لم تكن الوعود التي أطلقها رئيس نادي القادسية مساعد الزامل لوسائل الإعلام عندما أعلن عن ترشحه لكرسي الرئاسة لمدة أربع سنوات مقبلة من باب امتصاص غضب الجماهير القدساوية أو تخفيف وطأة الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى بنهاية الموسم الماضي، بل كانت فعلا تنم عن خوض غمار تحدٍ جديد في فترة رئاسية أخرى باعتبار أن الموسم الماضي رأس الزامل النادي الشرقي بالتكليف لمدة عام واحد، وقد استلم الدفة الإدارية قبل انطلاقة الموسم بشهر واحد فقط، مما جعل الإدارة القدساوية آنذاك تسابق الزمن لتحسين صورة الفريق الأول لكرة القدم وسط أمواج المنافسات المتلاطمة، في موسم كان الصراع فيه محتدماً من جميع الفرق المتنافسة وفي أول ظهور للزامل قبل الموسم الحالي أكد ل (دنيا الرياضة) على أن الفترة الرئاسية الجديدة ستكون مختلفة تماماً عن سابقتها، موضحاً بأن لديهم متسعاً من الوقت لوضع خطة عمل واستراتيجية واضحة يسير عليها النادي، كذلك رسم أهداف قريبة وبعيدة في خطين متوازيين. وتعتبر صناعة فريق قوي بعناصر شابة وبإمكانيات كبيرة وقدرات فنية جيدة الهدف الأساسي الذي سعت له إدارة القادسية دون التركيز بشكل مباشر على عودة الفريق إلى دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين واستعجال النتائج بطرق وحلول سريعة ربما تنجح لفترة قصيرة، وبدأت إدارة البيت القدساوي في تدعيم صفوف فريقها بالأسماء التي كان لها بصمة واضحة في حسم مسألة الصعود لدوري الكبار، وكان توجهها في تلك المرحلة واضحاً لبناء فريق للمستقبل من خلال تعاقداتها التي سبقت الموسم الكروي، إذ ركزت في استقطاباتها على العناصر الشابة التي تملك إمكانيات فنية جيدة وتعاقدت مع البحريني مهدي آل حميدان مهاجم الأحمر وهداف الفريق عبدالله حضريتي وسلطان الدوسري ووليد الشنقيطي وناصر العبدلي وعبدالرحمن السفري ونواف الحبشي وحسين الشيخ إلى جانب المحافظة على مكتسبات الفريق الأول واللاعبين الأجانب كالاستراليين جاك دونكان وريس ويليامز والمهاجم النيجيري ستانلي أوهايشي الذين بدورهم قدموا مستويات كبيرة وفارقة خلال منافسات المسابقة وأثبتوا تميزا وحسن الاختيار للإدارة القدساوية، وواجه فريق القادسية عدة عقبات خلال مسيرته في الدوري كان أبرزها سحب النقاط الثلاث التي كسبها من الملعب من أمام شقيقه نادي النهضة في الدور الأول من الدوري بسبب خطأ إداري، والتي كانت كفيلة بتصدر القادسية لسلم الترتيب برصيد 75 نقطة، كما عانى القادسية في منتصف الموسم من الإصابات التي داهمت لاعبي الفريق الأول وهو يقاتل على صدارة الترتيب مما أجبر المدرب التونسي يوسف مناعي لاستدعاء بعض لاعبي درجة الشباب لسد الخانات التي تعرض أصحابها للإصابة، والزج بهم في المباريات الرسمية، كذلك انضمام عدد كبير من لاعبيه الشباب إلى معسكرات الأخضر أثناء استمرار دوري الدرجة الأولى قدم فريق القادسية موسماً مختلفاً من خلال عمله المميز على كافة الأصعدة سواء في النادي فيما يخص الجوانب التنظيمية أو على مستوى فريق كرة القدم الذي ظل طوال المسابقة منافساً شرساً على المراكز الثلاثة الأولى إذ حافظ على صدارة الترتيب خلال تسع جولات متتالية، وظهر لاعبوه بصورة فنية جيدة أشاد بها الكثير من النقاد والمحللين الفنيين الذين توقعوا العودة السريعة للفريق إلى دوري الكبار. وعاشت الجماهير القدساوية حالة من الفرح والتفاؤل وأبدت ارتياحها الكبير عبر منصة وسائل التواصل الاجتماعي «تويتر» تجاه عمل الإدارة القدساوية والفريق الأول لكرة القدم بعد أن خطف بطاقة الصعود وضمن اللعب في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين قبل انتهاء الموسم الكروي بجولتين، مطالبة باستمرار العمل على تطوير الفريق وإبرام عدد من التعاقدات النوعية التي يحتاجها القادسية الموسم المقبل، للظهور بشكل مختلف في الدوري الأقوى على مستوى الوطن العربي وعدم تكرار سيناريو الموسم الماضي. مساعد الزامل