بدأت إيطاليا أمس، تجارب بشرية على لقاح محتمل لمرض كوفيد-19، لتنضم إلى الجهود العالمية الرامية إلى مكافحة الفيروس الذي ظهرت مؤشرات على تزايد معدلات انتشاره مجددا في أوروبا. ويجري معهد لادزارو سبالانساني، وهو مستشفى في روما متخصص في الأمراض المعدية، تجارب على 90 متطوعا خلال الأسابيع القادمة، على أمل توفر لقاح بحلول الربيع القادم. وقال فرانشيسكو فايا مدير الشؤون الصحية في المستشفى لرويترز إن المريض الأول سيخضع للمراقبة أربع ساعات قبل السماح له بالعودة إلى منزله، حيث سيظل تحت الملاحظة 12 أسبوعا. وأضاف فايا «سنرى إن كانت له أي آثار جانبية وما إذا كان سيؤدي إلى إنتاج أجسام مضادة دفاعية» وقال إن المرحلة الثانية من التجربة ستجرى في بلدان بها معدلات أعلى من الإصابات مثل المكسيكوالبرازيل. وقال «إذا تمكنا من العمل بسرعة، سنطرح الجرعات الأولى في السوق في الربيع القادم». واللقاح الجديد المحتمل، جي.آر.إيه.دي-كوف2، تطوره شركة ريثيرا التي مقرها روما.، وقالت منطقة لاتسيو قرب العاصمة الإيطالية في بيان إن التجارب الأولية التي شملت حيوانات قدمت نتائج إيجابية. هذا ويواصل الوضع الصحي المرتبط بفيروس كورونا المستجدّ التدهور في العالم خصوصاً في فرنساوإيطاليا، ما يؤجج الخشية من موجة ثانية في وقت بعثت الولاياتالمتحدة الأمل بوجود علاج للمرض عبر استخدام بلازما المتعافين. ومنذ بضعة أيام، تواجه إيطاليا التي تفشى فيها الفيروس بشكل واسع في مارس وأرهق نظامها الاستشفائي، ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الإصابات بالمرض خصوصاً بسبب التنقلات والنشاطات الصيفية للمصطافين. وبحسب آخر حصيلة رسمية نُشرت الأحد، سُجلت 1210 إصابات جديدة بكوفيد-19 في البلاد خلال 24 ساعة، ويرتبط ثلث الإصابات المسجّلة في منطقة روما بأشخاص عائدين من عطل في جزيرة سردينيا. ورغم الارتفاع المفاجئ في عدد الإصابات، أراد وزير الصحة الإيطالي روبيرتو سبيرانزا أن يكون مطمئناً الأحد معتبراً أن الوضع تحت السيطرة ومستبعداً فرض عزل عام مجدداً في بلاده. لكن على المستوى المحلي، يتزايد القلق. فقد اقترح رئيس منطقة كامبانيا المحيطة بنابولي الحدّ من التنقلات بين المناطق من الآن وحتى عودة التلاميذ إلى المدارس. في الولاياتالمتحدة، صادق الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء الأحد على استخدام بلازما المتعافين من فيروس كورونا المستجدّ، لعلاج المصابين بالوباء، ولا تزال فعاليته موضع جدل. ووصف ترمب الإعلان بأنه «اختراق تاريخي» في مسار علاج كوفيد-19، من شأنه «إنقاذ عدد كبير من الأرواح». لكن إدارة الأغذية والأدوية الأميركية «اف دي ايه» ذكّرت بأنه لا يوجد حتى الساعة دليل رسمي على أن استخدام البلازما فعّال. ويقول الطبيب لين هوروفيتس المتخصص في الأمراض الرئوية في مستشفى لينوكس هيل في مدينة نيويورك إن «بلازما المتعافين مفيدة على الأرجح، على الرغم من أن هذا الامر غير مثبت بتجارب سريرية، لكنه ليس علاجا إنقاذيا لمرضى مصابين بعوارض حادة». * «وضع محفوف بالمخاطر» في فرنسا، يتدهور الوضع الصحي أيضاً، فقد سُجّلت أكثر من 4500 إصابة جديدة بكوفيد-19 خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وفق أرقام نشرتها السلطات الصحية الفرنسية الأحد، في المجمل، سُجّلت 4897 إصابة مؤكدة مقابل 3602 السبت. وحذّر وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران الأحد «نحن في وضع محفوف بالمخاطر» في مواجهة وباء كوفيد-19، متخوفا من انتقال العدوى من الشباب إلى الأشخاص الأكبر سنا الذين يعتبرون أكثر ضعفا. على غرار إيطاليا، لا تعتزم السلطات الفرنسية إعادة فرض عزل عام وترجّح في هذه المرحلة تدابير محلية متعهّدة بتشديد المراقبة. وكانت قوات الأمن مساء الأحد تراقب التزام المواطنين بالقواعد المفروضة في باريس على هامش بثّ المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم بين بايرن ميونيخ الألماني وباريس سان جرمان. وأفادت الشرطة أن عناصرها فرضت غرامات على 274 شخصاً لعدم وضعهم كمامات، خصوصاً في حانة تم إخلاؤها على مقربة من جادة الشانزيليزيه. وفي المجمل، أودى الوباء بحياة ما لا يقلّ عن 805,470 شخصاً في العالم منذ ظهوره في الصين في ديسمبر، وفق تعداد أعدّته وكالة فرانس برس الأحد استناداً إلى مصادر رسمية. والولاياتالمتحدة هي الدولة الأكثر تضرراً جراء الوباء مع 176,765 وفاة، تأتي بعدها البرازيل (114,250) والمكسيك (60254) والهند (56706) والمملكة المتحدة (47423). وفي مواجهة ارتفاع عدد الإصابات، تتكثف القيود منذ عدة أسابيع في كافة أنحاء العالم من كوريا الجنوبية إلى فنلندا، حيث تدخل تدابير صارمة على الحدود حيّز التنفيذ الاثنين، مروراً بعاصمة الباراغواي. منذ الأحد، لم يعد بامكان سكان أسونسيون البالغ عددهم مليونين، التنقل بحرية إلا بين الساعة 05,00 (08,00 ت غ) و20,00 (23,00 ت غ) في إطار «حجر اجتماعي» يُفترض أن يستمرّ حتى السادس من سبتمبر. ولا تمرّ إعادة فرض بعض التدابير من دون صدامات وتوتر، وتسببت تدابير مراقبة صحية مشددة خلال نهاية الأسبوع فرضتها فيينا على الحدود مع سلوفينيا باضطرابات كبيرة وأثارت غضب الشرطة السلوفينية وقلق كرواتيا. وبالتوازي مع إعادة فرض القيود، تعود الحياة إلى طبيعتها الاثنين في إيرلندا الشمالية مع إعادة فتح المدارس تدريجياً، للمرة الأولى منذ مارس. وفي بورما، تحوّل احترام التباعد الاجتماعي إلى معضلة في المخيمات المكتظة حيث يخضع أفراد أقلية الروهينغا للعزل، خلال الأسبوع الماضي، سُجّلت 48 إصابة في سيتوي، عاصمة ولاية راخين، ما يمثل أكثر من 10 % من حوالى 400 إصابة سجلت حتى الآن في بورما.