أودى فيروس كورونا المستجد بحياة 654,477 شخصاً على الأقل في جميع أنحاء العالم حتى ظهر الثلاثاء، بحسب تعداد أعدّته فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية. وشُخصت إصابة أكثر من 16,514,500 شخص وفق تقارير رسمية في 196 دولة وإقليمًا منذ بداية الوباء، وقد شفي 9,347,300 شخص على الأقل. ومع ذلك، فإن عدد الإصابات التي تم تشخيصها لا يعكس سوى جزء صغير من العدد الفعلي للعدوى. إذ تخضع في بعض البلدان الحالات الشديدة فقط لفحوصات، بينما تعطي بلدان أخرى الأولوية لتتبع مخالطي المرضى، والعديد من البلدان الفقيرة لديها قدرة اختبار محدودة. وقد تم تسجيل 4418 وفاة جديدة و218,588 إصابة جديدة يوم الاثنين في جميع أنحاء العالم. والدول التي سجلت أكبر عدد من الوفيات الجديدة في تقاريرها الأخيرة هي الولاياتالمتحدة مع 679 وفاة جديدة والهند مع 654 وفاة جديدة، والبرازيل مع 614 وفاة جديدة. ومن بين البلدان الأكثر تضرراً، تسجل بلجيكا أكبر عدد من الوفيات بالنسبة لسكانها بمعدل 85 وفاة لكل 100,000 نسمة، تليها المملكة المتحدة (67)، وإسبانيا (61)، وإيطاليا (58) والسويد (56). سجلت الصين (باستثناء إقليمي هونغ كونغ وماكاو) 83,959 إصابة (68 إصابة جديدة بين الاثنين والثلاثاء)، بما في ذلك 4634 وفاة و78934 حالة شفاء. ملايين الأطفال مهددون توقعت منظمة الأممالمتحدة أن يعاني نحو سبعة ملايين طفل إضافي آثار سوء التغذية بسبب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن جائحة كوفيد- 19. قبل هذه الجائحة كان عدد الأطفال الذين يعانون آثار سوء التغذية وفقدان الوزن والنحول المفرط، يصل إلى 47 مليوناً في العام 2019 على ما تفيد منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف). لكن مع انتشار الجائحة "قد يصل هذا العدد إلى نحو 54 مليوناً في الأشهر ال12 الأولى من الأزمة ما قد ينعكس عشرة آلاف حالة وفاة إضافية لأطفال شهرياً" خصوصاً في دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى على ما جاء في بيان المنظمة. وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف هنرييتا فور: "سجلت أولى حالات كوفيد- 19 قبل سبعة أشهر ويتضح أكثر فأكثر أن عواقب الجائحة تؤذي الأطفال أكثر من المرض نفسه". وأضافت: "زاد الفقر وانعدام الأمن الغذائي، وقد توقفت سلاسل غذائية أساسية، وارتفعت أسعار السلع الغذائية بشكل كبير، ونتج عن ذلك تراجع في نوعية النظام الغذائي للأطفال وزيادة في معدل سوء التغذية". وتستند اليونيسف على تحليل نشرته مجلة "ذي لانسيت" الطبية أعرب فيها باحثون عن قلقهم من عواقب سوء التغذية المرتبط بكوفيد- 19 على الأطفال. ورأى هؤلاء أن "تأثير جائحة كوفيد- 19 العميق على سوء التغذية لدى الأطفال الصغار قد تكون له عواقب على أجيال عدة مع خشية من أن يضر ذلك بنمو هؤلاء الأطفال وتطورهم". التاريخ يعيد نفسه على ضريح كارل أكسيل كارلسون الذي قضى العام 1918 بالإنفلونزا الإسبانية، شاهد يحمل عبارة: "غاب لكنه لم يغب عن الذاكرة". في ذلك الزمن، كان جثمانه الذي أعيد من الساحل الشرقي للولايات المتحدة، السبب في نشر الفيروس القاتل في منطقة بيسبي، وكانت وقتها مدينة مزدهرة بولاية أريزونا، تنتشر فيها المناجم. بعد قرن على الإنفلونزا الإسبانية، تثير جائحة كوفيد- 19 خوفاً كبيراً في بيسبي لما تشكله من تهديد لسكانها من متقاعدين وهيبيز فضلاً عن السياحة فيها. ويروي المؤرخ مايك أندرسون، ابن المنطقة، أن الإنفلونزا الإسبانية "وصلت بالقطار"، في إشارة إلى جثمان كارلسون. ويضيف أندرسون أن جثمان كارلسون الذي كان عسكرياً، أرسل إلى بيسبي لكي يوارى في ثراها، ولكنه ما لبث "بعد يومين أو ثلاثة" أن بدأ "يتسبب بموت أناس آخرين"، دالاًّ على أضرحة أخرى بالقرب من قبر كارلسون، تعود أيضاً إلى العام 1918. ويقدّر عدد الذين توفوا في بيسبي جرّاء الإنفلونزا الإسبانية بنحو 180 من أصل السكان الذين كان يبلغ عددهم الإجمالي 25 ألفاً، بحسب الموقع الإلكتروني للمدينة. ويعاني اقتصاد المدينة الشلل منذ أشهر بسبب جائحة كوفيد- 19 التي أدّت حتى الآن إلى إصابة 57 شخصاً بالفيروس توفي أحدهم، علماً أن السكان معرّضون للخطر نظراً إلى أن بينهم عدداً كبيراً من كبار السن. وتواجه المدينة معضلة تنفيذ إجراءات حجر لاحتواء تفشّي الفيروس المستجد وحماية سكانها، أو مواصلة استقبال السياح لتفادي الإفلاس. ويشرح رئيس البلدية ديفيد سميث أن الحالات الأولى من الإصابات بالفيروس سجّلت بعيد وصول عدد كبير من السياح خلال عطلة أسبوع طويلة بمناسبة أحد الأعياد. ويلاحظ أن "المقاهي كانت ممتلئة، بعض الأشخاص مستهترون كلياً".