عبر التاريخ لم تتأخر المملكة بالوقوف بجانب الشعب اللبناني بالرعاية والاهتمام والمساعدة، والإسراع لنجدته ومد يد العون والإغاثة في الأزمات وأيام الضيق، والتاريخ وحده يبقى حتى لو حاول خونة حزب الله ميليشيا إيران تزييفه، فمنذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - كانت وما زالت مواقف المملكة داعمة للشعب اللبناني، وشاهدة لها بالوقوف ضد الاعتداءات الإسرائيلية، لتواصل القيادة السعودية على مر الأعوام وقوفها بجانب لبنان ب"اتفاق الطائف" التاريخي الذي عزّز الوفاق اللبناني بمصالحة لبنانية بعد حرب أهلية طائفية، لتعزز القيادة السعودية عبر ملوكها - رحمهم الله - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - مواقفها التاريخية التي يذكرها كل لبناني صديق. إن المملكة لم تكن يوماً يداً تشعل فتيل الفتنة بين المكونات اللبنانية، بل هي صديقة لجميع أبناء الشعب اللبناني، زرعت الحب والوفاء بينهم وبين أبنائها، وها هي اليوم في موقف تاريخي، حيث تسارع كافة طواقم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالوقوف بجانب أبناء الشعب اللبناني قادمة من شمال لبنان حتى العاصمة بيروت، ليسخر المركز كافة إمكاناته من طواقم طبية علاجية ومركبات إسعافية تحت خدمة لبنان وشعبه أثناء حادثة تفجير مرفأ بيروت الكارثي، لتقدم حملة تبرع بالدم بالتعاون مع مركز الأمل الطبي في بلدة عرسال الممول من مركز الملك سلمان تلبية للاحتياج الكبير للجرحى والمصابين، وهذا ليس بغريب على أبناء شعب واحد في ظل قيادة حكيمة يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله -، لتؤكد مواقف المملكة المشرفة من الدعم المتواصل عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والذي يبين أن المملكة قدمت منذ العام 1993م حتى العام 2019م أكثر من 269046183 مليون دولار، وبلغت عدد المشروعات 57 مشروعاً، شملت النقل، التعليم، المساعدات الإنسانية والإغاثية في حالات الطوارئ، مستشفيات، تطوير البنية التحتية، المياه والصحة العامة، الزراعة، الصحة، الأعمال الخيرية الدينية والاجتماعية، لتكشف هذه الجهود الخيّرة بأن المملكة من أكبر الدول الداعمة لاستقرار لبنان وشعبه، إضافة إلى مبالغ تتجاوز المليار ريال بين المنح وإعادة الإعمار، وكذلك جهود مجلس الأعمال السعودي - اللبناني في تشجيع الاستثمارات والوقوف بجانب الاقتصاد اللبناني. وكشف رئيس المجلس اللبناني رؤوف أبو زكي - في تصريح سابق - عن دور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والذي قام بدور محوري لدعم استقرار لبنان السياسي والأمني والاجتماعي والاقتصادي، لافتاً إلى الجهود التي قادها سمو ولي العهد لإنجاح مؤتمر "سيدر" في باريس، ومؤتمر روما لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وها هو التاريخ المشع بماء الذهب يكشف عن علاقات تاريخية متواصلة بين البلدين، فالمملكة لا تعامل شعب لبنان بناء على توجهات حزبية أو أجندة خفية، بل توجهات واضحة شفافة، هي يد خير وسلام ممدودة لشعب لبنان وكافة الشعوب العربية والإسلامية. تقديم العلاجات الطارئة أعمال إغاثية وإنسانية للشعب اللبناني مستودعات مركز الملك سلمان للإغاثة في لبنان