لم يكن تحّمل المملكة وتكفلها بإعادة الاستقرار للسوق البترولية العالمية بالأمر الهيّن ولا سيما في ظل تمسك المملكة بأهمية مشاركة جميع الدول المنتجة للنفط في اتفاقية التعاون الدولي المشترك في خفض الإنتاج مهما كان إنتاجها ضخماً أو متوسطاً أو محدوداً حيث إن روح المشاركة بحد ذاتها تضفي مزيداً من ثقة العالم بأمن إمدادات الطاقة ووفرتها بما يمنح الاستقرار للاقتصاد العالمي ورسم خططه وميزانياته المستقبلية لصالح شعوب العالم والحضارة الإنسانية ومشروعات التنمية. وبهذا الصدد اتفق وزراء النفط في ست دول خليجية من كبار المنتجين في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك بقادة المملكة العربية السعودية زعيمة تنظيم تحالف أوبك بلس، وأعضاء التحالف كل من الإمارات، والكويت، والبحرين، وعمان والعراق، على أن علامات التحسن التي ظهرت مؤخراً على الاقتصاد العالمي مُشجّعة جداً، مثنين على الجهود التي تبذلها الدول، في جميع أنحاء العالم، لإعادة فتح اقتصاداتها بطريقة آمنة. وأكد وزراء النفط الخليجيون كل من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ونظرائه الإماراتي سهيل المزروعي، والكويتي د. خالد الفاضل، والبحريني الشيخ محمد آل خليفة، والعماني محمد الرمحي، والعراقي إحسان إسماعيل، في اتصال هاتفي مشترك، مجدداً، التزامهم التام باتفاق أوبك بلس، وأهمية تحقيق جميع الدول المشاركة في اتفاق أوبك بلس مستويات الإنتاج المُستهدفة لها، من أجل تسريع إعادة التوازن إلى سوق البترول العالمية، وأن تقوم الدول التي زاد إنتاجها عن النسب المُقررة لها، في شهور مايو ويونيو ويوليو، بالتعويض عن تلك الكميات. كما استعرض أصحاب السمو والمعالي الوزراء، في اتصالهم، التطورات الأخيرة في أسواق البترول العالمية، واستمرار الانتعاش في الاقتصاد العالمي وفي الطلب على البترول، كما بحثوا التقدم الذي تم إحرازه باتجاه إعادة التوازن إلى السوق البترولية. وتلك الجهود الحثيثة التي تقودها المملكة في اجتماعاتها المكثفة عبر الفيديو أو في تلقيها الاتصالات رفيعة المستوى من زعماء العالم وعلى رأسهم أميركا وروسيا لحث المملكة لاتخاذ دورها القيادي الرئيس في جمع كلمة العالم حول أسواق النفط المضطربة ومستقبلها، الأمر الذي قابله العالم بمزيد من الارتياح والحماسة من قبل دول من خارج التحالف للمساهمة الطوعية في خفض إنتاجهم ومنها النرويجوالولاياتالمتحدة وكندا والبرازيل وغيرهم. ولمح الرئيس البرازيلي جير بولسونارو أن المملكة العربية السعودية وجهت دعوة للبرازيل بشكل غير رسمي للانضمام إلى أوبك، في إشارة إلى الأهمية المتزايدة للدولة الواقعة في أميركا اللاتينية كمنتج للنفط والتحدي الذي تفرضه على تأثير المجموعة المنتجة على أسواق النفط الخام. وقال الرئيس البرازيلي إنه تلقى الدعوة من مسؤولين سعوديين كبار بمن فيهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وقال بولسونارو "إنها الخطوة الأولى ربما لتطبيق هذه السياسة في البرازيل"، مضيفًا أنه سيحتاج إلى التشاور مع الفريق الاقتصادي ووزارة الطاقة في البرازيل قبل الموافقة على الانضمام. وقال إنه حريص على قبول البرازيل الدعوة وسيؤيد بالتأكيد انضمام بلاده إلى أوبك في ظل طرح كتل نفطية جديدة في المزادات العلنية. وفي حال انضمامها يمكن أن تصبح البرازيل ثالث أكبر منتج في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك بعد المملكة العربية السعودية والعراق. ويؤدي إنتاج البرازيل المزدهر إلى تعقيد الجهود التي تبذلها أوبك لدعم أسعار النفط الخام في مواجهة زيادة العرض من حقول الصخر الزيتي في الولاياتالمتحدة وضعف الطلب العالمي. وقال بولسونارو: إن احتياطيات البرازيل النفطية أكبر من احتياطي العديد من أعضاء أوبك ويمكن أن تشكل البرازيل وأوبك "شراكة عظيمة" تساعد كل منهما الأخرى على استقرار أسعار الوقود الأحفوري العالمية. وأنتجت البرازيل 2.71 مليون برميل يوميًا في 2018، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، التي توقعت أن يبلغ متوسط إنتاج البلاد 2.9 مليون في 2019، و3.22 ملايين في 2020. وتأتي تصريحات الرئيس البرازيلي حيال انضمام بلاده لأوبك في الوقت الذي حاول وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان تغيير مفاهيم ما يسمى بالدول الكبرى والصغرى للنفط في أوبك في ظل الشراكة المتكاملة لكافة الدول في اتفاقية "أوبك بلس". في وقت نبه سموه مسبقا لأهمية التزام جميع دول "أوبك بلس" بأدوارهم المتساوية القيمة مهما كثر إنتاج دولة عن أخرى حيث إن الجميع شركاء. فيما تلا ذلك من تطورات بإعلان المملكة وروسيا تأسيس ميثاق للتعاون بين الدول المنتجة للنفط الذي يستهدف استقرارا دائما لسوق الطاقة العالمي وتأسيس أطر مستدامة تحكم العلاقة بين المنتجين داخل أوبك وخارجها، بما يحقق أقوى نمو للصناعة البترولية، وتحقيق مصالح المنتجين والمستهلكين والمستثمرين في بوتقة واحدة بهدف واحد نحو اقتصاد عالمي متين. وزير النفط الكويتي د. خالد الفاضل وزير النفط البحريني الشيخ محمد آل خليفة وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي وزير الطاقة العماني محمد الرمحي وزير النفط العراقي إحسان إسماعيل