مع معاناة العالم من زيادة معدلات التلوث الكربوني سنوياً، يكثر الحديث عن ضرورة اكتشاف بدائل، تعيد للحياة حياتها، وفي نفس الوقت تحقق المعادلة الصعبة، بأن تكون هذه البدائل قيمة مضافة لاقتصاديات الدول. كانت البدايات متعثرة في فترة السبعينات؛ لأسباب كثيرة منها، أن توليد طاقة بديلة مثل الهيدروجين سيتسبب في انبعاثات كربونية، إضافة للتكلفة العالية لتوليد الهيدروجين، وضاع الحلم أدراج الرياح، على الرغم من أن العالم شهد تصنيع أول سيارة تعمل بالهيدروجين عام 1807م. وجاءت فكرة «نيوم» التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتبنى الفكرة الرائدة لتوليد الهيدروجين الأخضر، والتغلب على معوقات وتحديات الماضي، فبدلاً من استخدام الوقود الأحفوري (البترول ومشتقاته)، سيتم استخدام الطاقة الشمسية، مع طاقة الرياح؛ لتعظيم الآثار الاقتصادية والبيئية، وتحقيق رؤية المملكة 2030 على أرض الواقع؛ ودعم الاقتصاد الوطني وتنويع مصادره بعيداً عن النفط، والتصدي للتغير المناخي وتحديات المناخ العالمية، من خلال خفض الانبعاثات الكربونية، تحقيق طموحات القيادة بأن تصبح «نيوم» وجهة رائدة عالمياً. إن هذا المشروع سيفتح الباب أمام كثير من الفرص الواعدة في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، وسيعزز من قدرة المملكة على العمل مع دول العالم، لتحقق أهدافها على صعيد إنتاج الطاقة النظيفة، والأكثر أهمية من ذلك، فتح آفاق جديدة من فرص العمل ذات المردود الاقتصادي المميز، الذي يستتبع بالضرورة، وجود تقنيات جديدة، ومن ثم كوادر وطنية قادرة على التعامل تكنولوجيا توليد الطاقة النظيفة. إن الاستثمار في تلك البقعة من أرض المملكة، بمقوماتها العبقرية، يعكس الرؤية الثاقبة للقيادة الحكيمة للبلاد؛ للاستثمار في الإنسان السعودي، وجعلة أولوية قصوى، لقد وضعت لبنات هذا المشروع، ليكون جاهزاً بحلول عام 2025م باستثمارات تبلغ 5 مليارات دولار، ليصبح الأكبر على مستوى العالم، بحجم إنتاج يصل إلى 650 طناً في اليوم، ومن ثم تصديره إلى الأسواق العالمية ليستخدم وقودا حيويا يغذي أنظمة النقل والمواصلات؛ ليسهم بذلك في الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بما يعادل ثلاثة ملايين طن سنويا. دام عزك يا وطن.