أوضح الدكتور، عبدالرحمن بن محمد البراك، عضو مجلس إدارة، بن داود القابضة، أن بن داود القابضة هي أكبر مشغّل لسلاسل متاجر التجزئة والسوبر ماركت على مستوى المملكة العربية السعودية، قد تتمتع الشركات المنافسة الأخرى بحضور كبير، ولكن تظّل "بن داود" و"الدانوب" بالنسبة لي هما أكبر علامتين تجارتين في البلاد، وتناول في حوار تنشره "الرياض" التطورات التي مرت بها بن دواد القابضة وخطها للمرحلة المستقبلية المقبلة. 1. يطيب لنا بدايةً أن نهنئك على انضمامك إلى شركة بن داود القابضة كعضو مجلس إدارة. ما هو سبب انضمامك إلى الشركة؟ سعدت بالانضمام إلى هذه الشركة، حيث نشأت على الذهاب والتسوّق برفقة والدي في هذه المتاجر، والآن استكمل هذه الرحلة مع عائلتي. تمتلك هذه المجموعة 73 متجراً منتشرة في جميع أنحاء المملكة، توفر أكثر من 140,000 منتج حيوي (أو كما يُقال عنها "وحدات المخزون" في قطاع الأعمال التجارية)، وهما شركتين رائدتين في قطاع التسوّق عبر الإنترنت، لاسيّما بعد تشدين منصّة "الدانوب أونلاين" في العام 2017. ولكن الأهم هو تسخير خبراتي ومعرفتي في دعم الشركة أثناء قيامها بطرح أسهمها للاكتتاب العام، بما يضمن مواصلة تطوير إطار حوكمتها المؤسسي المتين. فبعد السنوات الطويلة التي قضيتها في هيئة السوق المالية، سعدت بقيام مجموعة عائلية مثل شركة بن داود القابضة باعتماد إطار حوكمة مؤسسي قوي ساهم في إضفاء الطابع المؤسسي على سياساتها وإجراءاتها. وإنني متحمس للغاية للانضمام إلى رحلة هذه الشركة الرائدة بينما تطرح أسهمها للإدراج. 1. هل يمكنك أن تشاركنا رؤيتك حول السوق المحلية في المملكة، لاسيّما بينما نمضي قدماً لمرحلة ما بعد كوفيد-19؟ هل يُعد قطاع التجزئة مصدراً للقلق؟ حقيقةً، نحن في وضع أكثر من رائع، خاصةً وأن صناعة الأغذية شهدت زيادةً في معدل إنفاق المستهلكين خلال جائحة كوفيد-19، وتباشر شركة بن داود أنشطتها في قطاع أثبت مرونته العالية وقدرته على مواجهة الاضطرابات والتحديات الناجمة عن هذه الجائحة. وتؤكد البينات الصادرة مؤخراً عن مؤسسة النقد العربي السعودي وتيرة النمو المتسارع، حيث تشير أرقام بيانات النصف الأول من العام 2020 إلى أن قيمة مبيعات المواد الغذائية والمشروبات خلال الربع الثاني من العام الجاري بلغت 17.455 مليون ريال سعودي، بزيادةً قدرها 35% مقارنةً بالربع الأول 2020، بينما بلغ حجم المعاملات 17.441 في الربع الثاني 2020 مقارنةً ب 138.706 خلال الربع الأول 2020. فضلاً عن ذلك، فإننا نتوقع استمرار معدل الإنفاق القوي على الأجل القريب، حيث مكثت العائلات في البلاد بسبب فرض قيود الحركة والسفر، ولا يزال يمثّل تسوّق الأطعمة والمشروبات أولوية قصوى بالنسبة لها. ورغم ذلك، نتبنّى منهجية حذرة بينما نتعافى من جائحة كوفيد-19، خاصةً مع الضغوطات طويلة الأجل الناشئة عن رفع نسبة ضريبة القيمة المضافة والرسوم الجمركية وغيرها من الاعتبارات الأخرى. وإننا نتوقع عوة المملكة إلى "الوضع الطبيعي" مع اقتراب الربع الأخير، لذا فإنه من المنصف أن نمنح بلادنا الوقت للتعافي قبل إصدار مزيد من الأحكام. يكتسب قطاع التجزئة أهمية متزايدة في جميع أنحاء العالم، لاسيّما في السعودية التي تضم في تركيبتها السكانية شريحة واسعة من الشباب وتُعد سوقاً زاخرةً بالإمكانات الواعدة. وتشير التوقعات إلى نمو قطاع التجزئة في المملكة بشكل كبير خلال السنوات القادمة، إذ توقعت مؤسسة "يورومونيتور الدولية" نمو قطاع التجزئة السعودي بنسبة 12.3% خلال السنوات الخمسة القادمة لتبلغ قيمته الإجمالية 119 مليار دولار بحلول العام 2023. فضلاً عن ذلك، أثبت هذا القطاع مرونته العالية في مواجهة التحديات والاضطرابات التي سببتها أزمة تفشي جائحة "كوفيد – 19". ومن المتوقع أن تحقق تجارة المواد الغذائية وغير الغذائية بالتجزئة، التي بلغت قيمتها 57 مليار ريال سعودية خلال العام 2019، نمواً سنوياً مركباً بنسبة 5.1% بين العامين 2020 و2024. ويؤكد بعض الخبراء والمحللين أن انتشار عمليات التحوّل الرقمي المتنامي في القطاع سيضع مزيداً من التحديات أمام الشركات التقليدية في القطاع، وقد ينطبق ذلك على الأعمال والشركات غير المرنة التي تغفل عن أهمية التأقلم مع آفاق الفرص الجديدة، وهو ما يُعد مغايراً مع وضع شركة بن داود القابضة خاصةً في ضوء استثماراتها المبذولة في تطوير منصّات البيع الإلكترونية والتي تضرب مثالاً رائعاً في استعداد الشركة وقدرتها على مواءمة تطورات ديناميات القطاع الأساسية. وهي تُعد من أوائل الشركات التي تبنّت نموذج التسويق عبر قنوات متعددة، كما أنها تمتلك خبرات واسعة ومعرفة واسعة في هذا الصدد، ما مكّنها من توسيع نطاق أعمالها عبر الإنترنت واستقطاب مزيد من العملاء إلى متاجرها عبر سلسلة من الحملات التسويقية المخصصة. وتتمتع الشركة بمكانة ريادية تؤهلها لمواصلة النمو داخل القطاع، مدعومةً بسجلها الحافل بالإنجازات في مجال الابتكار وعلاقاتها المتينة مع الموردين وشبكتها الاستراتيجية الواسعة من المتاجر. استراتيجية النمو 1. ما هي استراتيجية نمو سلسلة متاجر السوبر ماركت مستقبلاً؟ يهدف نموذج أعمالنا إلى الاستفادة من الفرص الكامنة في نمو طلب المستهلكين على المنتجات عالية الجودة وغيرها من المقتنيات والأدوات المنزلية النوعية داخل المملكة والمتوافرة بأسعار تنافسية. وتضم استراتيجيتنا، الرامية إلى تحقيق ذلك الهدف بمرور الوقت، عدداً من العوامل المحفّزة للنمو، والتي تشمل: أولاً رفع مستويات المبيعات، عبر تعزيز تجربة تسوّق العملاء داخل المتاجر، ثانياً، توسيع شبكتنا عبر افتتاح متاجر جديدة (كل من بن داود والدانوب) في المناطق الغربية والوسطى والشرقية بالمملكة، ثالثاً، تطوير قنوات البيع الإلكترونية من خلال منصّات التجارة الإلكترونية الخاصة بنا، وأخيراً مواصلة التزامنا بنهجنا الحصيف في إدارة التكاليف على مستوى المتاجر والعمليات المركزية، بالاعتماد على الحلول التكنولوجية والأدوات الرقمية حسب الحاجة. 1. هل تخططون للتوسّع دولياً؟ ليست لدينا أية خطط فورية بشأن توسيع شبكة متاجرنا في السوق الدولية، على الرغم من طموحاتنا الهادفة إلى ترسيخ مكانتنا كعلامة تجارية بارزة في قطاع التجزئة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وسوف نقتنص أفضل الفرص المتاحة. وتخطط الشركة لافتتاح متاجر جديدة تماشياً مع سجّل إنجازاتها المذهل منذ تأسيسها، وقد دشّنت متجرها رقم 73 خلال شهر أبريل الماضي، وهو متجرها الرابع خلال العام الجاري، وهي تتبنّى خطط أخرى لمواصلة مسيرة نموّها خلال النصف الآخر من العام 2020. 1. ما هو الدرس الأساسي المستفاد من أزمة جائحة كوفيد-19؟ هذا سؤال أكثر من الرائع، رغم أنه يصعب الإجابة عليه بالإشارة إلى نقطة واحد، لاسيّما وأن هناك الكثير من الدروس المستفادة من هذه الأزمة. ولكن دعني أؤكد على نقطة في غاية الأهمية، ألا وهي أنه يجب أن تكون في مثل هذه الأوقات العصيبة مرناً وذكياً. فهذه الجائحة كانت مفاجأة للجميع دون استثناء، إذ انتشرت في جميع أنحاء العالم بوتيرة متسارعة وألقت بظلالها على كافة القطاعات، وقد نجح كل من تأقلم سريعاً واتخذ نهجاً مرناً وسريعاً، إذ تمكّنوا من تجاوز التحديات خلال الأشهر الستة الماضية مقارنةً بغيرهم. وكما رأينا، بعض الشركات توسعت بشكل كبير وأصبحت تتعامل بشكل مباشر مع المستهلكين والعملاء، بعدما أطلقت منصّات إلكترونية وضخّت أموالها واستثماراتها في عدة محاور غاية في الأهمية. وفي الختام، أؤكد أهمية أن تكون لديك روح جسورة قادرة على اتخاذ القرارات الصعبة في مثل هذه الأوقات العصيبة، فهؤلاء أصحاب القرارات الحاسمة هم الذين يمتلكون الإمكانات والمؤهلات المناسبة لقيادة مسيرة المستقبل.