عملت المملكة بكل جهدها للمحافظة على أبنائها وبناتها من خلال تعليق الحضور إلى المدارس لمدة سبعة أسابيع بسبب ظروف "كورونا"، وتقديم التعليم عن بُعد عبر منصة "مدرستي" لخدمة سبعة ملايين طالب وطالبة في الفصل الأول للعام الحالي. ولابد من وقفة تأمل لما أنجزته المملكة عبر وزارة التعليم تقنياً في مواجهة أزمة فيروس كورونا وتحدي الصعوبات واستمرار الحياة بوسائل مختلفة بعيداً عن تفشي المرض أو الخوف والقلق. وقال د. عبدالله المغلوث - عضو الجمعية السعودية للاقتصاد -: إن المملكة استطاعت من خلال وزارة التعليم أن تتجاوز التحديات من خلال التعليم عن بُعد لعدد من الملايين من الطلاب، وهذا يدل على أن هناك آليات وبنية تحتية من الشبكات والإنترنت تخدم كافة الطلاب في أنحاء المملكة من مدن ومراكز، بل وعالجت الجهات الأخرى الحكومية أي قصور وتعطل في إيصال تلك الخدمة، وأصبح الطلاب قادرين على استيعاب تلك المرحلة من التحديات وقبول الواقع، مبيناً أن التعليم عن بُعد أصبح ضرورة في ظل الجائحة التي يمر بها العالم، ووزارة التعليم جنّدت كوادرها البشرية من خبراء ومستشارين ومعلمين لتنفيذ خطة التعليم عن بُعد. وبدأت حكاية التعليم عن بُعد من اعتماد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، حينما كان وزيراً للتعليم إطلاق برامج التعلم والتدريب الإلكتروني، وربط الطلاب بالتقنية عملياً منتصف 2014م، ليؤسس لقاعدة يستفيد منها السعوديون، ويلجؤون لها في أحلك الظروف، دون أن تتأثر عجلة الحركة التعليمية في المملكة، بعد قرار الحكومة تعليق الدراسة في المدارس في إجراء احترازي للتصدي لجائحة كورونا، ليبدأ الطلاب رحلة التعلم عن بُعد. وفي وقت يحارب أكثر من ستة ملايين طالب وطالبة سعودية كورونا من منازلهم، يجد التلاميذ السعوديون حصصاً لموادهم التعليمية حسب أعوامهم الدراسية، من خلال "قناة عين، عبر بث مباشر، من خلال بوابة عين الإثرائية، وبوابة المستقبل، ومنظومة التعليم الموحدة، بمتابعة من العمليات التربوية التي تتم بجهود المعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات في إعداد المحتوى التعليمي للحصص اليومية وفق الخطة الدراسية، ونقلها مباشرة من خلال 20 قناة من قنوات عين التعليمية، ومن خلال الخيارات التي أتاحتها عملية التعليم عن بُعد للطلاب والطالبات في أي وقت وفي أي مكان. وتطبق وزارة التعليم مبادئ التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد ضمن أساليبها التعليمية المبتكرة، منذ أعوام في المملكة، لتحسين مخرجات التعليم وكفاءة الإنفاق، وتنمية الاقتصاد الرقمي، وتحسين فرص تكافؤ التعليم للجميع، وإتاحة التعليم مدى الحياة، وتحسين مخرجات التعليم، وتوفير فرص التعليم والتدريب لمن هم على رأس العمل، إضافةً إلى تحسين الكفاءة المالية لقطاع التعليم، وضمان المواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، وإيجاد توجهات حديثة ومبتكرة في التعليم. ويعمل نظام التعليم عن بُعد على تقديم العديد من الشروحات التعليمية والدروس إلى جميع الطلاب والطالبات في منازلهم، وصنع محتوى تعليمي بصورة متكاملة، ودعم الحلول التعليمية البديلة والمناسبة لاستمرارية العملية التعليمية، عبر منتجات تعليمية تفاعلية تراعي التنوع وتلبي الفروق الفردية للطلاب والطالبات بما يدعم تعلمهم؛ للوصول إلى مجتمع مدرسي يحاكي الواقع، ويمنح فرص التعليم الجيد والمناسب. «مدرستي» مشروع ضخم يُقدم التعليم للأبناء في منازلهم