نجح بايرن ميونيخ في الوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم استنادا على نهج خططي مختلف تماما لكنه قد يعرضه لمخاطر كبيرة أمام باريس سان جيرمان مما يضع المدرب هانز فليك أمام معضلة. ويعتمد بايرن على الضغط الشديد وإجبار المنافس على التراجع في الدفاع وتصعيب مهمة نقل الكرة إلى وسط الملعب. وأتى هذا الأسلوب بثماره في أدوار خروج المغلوب في العاصمة البرتغالية بعد أن سحق برشلونة بفوز مبهر 8-2 كما تفوق بطل ألمانيا 3-صفر على أولمبيك ليون في الدور قبل النهائي. وفي 2020 لم ينجح أي فريق في الفوز على بايرن بينما تمكن رازن بال شبورت لايبزيج في التعادل معه فقط في فبراير شباط الماضي وبجانب الهيمنة المحلية فاز فريق المدرب فليك في كل مبارياته بدوري الأبطال هذا الموسم. ويختلف أداء بايرن بوضوح عن الشكل الخططي عند قراءة التشكيلة فرغم أن روبرت ليفاندوفسكي يبدو المهاجم الوحيد إلا أنه لا يظهر وحيدا على الإطلاق. ويتقدم اللاعب البولندي الصف الأمامي لكن الضغط يأتي خلفه من الثلاثي سيرج جنابري في اليمين وتوماس مولر في الوسط وإيفان بريشيتش في اليسار. ولا يبدو ليون جوريتسكا وتياجو ألكانتارا من لاعبي الوسط المدافعين التقليديين ويساعد جوريتسكا بالتحديد في الضغط على مدافعي المنافس. كما يتوغل الظهيران في مراكز متقدمة ويصعب على العديد من الفرق التعامل مع تحركاتهما. ويعد ألفونسو ديفيز مثالا على الظهير العصري الهجومي كما أن يوشوا كيميش، الذي عوض غياب بنجامين بافارد المصاب، لاعب وسط في الأساس. وتكمن المشكلة الوحيدة في أن هذا الأسلوب ينجح فقط عندما يلعب دفاع بايرن بضغط عال. لكن هذا قد يعني مخاطرة أمام الهجوم السريع للمنافس باللعب خلف مدافعي بايرن بالكرات الطويلة أو تنفيذ هجمات مرتدة متقنة. وحاول ليون القيام بذلك يوم الأربعاء لكنه افتقد اللمسة الحاسمة وعجز عن استغلال الفرص التي أتيحت له. ويضم هجوم سان جيرمان نيمار وكيليان مبابي وعلى الأرجح لن يغفر أي خطأ. ويمثل مبابي بالتحديد مشكلة بسبب سرعته الفائقة في الجهة اليسرى بينما يعتمد نيمار على التوغل في العمق كما يبرع أنخيل دي ماريا في التمريرات المثالية ما يعني أن دفاع بايرن سيخضع لاختبار صعب بعد غد الأحد. ويجب أن يلعب ديفيز وكيميش وبافارد، اذا شارك بعد عودته من الإصابة، مباراة مثالية في الدفاع عند افتقاد الكرة. وربما يحاول فليك التقليل من خطورة مبابي بفرض مصيدة التسلل أو اللعب في عمق أكبر وتقليل المساحات خلف الدفاع. لكن هذا قد يعقد المباراة ويؤثر على الخطة المضادة في نصف ملعب المنافس. والأمر الجيد لمن يتشوق لمباراة مثيرة أن فليك لم يظهر أي إشارة على تغيير أسلوبه.