إلغاء بطولتي الكأس والدرع الخيرية... وإنشاء صندوق استثماري ب100 مليون تعاني كرة القدم الإنجليزية حالياً من أزمة اقتصادية ناجمة عن جائحة فيروس كورونا، وكانت المفاوضات بين البريميرليغ ورابطة ال EFL (رابطة الدرجات المحترفة) والحكومة البريطانية تتأرجح لعدة أشهر، حيث تعاني أندية الدوريات الأقل دخلاً يوم المباراة من انخفاض عقود الرعاية، وبالتالي فإنها تبدو على شفير الإفلاس أو أنها مهددة بالانقراض، ما دعا فريقا ليفربول ومانشستر يونايتد إلى التفكير خارج الصندوق، ومحاولة البحث عن حلول جديدة، الأمر الذي أفرز مشروع الصورة الكبيرة. في ظاهر الأمر يتضمن مشروع الصورة الكبيرة العديد من المقترحات المشجعة، والأهم من ذلك أنه سيقدم على الفور 250 مليون جنيه إسترليني إلى رابطة ال EFL، بالإضافة إلى إنشاء صندوق تراكمي بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني للإتحاد الإنجليزي لكرة القدم، لتغطية الخسائر وتوفير الاستثمار لكرة القدم النسائية والدوريات الوطنية وبطولات الهواة، وسيوفر هذا دفعة نقدية قصيرة الأجل لإنعاش الرياضة المريضة على المدى الطويل، وسيتم تعزيز تمويل ال EFL من خلال الطريقة الجديدة في تقسيم الدخل الهائل للبريميرليغ. تتلقى حالياً أندية البريميرليغ 92 % من الإيرادات القابلة للتوزيع، ولكن سيتم تخفيضها إلى 75 % بموجب مشروع الصورة الكبيرة، إذ ستذهب النسبة المتبقية إلى الدوريات الأقل، وسيؤدي هذا إلى زيادة دخل التشامبيونشيب بمقدار 15.5 مليون جنيه إسترليني، ودخل الليغ ون بمقدار 3.5 ملايين جنيه إسترليني، وإيرادات الليغ تو بمقدار 2.3 مليون جنيه إسترليني، وعلى الرغم من أن تسليم مثل هذه الحصة الكبيرة من البريميرليغ ستكون خطوة تاريخية، فلا يوجد ضمان أن تبقى الأرقام مربحة كما هي في الوقت الحالي، نظراً لأن البريميرليغ سيكون مكوناً من 18 فريقاً، وسيكون عدد المباريات التي سيتم بيعها أقل، وبالنسبة إلى المشجعين سيتم تحديد سقف التذاكر الخارجية ب 20 جنيهاً إسترلينياً، وسيتم دعم السفر بعيداً وسيكون هناك المزيد من استكشاف المكان الآمن. نقطة الخلاف ومع ذلك ستحصل الأندية الستة الكبرى على الكثير من الأموال؛ وهنا نقطة الخلاف التي يعترض عليها الكثير، حسب المشروع فإن بطولة كأس الكاراباو والدرع الخيرية سيتم إلغاؤهما، وسيتم أيضاً تخفيض عدد الأندية من 20 فريقاً إلى 18 فريقاً لتصبح عدد جولات الدوري 34 جولة بدلاً من 38 جولة، وسيكون نظام الهبوط كالتالي: هبوط فريقين وصعود فريقين من التشامبيونشيب، وصاحب المركز السادس عشر بالبريميرليغ سيلعب البلاي أوف، للحفاظ على مقعده بالبريميرليغ بمواجهة صاحب المركز الثالث والرابع والخامس بالتشامبيونشيب. المثير للجدل في مشروع الصورة الكبيرة، هو حقوق التصويت للأندية التسعة التي قضت أطول فترة في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهي (مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وليفربول وتوتنهام وأرسنال وتشيلسي وساوثهامبتون وويست هام وإيفرتون)، إذ تقول الوثيقة أن الأمر سيستغرق موافقة ثلثي أصحاب المصلحة على المدى الطويل فقط، وهو عدد 6 أصوات من الأندية التسعة للتشريع في مجلس البريميرليغ، ويضمن أيضاً حق النقض ضد المالكين المحتملين للأندية الأخرى بالبريميرليغ، وتعيين الرئيس التنفيذي وكيفية توزيع دخل البث وكذلك قواعد المنافسة. الرواتب وإعارات اللاعبين ويقترح المشروع وضع حد أقصى للرواتب في الدرجات الأقل، وسيجبر الأندية للامتثال للوائح اللعب المالي النظيف على غرار الإتحاد الأوروبي لكرة القدم، وهناك مميزات أخرى للأندية الكبرى وهي إمكانية إعارة 15 لاعباً في وقت واحد بما في ذلك 4 لاعبين لنادٍ واحد بالبريميرليغ (حالياً يسمح بإعارة لاعب واحد لنادٍ واحد)، وسيسمح للأندية بيع حقوق حصرية لثمان من مبارياتها في كل موسم مباشرة إلى المشجعين عبر المنصات الرقمة في جميع دول العالم. ويبقى السؤال الأهم لدى المتابعين للكرة الإنجليزية، هل سيكون هذا المشروع هو بداية انطلاقة حقبة جديدة في تاريخ كرة القدم؟ أم دخول كرة قدم إنجلترا إلى مرحلة جديدة يسيطر عليها لسنوات مقبلة 9 أندية فقط ؟