بعد بضعة أيام فقط من خروجه من المستشفى حيث تلقى علاجاً تجريبياً ضد كوفيد-19، يستعدّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب من جديد لتنظيم تجمعات ضمن حملته الانتخابية أمام الجمهور. لكن أخصامه وبعض الخبراء يشعرون بالقلق حيال قرار قد يكون متسرعاً جداً. وأمضى ترمب ثلاث ليالٍ في المستشفى قبل أن يعود في الخامس من أكتوبر إلى البيت الأبيض. وكانت قد أُلغِيت المناظرة الثانية التي كانت مقرّرةً الخميس المقبل بين المرشحَين للرئاسة الأميركيّة الجمهوري دونالد ترمب والديموقراطي جو بايدن، بحسب ما أعلنت اللجنة المستقلّة المسؤولة عن تنظيمها. وبعد الإعلان عن إصابة الرئيس الأميركي بكوفيد-19، حوّلت اللجنة هذه المناظرة التي كان مقرّراً إجراؤها في مياميبفلوريدا إلى لقاء افتراضيّ عبر الإنترنت، وهو ما رفضه ترمب بشكل قاطع، ومن المقرّر إجراء مناظرة أخرى بين المرشحَين في 22 أكتوبر. ودفع قرار إلغاء المناظرة الثانية مدير الاتصالات في حملة ترمب، تيم مورتو إلى إطلاق اتهامات بالانحياز. وقال مورتو "ليس هناك سبب طبي لوقف" تنظيم مناظرة الخامس عشر من أكتوبر. ويبدأ ترمب الاثنين المقبل استئناف حملته الانتخابية قبل ثلاثة أسابيع تماما من الاقتراع الرئاسي، وأعلن عن تجمع في فلوريدا الاثنين في محاولة لإعادة إطلاق حملته الانتخابية المتعثرة. وسيقوم الرئيس الاثنين بخطوة أخرى تتمثل بتجمع حاشد في ولاية أساسية. فقد كتب ترمب في تغريدة على تويتر "سأكون في سانفورد بولاية فلوريدا الاثنين من أجل تجمع كبير جدا". ويأتي ذلك على الرغم من التساؤلات عن مرض ترمب ومدى اكتمال شفائه الآن، إذ يرفض مسؤولو البيت الأبيض الرد على الاستفسارات الأساسية بما في ذلك متى أصيب الرئيس بالفيروس للمرة الأولى وهل أثبتت فحوص جديدة أنه شفي من المرض منذ ذلك الحين. وأجرى ترمب الجمعة مقابلة طويلة مع الإذاعي راش ليمبو، قال فيها إن مزيج الأجسام المضادة "ريغينيرون" التجريبي الذي تناوله كجزء من العلاج كان شافيا. وأضاف أنه تغيير كامل لأوراق اللعبة وأفضل من لقاح. من جانب آخر، تعهد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي استهدفته انتقادات غير عادية من جانب ترمب، الجمعة بنشر رسائل البريد الإلكتروني المثيرة للجدل التي تعود للديموقراطية هيلاري كلينتون، وهي رسائل يقول المعسكر الرئاسي إنها ستُثبِت أنه ينبغي محاكمة كلينتون. ووجّه ترمب الخميس انتقادات نادرة لاثنين من أقرب مساعديه هما بومبيو والمدعي العام وزير العدل بيل بار. وفي مقابلة هاتفية مع "فوكس بيزنس" طالب ترمب بأن يتخذ الوزيران إجراءات في ما يخص إدارة سلفه باراك أوباما. وقال ترمب: "على بومبيو أن يجد وسيلة لنشر رسائل إلكترونية من هيلاري كلينتون، مرشحة الديموقراطيين في الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2016". وردا على سؤال حول هجوم رئيس الولاياتالمتحدة عليه، قال بومبيو: "سننشر هذه المعلومات حتى يتمكن الأميركيون من رؤيتها".