملكة، وتمثل ذلك في قرار مجلس الوزراء والذي ينص على صرف مبلغ مقداره (500) خمسمئة ألف ريال لذوي المتوفى بسبب جائحة "فيروس كورونا الجديد"، العامل في القطاع الصحي الحكومي أو الخاص، مدنياً كان أم عسكرياً، وسعودياً كان أم غير سعودي، ويسري ذلك اعتباراً من تاريخ تسجيل أول إصابة ب(الفيروس) في 7 / 7 / 1441ه، وهذه المبادرة الكريمة والرعاية الأبوية الحانية من الملك سلمان بن عبدالعزيز، لأسر المتوفين من القطاع الصحي تؤكّد الاهتمام البالغ بكل من يضحي بنفسه من أجل الوطن والإنسان. وهذا القرار يأتي من إيمان القيادة الرشيدة بأهمية الدور الذي قام به الأبطال من الذين ضحوا بأنفسهم من أجل إنقاذ غيرهم من منسوبي القطاع الصحي بكافة تصنيفاتهم وفئاتهم، من رعاية لأسرهم ومواساتهم في تخفيف الآلام، بتقديم كافة الحوافز المادية والمعنوية لهم، مما شكل عمق التلاحم بين القيادة وأبنائها. لقد تصدت المملكة لفايروس كورونا بعدد من الإجراءات الاحترازية راعت فيها حقوق الإنسان، ولم تفرق فيها بين مواطن ومقيم، وقدمت حزمة من الدعم الاقتصادي لمعالجة الآثار المترتبة اقتصادياً شملت تلك الحزمة المواطنين والمقيمين على حد سواء. ولم تتوقف جهود المملكة عند الشأن المحلي، فقد شاركت عالمياً بدعم منظمة الصحة العالمية بعشرات الملايين من الدولارات لمنظمة الصحة العالمية لمواجهة فيروس كورونا، فيما قدمت حزمة من المساعدات والمستلزمات الصحية لجمهورية الصين الشعبية، وقدمت عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أجهزة خاصة لمكافحة وباء كورونا، وأدوية، ومستلزمات طبية بقيمة 3 ملايين دولار، كما قدمت لفلسطين مساعدات بأكثر من 3 ملايين دولار. وفي سبيل مكافحة "كوفيد 19" كورونا دعت المملكة عقد قمة استثنائية افتراضية لمجموعة قمة العشرين، وعقد هذه القمة هو امتداد لجهود المملكة على الساحة الدولية لقيادة العمل المشترك العالمي، لما فيه خير الإنسان بغض النظر عن جنسه وجنسيته أو ديانته. و تعمل المملكة مع دول العالم للتصدي لفايروس كورونا والتقليل من آثاره على مختلف نواحي الحياة، صحياً وتنمويًا واقتصاديًا واجتماعيًا، من خلال قمة العشرين وهو أكبر تجمع اقتصادي وسياسي عالمي على مستوى العالم. لقد اعتمدت الجمعية العامة في الأممالمتحدة بأغلبية كبيرة مشروع قرار قدمته المملكة، يدعو لتنسيق استجابة عالمية عملية لمكافحة جائحة "كوفيد-19" بالاستعانة بمخرجات القمة الاستثنائية الافتراضية لقادة مجموعة العشرين في 26 مارس 2020م، والتي دعيت إليها عدد من الدول والمنظمات والهيئات الدولية للمشاركة لتقديم كل الجهود الممكنة لمكافحة الجائحة، حيث كانت لمخرجات القمة أثر بالغ في التخفيف من الآثار السلبية للوباء على الجوانب الصحية، والاقتصادية والتجارية والاجتماعية، ولم تتوقف جهود المملكة عند هذا الحد، إذ قدمت دعماً مالياً قدره 500 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية، إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين لمكافحة الفيروس، واستجابة للنداء العاجل الذي أطلقته المنظمة لجميع الدول والرامي إلى تكثيف الجهود من أجل اتخاذ إجراءات عالمية لمحاربة انتشار كورونا.