قرصت نملة نبيا من الأنبياء، فأمر بقرية النمل فأُحرِقت، فأوحى الله إليه: أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ أَحْرَقْتَ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ تُسَبِّحُ؟ أتت هذه القصة في صحيح البخاري، عن كائن رُوِيَت إحدى قصصه في القرآن وسميت السورة عليه، وقد كرّس العالِم مارك موفيت حياته لدراسة النمل ويحكي في كتابه «مغامرات بين النمل» عجائب عن هذا الكائن، منها أن كل أنواع النمل لديها مسامات أسفل جسمها تنفث من خلالها مواد قاتلة للفطريات والبكتيريا. الشم واللمس أهم حاستين عند النمل، والبصر ليس بالتطور الذي لدى البشر، غير أن بعض أنواع النمل تبصر جيداً، وقد رأى الباحث نوعاً من النمل اسمه نمل بولدوغ يترصد أسفل الزهور حتى إذا جاء النحل انقض عليها واقتنصها من الهواء. إذا رأيت نملة وميّزتَ أنها نملة فهي أنثى، ذلك أن الذكور مُجنَّحَة وشكلها أشبه بالزنابير. والذكور معدومو الفائدة من الناحية الاجتماعية، ولا وظيفة لهم إلا شيء واحد: أن يطيروا خارج العش ويتزاوجوا مع ملكة عذراء، ثم يموتوا. هذه حياة النمل الذكر. العاملات هي النملات التي لا تتكاثر، فتكون وظيفتها العمل المستمر في قرية النمل، وذلك لخدمة أمها التي تسمى الملكة. وفي قرية النمل الملكة هي أساس حياة القرية. هي القلب النابض. إذا ماتت تُصاب العاملات بحالة جماعية من التثاقل والبلادة بسبب فقدان أمهم حتى يموتوا جميعاً وتندثر القرية. أخيرا فإن النمل كائن عريق، خُلِق في نفس الفترة التي انقرضت فيها الديناصورات، ومن أسرار اكتساح النمل للأرض هو استغلالها لكل مكان صغير على الأرض لتعيش فيه: الشقوق بين الصخور، الفتحات في الشجر، الفراغات في التربة، كل شيء وأي شيء، وتزامن هذا أيضاً مع انفجار في أعداد النباتات المزهرة مما ساعد النمل على العيش على بذورها وثمارها الحلوة وأجزاء أخرى منها صالحة للأكل، وهكذا استطاع النمل أن يعيش منذ آنذاك وإلى اليوم، فترة 65 مليون سنة.