ذكرى اليوم الوطني.. ذكرى خالدة سجلها التاريخ بأحرف من نور على صفحاته الخالدة كتبت سطورها بخيوط من ذهب، فهي ليست مناسبة وطنية عابرة فحسب، وإنما وقفة تأمل وإعجاب.. جاءت تتويجاً لإنجازات ونجاحات في حقبة زمنية مليئة بالظروف والتحديات القاسية والعقبات الصعبة، ولكن بفضل الله وتوفيق منه ثم عزيمة الرجال والصبر وتخطي العوائق والإيمان القوي والوعي التام بوحدة الهدف وصدق التوجه والمقصد النبيل في ظل تحكيم شرع الله والعدل والمساواة لتشمل كل أمور الحياة، فمنذ توحيد هذه البلاد وهي تسير في سعيها الحثيث في مضمار الحضارة وميدان الرقي والازدهار. ذكرى محفورة في أعماق التاريخ لقصة وطن، وإشراقة نهضة، وتطور مطرد، وإنجاز تاريخي هائل، كانت له الآثار الكبرى التي امتدت في مختلف أرجاء المملكة العريقة، إن ما تشهده المملكة وأبناؤها اليوم من رخاء وتقدم وتطور سريع ومنجزات حضارية شاملة ومذهلة، هو امتداد لجهود وكفاح العظماء مما سبقونا، بل إن الجيل الصاعد لا يكاد يستوعب الربط بين عهد مضى كان من الصعب الحصول فيه على قطرة الماء إلا بعد مشقة وعنت كبيرين، وبين عهد جديد تتسابق فيه الشواهد الحضارية على صدر واحة خضراء بحجم القارة.. تتوفر فيها كل متطلبات الحياة العصرية بسهولة وشمول لكل من يعيش فيها ويتفيأ ظلالها الوارفة، حقاً إنها خطوات حثيثة لبناء راسخ. وجاء الوقت ليكون من أولويات واجبات مؤسساتنا الثقافية والتعليمية والإعلامية واهتماماتها الآن هو تعزيز الوعي بتاريخ الوطن وأمجاده، فضلاً عن تدبر مراحله التاريخية والاتعاظ بها، حتى الوقوف اليوم على معطيات التاريخ الحضاري لهذا الوطن، ثم تعميق الوعي بهذا الإرث الكبير من الأمجاد التاريخية والبعد الجغرافي لهذا الوطني في نفوس العامة والأجيال القادمة والشباب على حد سواء، خاصة في ظل الظروف السياسية الإقليمية الظاهرة على الساحة واللعب على وتر المورثات العثمانية أو الفارسية البالية من العهد القديم. على مؤسساتنا الاجتماعية المختلفة التعليمية والإعلامية أن تبين للناشئة من أبنائنا وبناتنا أن تاريخ الإسلام مرتبط بهذا الوطن ارتباطًا إيجابيًا، وأن موطن الإسلام الناصع انطلق من أرض المملكة، وأن مقدسات المسلمين مسؤولية عظيمة تتحملها المملكة وشعبها بحب وشرف؛ ليكون ذلك قدر هذا الوطن وأبنائه وقيادته الحكيمة ومن هنا فإنه يحب على أبناء هذه البلاد المحافظة على هذه الريادة التاريخية العربية الإسلامية وتأصيلها في نفوس النشء وأجيالنا القادمة. إن مسؤولية مؤسساتنا الثقافية والإعلامية في تأصيل الانتماء للوطن لا تقتصر على الصعيد الداخلي فقط رغم أهميته، ولكن على هذه الجهود الثقافية والإعلامية وأن تسعى إلى تحقيق صورة المملكة وشعبها على الصعيد الخارجي وأن تعكس الصورة الحقيقة لأبناء هذا الوطن ولا يمكن أن يحقق لبلادنا ووطننا مكانًا على خريطة العالم ما لم تسوق هذه الثقافة في صورتها الناصعة بأسلوب مميز مبتكر يعكس جمالنا وأخلاقنا وعرقتنا وإنسانيتنا وعالميتنا. * مختص في العلاقات العامة والإعلام التربوي في جامعة الإمام