أكد عدد من المهتمين في المجال التراثي والثقافي ل(الرياض) على أن المملكة أطلت على العالم بوجه مشرق بحدث استثنائي أثري يؤكد على عمق الحضارة العربية في الجزيرة العربية مهبط الأنبياء والذي منبعه متأصل في الجزيرة العربية وأن علاقة الإنسان بهذه الأرض علاقة قديمة وأثرية وذلك من خلال آثار لوجود للبشر والبحيرات المائية وبعض الحيوانات والتي تركت آثارها خلال مرورها على الأرض السعودية الزاخرة بالكثير من الأرث التاريخي الذي سيكبر يوما بعد يوم مع كل اكتشاف جديد. وذكر الأستاذ عبدالعزيز السماعيل الرئيس التنفيذي لمبادرة المسرح الوطني بوزارة الثقافة أن الاكتشاف الأثري الذي تم التوصل إليه في شمال المملكة خبر مفرح ويعلن عن بداية اكتشاف المزيد من الآثار في مدن المملكة الزاخرة بالكنوز الأثرية الكثيرة وأننا في الطريق للوصول لها من خلال الفريق البحثي العلمي المخصص في التنقيب والدراسة والتعامل المعرفي معها وأن طريقة الإعلان عن هذا الاكتشاف الأثري يدل على الطريقة الراقية والمهنية التي تنتهجها وزارة الثقافة لربط المواطن السعودي بكل ما يتم الكشف عنه من آثار لتنمية الوعي بأهمية الآثار وقيمتها والحفاظ عليه والمساهمة في مساعدة الوزارة للوصول لكل إرث أثري في حال تم اكتشافه بالصدفة خلال الرحلات التي يقوم بها المهتمون بالآثار لحفظها تاريخيا خاصة وأنها تعتبر إضافة قيمة وحضارية للمملكة. وأضاف: إن هذه الاكتشافات مهمة للمملكة فهي تلفت نظر العالم لقيمة المملكة الحضارية والأثرية وتعني أن شعوب الجزيرة العربية عريقة ومتأصلة بالحضارة وله حضاراته الخلابة وحضور مميز منذ أكثر من 120 ألف سنة وربما أبعد من ذلك كون الجزيرة العربية هي موطن الإنسان الأول القديم وموطن البحيرات والغابات والحيوانات المختلفة التي لم نشهده في هذا العصر الذي نعيشه وهذا يعني وجود عمق تاريخي للجزيرة العربية مما يعزز مكانتها التاريخية بالإضافة لذلك يعتبر مهما لعلماء الآثار والمدونين لتوثيق الاكتشافات الأثرية بتسجيل تواريخها ورصدها ومراجعة التواريخ القديمة لها وهذا جانب علمي مهم. وأكد الدكتور عبدالله السلمي رئيس نادي جدة الأدبي أن الجزيرة العربية تقع على مخزون ثري عبر الحقبة التاريخية في الجزيرة العربية مهبط الأنبياء والتاريخ بكل أبعاده زاخر بالآثار القديمة والمنحوتات والنقوش والتي تتطلب منا تضافر الجهود وبث الوعي لدى أفراد المجتمع للحفاظ عليها واستقطاب المختصين من الأكاديميين والخبراء في المجال لتوسع دائرة البحث والتنقيب في مدن المملكة ليزداد هذا الإرث مع كل اكتشاف أثري مميز فهذا المخزون سيجعلنا ننافس الدول التي تقوم على حضارة الآثار وأتوقع أننا سنتفاجأ بالمزيد من الآثار التي اسعدتنا باكتشافها. ولفت يوسف الكيكي المشرف العام على متاحف عبدالرؤوف خليل أن اهتمام الحكومة بالاكتشافات الأثرية ومضمون الثقافة الأثرية وتاريخها وأهدافها أثره سيكون كبيرا للتعريف بحقبة مهمة مرت بها الجزيرة العربية ودحض لبعض الأقاويل التي كنت تضعف وجود حضارات أثرية بالمملكة والحقيقة أنها مهد لحضارات الأمم والاكتشاف الذي تم الوصول له يعتبر إنجازا أبهر العالم لتميزه بوجود الإنسان في ذلك الوقت قبل أكثر من 120 ألف سنة بالإضافة لوجود بعض الحيوانات المفترسة والذي يعتبر دليلا على أن الحضارات عمرها قد يمتد لأكثر من التاريخ الذي تم الإعلان عنه وهو دليل علمي سيساهم في انتعاش السياحة وزيادة أعداد المتاحف الأثرية مما سينعكس على مستقبل السياحة بالمملكة وزيادة روافدها. وأشار قائلا لا أبالغ إذا قلت إن كل المساحات الشاسعة بالمملكة زاخرة بالآثار والمنقوشات القديمة فهي تعتبر قلب الحضارات ومكة المكرمة والمدينة المنورة ومدائن صالح تعتبر الأبرز في ثرائها بالآثار. وقالت الدكتورة نادية قربان أستاذ علم التاريخ المساعد بجامعة الملك عبدالعزيز وعضو مجلس ادارة الجمعية السعودية للإرشاد السياحي أن الاكتشافات الأثرية أثرها عميق حيث إنه ستساهم في تنشيط حركة السياحة بالمملكة سواء الداخلية أو الخارجية اقتصاديا وسيكون بمثابة رسالة للعالم للتعريف بصور الحضارة العريقة لدينا والتي تمتد لآلاف السنين والذي يستدعي استقطاب القطاع الخاص الذي سينمي هذا المجال الخصب برؤيته الاقتصادية المتنوعة والتي سيكون عائدها قوي لدفع عجلة الاقتصاد السعودي مثل إبراز هذه الاكتشافات من خلال زيادة فتح المعارض التي تعني بهذا النوع في المناطق الأثرية والذي سيزيد من أعداد السائحين الأجانب بمختلف جنسياتهم والسكان السعوديين. وأشارت بأن المملكة تملك مناطق كثيرة لديها كنز من الآثار لا يوجد له مثيل بالعالم وبسبب التضاريس الجغرافية التي تتميز بها المملكة والتي تمتد من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها بمساحاتها الشاسعة فيها حضارات وثقافات مختلفة ولدينا مقومات كبيرة ستنعش السياحة بالإضافة إلى أن نقل هذا الخبر باكتشاف الآثار عالميا سيجعلنا محط أنظار المهتمين لهذا النوع من السياحة ولذلك يعتبر مورد وطني مهم بكل المعايير والمقاييس. وقال الباحث والمهتم بالتراث خالد الراضي أن الاكتشاف الذي تم الإعلان عنه يعتبر ثورة ونهضة أثرية في البحث عن كنوز المملكة الدفينة والتي كنا نسمع عنها من آباءنا وأجدادنا وهو إنجاز تراثي سيعزز من مكانة المملكة في ظل وجود جهات مهتمة لاكتشاف المزيد من هذا المخزون التراثي والذي يضاف لاهتمام ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بترميم البيوت القديمة بالرياض ومناطق المملكة. عبدالعزيز السماعيل: مُدننا زاخرة بالكنوز يوسف الكيكي: حدث أثبت عراقة بلادنا الراضي: أصالتنا تمتد لما قبل 120 ألف سنة د. نادية قربان: زيادة معارض المناطق الأثرية مطلب