تعمل شركة "ريستاد" للطاقة حالياً على تغيير سيناريو الحالة الأساسية للطلب على النفط وذلك اعتماداً على موجة ثانية من كوفيد 19. ويتضمن الافتراض الجديد للحالة الأساسية موجة ثانية خفيفة من الفيروس التاجي والتي ستوقف انتعاش الطلب العالمي على النفط. وفي حين تعيد أوروبا فتح أجزاء من اقتصادها، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على النفط، فإن الزيادات في عدد حالات الفيروس التاجي في كبرى البلدان المستهلكة للنفط الأخرى بما في ذلك الولاياتالمتحدة والبرازيل والهند، تحول عن زيادة الطلب، وفقاً للشركة. كما أضافت "ريستاد" سيناريو أسوأ الحالات التي ترى أن الطلب على النفط سينخفض بمقدار 3.7 ملايين برميل يومياً للفترة المتبقية من عام 2020، مقارنة بسيناريو الحالة الأساسية احتمالية تنفيذ عمليات الإغلاق الكاملة على الصعيد العالمي بسبب الزيادات في الفيروس التاجي. ومع ذلك، وحتى في هذه الحالة، حيث تسبب الموجة الثانية في إغلاق كامل على نطاق واسع، فإن الطلب على النفط لن يُعاق كما كان في أبريل عندما صدم الفيروس أسواق النفط لأول مرة. وتشير شركة الطاقة إلى أن هذا يرجع إلى أن العالم يبدو الآن أكثر تسلحاً بمعلومات أفضل تمكنه من خلالها تنفيذ المزيد من عمليات الإغلاق المستهدفة والتعامل مع زيادة الإصابات. ومن الأمور المهمة أيضاً أن الاقتصاد لا يمكنه ببساطة التعامل مع انهيار اقتصادي آخر. وترى "ريستاد" الآن حالة قاعدتها التي تدعو إلى بقاء الطلب على النفط ثابتًا حتى شهر أكتوبر، قبل أن ترتفع ببطء بعد ذلك، ولكن بوتيرة أبطأ مما كان متوقعاً. وبالنسبة لشهر يوليو، توقعت الشركة أن يبلغ متوسط الطلب على النفط 90.2 مليون برميل يومياً، و90.6 مليون برميل يومياً في أغسطس وسبتمبر وأكتوبر، و93 مليون برميل يوميا في نوفمبر و94،7 مليون برميل يومياً في ديسمبر. ويقارن هذا بالطلب على النفط الذي تجاوز 99 مليون برميل يومياً في العام الماضي. ولكن توقعات "ريستاد" لا تؤدي فقط إلى تراجع الطلب على النفط مباشرة بعد عام 2020، بل أيضاً إن موجة الفيروس التاجي الثانية هذه ستستمر حتى فبراير 2021. وترى "ريستاد" الآن أن الطلب على النفط لعام 2020 بأكمله يبلغ متوسطه 89.7 مليون برميل يومياً، مع متوسط الطلب على النفط لعام 2021 بمعدل 97.1 مليون برميل يومياً، وهو لا يزال أقل من المتوسط لعام 2019. وفي الواقع، ترى "ريستاد" أن الطلب على النفط سيبقى متراجعاً حتى نهاية عام 2022، ما لم ترَ تعافي نشاط الطيران بالكامل. وفي أحدث تقرير لمنظمة أوبك واصلت أسعار النفط الخام الفورية ارتفاعها في يونيو للشهر الثاني على التوالي، نظرًا للتحسن المستمر في أساسيات سوق الخام المادية والانخفاضات التدريجية في فائض العرض العالمي. وارتفعت قيمة سلة أوبك المرجعية بمقدار 11.88 دولار على أساس شهري إلى 37.05 دولاراً للبرميل بزيادة 47.2 % في يونيو. وارتفع خام برنت بمقدار 8.36 دولار أو 25.8 % إلى متوسط 40.77 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بمقدار 9.79 دولار أو 34.3 % إلى متوسط 38.31 دولاراً للبرميل. وتشير البيانات الأولية إلى أن واردات الخام الأميركي استمرت في التعافي، حيث وصلت إلى 6.5 ملايين برميل في اليوم في يونيو، مرتفعة من أدنى مستوى بلغ 5.5 ملايين برميل في أبريل. كما تحسنت واردات المنتجات البترولية، بقيادة انتعاش البنزين. وانخفضت صادرات الخام الأمريكي إلى 2.8 مليون برميل في اليوم. وفي غضون ذلك، تحسنت صادرات المنتجات البترولية بقيادة الديزل. بينما ارتفعت واردات الصين من النفط الخام إلى مستوى قياسي بلغ 11.3 مليون برميل في اليوم في منتصف الربع الثاني، حيث بدأت موجة من شحنات النفط الخام التي تم شراؤها في وقت انخفاض الأسعار. كما شهدت واردات المنتجات البترولية ارتفاعات قياسية بلغت 1.8 مليون برميل في اليوم، مع كل من غاز البترول المسال والنافتا التي أظهرت مكاسب. فيما انخفضت صادرات المنتجات الصينية بأكثر من النصف إلى أقل بقليل من 1 مليون برميل في اليوم، للمرة الأولى منذ أبريل 2017. واقتربت تدفقات الخام الهندية من أدنى مستوى في 6 سنوات عند 3.4 ملايين برميل في اليوم وسط انخفاض مصافي التكرير وتضخم المخزونات التجارية.