استطاعت المرأة في عهد والدي ومولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - تحقيق العديد من الإنجازات التي ما كانت لتُحقق لولا دعمه المستمر لها، وهو ما يمثل تتويجًا لمسيرة المرأة السعودية طوال تاريخها الحديث، حيث استعانت الدولة المباركة بالمرأة في العديد من المناصب القيادية السياسية والتنفيذية، كما أتيحت لها التجربة الكاملة للتمثيل النيابي بمجلس الشورى الموقر. يدرك جميع السعوديين قيمة ما حققته المرأة، كما يدرك الجميع الدور الذي تلعبه المرأة السعودية، والذي يمثل عنصرا فاعلا ومؤثرا في المشهد السعودي ككل، من هنا جاء تأكيد مولاي خادم الحرمين الشريفين على أهمية دور المرأة وأنها مصدر التطور لأي مجتمع، فمن دونهن يصعب إصلاح المجتمعات، والتاريخ خير شاهد على دور المرأة البارز والفعال في قيادة التغير وصنع القرار. لقد أدرك صانع القرار أن المرأة السعودية يقع على كاهلها مسؤولية التربية والتعليم والصحة والاقتصاد، فهي مصدر ومنبع الارتقاء بالمجتمع سلوكيا وأخلاقيا بل واقتصاديا أيضًا، من هنا وقف مولاي خادم الحرمين الشريفين إلى جانبها وأعطاها حقوقها المشروعة، مقررا مبدأ المواطنة والمساواة بين الرجال والنساء، إلا فيما ميز فيه الشرع الإسلامي الحنيف بينهما. إن تبوؤ المرأة السعودية لأرفع المناصب أقل ما يقال عنه أنه انتصار تاريخي لها، تحقق بفضل إيمان ودعم القيادة الحكيمة بدور المرأة السعودية في مسيرة العمل الوطني، وفي مسيرة المجتمع السعودي نحو الرقي والازدهار. ولا يفتأ مولاي خادم الحرمين الشريفين يشيد بالمرأة السعودية في كل محفل، وهو ما يؤكد أن الدولة السعودية تولي المرأة اهتماما خاصًا، لم نشهده من قبل. لقد آن لنا أن نقول وبكل صدق إن عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين هو العهد الذهبي للمرأة السعودية، فهو داعم لها بكل قوة، وهذا الدعم ناشئ عن إيمانه العميق وقناعته الراسخة بأهمية دور المرأة في المجتمع، كما آن لنا أن نقول أيضا إن الإنجازات التي تحققت للمرأة السعودية قد فاقت أحلامها وتوقعاتها، بل فاقت أحلام وتوقعات الجميع. لقد أثبتت المرأة السعودية أنها جديرة بهذه المكانة وأهل لهذا الدعم المتواصل، حيث أثبتت كفاءتها وجدارتها في أي مكان حلَّت به، وفي أي منصب شغلته، وهو ما يؤكد مدى نهمها الشديد للعمل في كافة المجالات المتاحة لها، ومدى شعورها بالمسؤولية الملقاة عليها من قبل القيادة الرشيدة، وهي بذلك أثبتت ولا تزال تثبت يومًا بعد يوم أنها جديرة بالعناية الخاصة التي أولاها لها مولاي خادم الحرمين الشريفين، وأنها تشعر بالامتنان العميق لكل ما تحقق لها خلال هذه السنوات القليلة. ولا تزال المرأة السعودية تطمع في مزيد من التغييرات فيما يتعلق بالبعد الاجتماعي والسياسي، وذلك بإزالة ما تبقى من ترسبات داخل ذهنية وعقلية البعض منا، لا تزال تنظر للمرأة على أنها مجرد استكمال للشكل فقط. مطلوب أن يعرف السعوديون أن في تمكين المرأة جلبا للتنمية والرخاء المجتمعي، وأن هذا النموذج الملهم لتمكينها لن يؤتي ثماره كاملة إلا بإيماننا جميعًا بأهمية دور المرأة في المجتمع، كما آمن بذلك مولاي خادم الحرمين الشريفين وسيدي سمو ولي عهده الأمين، والواقع خير شاهد على ما أقول.