عزّزت مبادرة الخط العربي التي أطلقتها وزارة الثقافة مؤخراً العديد من المشاركات من المجتمع والقطاعات بجميع أنواعها ومن أبرز هذه المشاركات حضور الخط العربي في انطلاق الموسم الجديد من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين لكرة القدم وظهور قمصان اللاعبين باللغة العربية وباستخدام خط الثلث الذي يتميز بجمال تكويناته الهندسية، وتتضمن الأطقم الجديدة للأندية تصاميم مبتكرة. هذا وقد شاركت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بمعرض عالمي للخط العربي ينطلق من الرياض ثم الدار البيضاء ثم بكين بمشاركة أشهر الخطاطين العرب والمسلمين والأجانب المعنيين بفنيات الخط العربي وأنواعه وأشكاله المتنوعة، إضافة إلى ما تزخر به المكتبة من مخطوطات ونوادر ومصاحف تعنى بالخطوط العربية ستقدمها المكتبة للزوار. ومن ضمن مبادرات الخط العربي شهدت شوارع مدينة الرياض تفاعلاً شبابياً حيث شارك شباب الوطن -وبدعم من وزارة الثقافة لخدمة الخط العربي وإبرازه- في هذه التظاهرة الثقافية. وتأتي هذه المبادرة انطلاقاً من رؤية وزارة الثقافة ودورها في النهوض بقطاعات الثقافة بمختلف فنونها ومجالاتها، ونظراً لما يمثله الخط العربي من أهمية واتصال وثيق باللغة العربية، وما يمتلكه من تاريخ وجماليات في هندسته وتفاصيله وأشكاله، والتي تبرز مخزونا ثقافياً إبداعياً يعكس ثراء الثقافة العربية ، سيكون العام 2020 عاماً مميزاً تحتفي فيه الوزارة برمز من رموز هوية المملكة العربية السعودية، ويأتي "عام الخط العربي" تحت مظلة برنامج جودة الحياة، أحد برامج رؤية المملكة 2030، وهو من مبادرات وزارة الثقافة لخدمة الخط العربي وحفظه وصونه، والسعي لنشره بين أفراد المجتمع من خلال أنشطة وفعاليات مبتكرة تبرز الخط العربي وتعزز حضوره بوصفه وعاء أصيلا للثقافة العربية، وكانت من أبرز أهداف عام الخط العربي هي إبراز فن الخط العربي بوصفه فنا قائما بذاته يعكس ثراء الثقافة العربية، ويحاول أن يقدم المملكة العربية السعودية كحاضنة للخط العربي وراعية له ورائدة في دعمه، ويحث أيضا على تعزيز وتحفيز ممارسات الخط العربي على مستوى المؤسسات والأفراد، وتقديم الدعم للمتخصصين والموهوبين في الخط العربي، وتوحيد جهود القطاعات المعنية والمبادرات الفردية لخدمة فن الخط العربي، وتنشر مبادرة الخط العربي ثقافة استخدام الخط العربي بين النشء. وكان صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة قد أعلن تسمية العام 2020 ب "عام الخط العربي" احتفاءً بالخط العربي وتقديراً لما يمثله من أهمية في التعبير عن مخزون اللغة العربية وما يمتلكه من تاريخ وجماليات في هندسته وتفاصيله وتعزيزها، هذا وقد أوضح سموه أن الأجداد لم يقفوا عند وظائف الخط العربي الاتصالية بل ذهبوا به إلى ميادين الفنون البصرية بكل سماتها الجوهرية وشكَل حينها متنفساً للفنانين المسلمين الذين أحالوه إلى أعمال فنية خالدة وآسرة.