أبدى مسؤولون يمنيون مخاوفهم من تزايد خطر النشاط الإيراني المريب في التعامل مع ملف اللاجئين الأفارقة واستغلالهم في المحافظات اليمنية الواقعة تحت احتلال ميليشيات الحوثي الإرهابية (الذراع الإيرانية في اليمن). وعلى الرغم من الصراع والأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب الانقلابية التي أشعلتها الميليشيات الحوثية الموالية لإيران، ما يزال اللاجئون الأفارقة يتدفقون إلى اليمن، ووصل إليه خلال العام الماضي أكثر من 138 ألف مهاجر قادمين من دول شرق إفريقيا، الأمر الذي يستغله النظام الإيراني عبر عملائه الحوثيين وخلايا الحرس الثوري الإرهابي في اليمن. وبحسب منظمة الهجرة الدولية في اليمن فإن معظم المهاجرين الذين يصلون إلى اليمن هم من الإثيوبيين والصومال، ويغادرون القرن الإفريقي عبر الصومال وجيبوتي، وذلك بمتوسط 10 آلاف إلى 12 ألف شخص شهرياً، بناءً على إحصائية العام 2019. وقال مسؤول يمني ل"الرياض" إن ميليشيات الحوثي الإرهابية وخلايا الحرس الثوري الإرهابي استحدثت معسكرات خاصة لاستغلال أوضاع اللاجئين الأفارقة استقطاب أعداد كبيرة منهم عبر عملية إغراءات ومكافآت مالية شهرية، ومن ثم إخضاعهم لدورات فكرية وتعبوية لإعادة تشكيلهم نفسيا وعقائديا، وتدريبهم على استخدام الأسلحة وطرق تهريب الأسلحة والمخدرات للاستفادة منهم في أغراض وأهداف تستهدف أمن المنطقة والعالم. وأشار إلى النشاط الإيراني المتزايد عبر استقطاب وتجنيد لاجئين أفارقة في صنعاءوالمحافظات اليمنية الواقعة تحت احتلال وكلاء إيران، يسعى إلى تحقيق أهداف متعددة تدور كلها حول تهديد أمن المنطقة والعالم، في إطار السياسة الإيرانية الرامية إلى توسيع النفوذ الجيوسياسي في المياه الدولية في المنطقة، وعلى نطاق عالمي أوسع". وبالإضافة إلى استغلال اللاجئين الأفارقة لتجنيدهم وإجبارهم على الانخراط في جبهات القتال اليمنية، للتعويض عن الخسائر التي لحقت بصفوف عملاء إيران في اليمن. ثمة دوافع وأهداف إيرانية أخرى بحسب المسؤولين اليمنيين، وتتلخص في السعي لاختراق الداخل الإفريقي ودول إفريقيا المطلة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن. وأوضح أن إيران ومن خلال العديد من ضباط الحرس الثوري الإرهابي الموجودين في اليمن، تعمل في أوساط اللاجئين الأفارقة على إعداد نخبة إفريقية متسلّحة بالعقيدة الخمينية المتطرفة ومبادئ الثورة الإيرانية، لتتمدد بواسطتها نحو دول القرن الإفريقي وإيجاد موطئ قدم لها في دول القرن الإفريقي المطلة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، عن طريق استخدام هذه النخبة الإفريقية الذي تم إعدادها من قبل الحرس الثوري الإرهابي كأداة فعّالة انطلاقا من الأجزاء اليمنية الواقعة تحت احتلال ميليشيات الحوثي الإرهابية. كما تسعى إيران من خلال نشاطها المتزايد في تجنيد واستغلال اللاجئين الأفارقة إلى إعادة تفعيل أعمال القرصنة في خليج عدن، وإدارتها والتحكم بها عن طريق إعداد وتدريب فرق خاصة من اللاجئين الذين تلقوا إعدادا فكريا وتنظيميا وعسكريا على يد ضباط الحرس الثوري في صعدة وصنعاء، ليسهل للنظام الإيراني استخدام القرصنة كورقة رابحة، وتهديد سفن التجارة الدولية في بحر العرب وخليج عدن. فضلا عن استقطاب أعداد كبيرة من فئة الشباب اللاجئين ودمجهم في شبكات الجريمة المنظمة. إذ وجدت خلايا الحرس الثوري الإرهابي في الشباب المهاجرين من دول القرن الإفريقي فرصة لتوسيع شبكاتها النشطة في التهريب والمخدرات والاتجار بالبشر. وقال مسؤول أمني يمني ل"الرياض" إن خلايا الحرس الثوري الإرهابي في اليمن، تدرب مجاميع من اللاجئين الأفارقة على تهريب السلاح، تمهيدا لاستخدامهم في عمليات تهريب أسلحة لعملائها الحوثيين في اليمن. وحذر من تداعيات استمرار النشاط الإيراني واستغلال اللاجئين الأفارقة، على مستقبل دول القرن الإفريقي والمياه الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن. وتأتي الأنشطة الإيرانية المتعاظمة لاختراق الداخل الإفريقي وتعميق الوجود الإيراني في الدول الإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن عبر توسيع عملية استقطاب اللاجئين الأفارقة وتجنيدهم وإعداد نخبة متسلحة بالعقيدة الخمينية، مع تشديد الحصار الدولي عليها وشعورها بالعزلة الدولية المفروضة عليها، وفي ظل فشلها رسميا في تعزيز حضورها البحري في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن وبحر العرب خصوصا بعد إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن تأسيس "كيان البحر الأحمر وخليج عدن" الذي يهدف إلى حماية التجارة العالمية والملاحة الدولية وتعزيز الأمن والاستثمار والتنمية في الدول المشاطئة للبحر الأحمر. وكانت وزارة الخارجية السعودية قد أعلنت في ديسمبر 2018 عن إجراء اتفاق في المملكة، وبحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على تأسيس كيان البحر الأحمر وخليج عدن، والذي يضم السعودية ومصر والسودان وجيبوتي واليمن والصومال والأردن. وأكد مسؤولون يمنيون أن المبادرة السعودية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين بتأسيس كيان البحر الأحمر لدول الحوض، شكل إجراء استراتيجي حد من الفراغ الأمني في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وأعاد تفعيل الدور القيادي العربي بقيادة طليعية متقدمة للسعودية.