للتعليم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حكاية طويلة تبدأ بالإلهام وتنتهي بالواقع، رحلة طويلة ثرية بالدعم والشواهد والأحداث والمنجزات، رحلة متصلة ترتبط بالملك المؤسس - طيب الله ثراه - عندما بدأ بتنظيم التعليم في بداية التأسيس للدولة السعودية الحديثة، وهو استمرار متصل لما يوليه حكام المملكة من اهتمام وتقدير يلمس في كل تجمع سكاني حضري. تبدأ هذه الرحلة باهتمام خادم الحرمين - حفظه الله - بالتعليم، فتجده حريصًا عليه شخصيًا، ولأفراد أسرته، ثم المجتمع الذي كلف بإدارته. ولذلك نجد العمق العلمي في نفس الملك والعائلة والمدينة التي هي جوهرة المملكة. اهتمام الملك بالتعليم ملحوظ منذ صغره، ويُعرف بتملكه لمكتبة نادرة الكتب، وذاكرة علمية وتاريخية رفيعة، واهتمامه الوطني بدأ مع تدرجه الوظيفي في حكم مدينة الرياض. بداية التطور في التوسع في فتح المدارس في مدن وقرى وأحياء مدينة الرياض، حتى لا تكاد تجد حياً صغيراً أو كبيراً إلا وفيه محضن تعليمي، ثم التوسع في مجال تعليم الكبار ومحو الأمية، وكانت الزيارات التفقدية تتضمن الزيارات التعليمية. وتتسارع السنوات وتتسارع محاضن وواحات العلوم، وتتنوع بشكل يتسق مع خطط المدينة، ومجلس المنطقة لتصل إلى خطط الدولة. وبنفس الرؤى والأحلام، متبوعة بحسن التخطيط والإحكام، يستمر النهج الملكي الكريم ليشمل في نظرة واسعة كافة أرجاء المملكة العربية السعودية، بعد أن تولى خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم. تسارعت الأفكار وتنوعت وتوسعت سبل التنمية لتلحق بالتحول الوطني، ثم برؤية المملكة 2030 الحالمة التي تسير بخطى ثابتة وفق متابعة دقيقة من ولي العهد الكريم الأمير محمد بن سلمان - حفظة الله -الذي يسير على نهج خادم الحرمين في الاهتمام بتطوير التعليم، وتأسيس جيل واعد منتج. تطور التعليم وتحول لمفتاح للتنمية، ووصل لكل عتبة وباب، وشقّ الطلاب أعالي البحار للوصول إلى الريادة والتميز. كانت المتابعة الملكية تعبد كل طريق، وتيسر وتنير الطريق لطلاب العلم، توجه وتحسن وتيسير. تقدمت المملكة في مجالات عديدة، ونافست كبريات الدول، تقدمت في توظيف التقنية وبناء الإنسان السعودي النبيل، ازدهرت الأسر بمجانية ودعم التعليم، تطورت وارتقت المجتمعات، بارك الله في كل الجهود. يحسب لخادم الحرمين، تجويد وإصلاح التعليم، وتحديث اللوائح والأنظمة في وطن المؤسسات. وفي زمن جائحة كورونا التي عطلت العالم، كانت المؤشرات والعلامات الفارقة للنجاح. لم يختل طرف، ويتأثر طالب. كانت الجاهزية قوية، نظرًا للبنية التحتية. تميزت المملكة العربية السعودية في زمن كورونا بتوظيف التقنية وتنوع أنماط التعليم من تقليدي إلى مدمج إلى عن بعد. ويمكن حصر بعض ملامح التطور في عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز في المحاور التالية: الاهتمام بالإنسان. تحقيق التنمية المستدامة. التطور اللائحي ويشمل النظم والإجراءات والحوكمة. الاهتمام بضمان الجودة، والارتباط بالمنظمات وبيوت الخبرة الدولية. التحسن الرتبي في التقارير الدولية، والتصنيف الدولي. التصدي للفساد والتعليم الوهمي. تحسين الإنفاق والتمويل. التوسع في التعليم الدولي، وقبول طلاب المنح. إن كل ما قدِّم من إنجازات وشواهد ملموسة يؤكد تطور التعليم في عصر سلمان الحزم والإرادة، ويؤكد دعم الدولة - وفقها الله - لتنمية الإنسان السعودي ليكون لبنة صالحة في بلده، ومساهمًا فعالًا في هذا العالم المترامي الأطراف. * كلية التربية - جامعة الإمام محمد بن سعود