تُحظى المرأة السعودية برعاية كريمة وكبيرة، من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين- يحفظهم الله- ومن جميع قطاعات الدولة، مما عزز من مكانتها وتمكينها، كعنصر فعَّال بالمجتمع، اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا. وتعدّ المملكة من الدول السبَّاقة في المصادقة على اتفاقيات الأممالمتحدة الداعمة لحقوق المرأة، وتحرص دائمًا على منحها جميع حقوقها المدنية والإنسانية، دون أي تفرقة، وذلك وفقًا لتعليمات ديننا الحنيف الذي أعطى المرأة حقوقها منذ 1400 سنة ووفقاً للاتفاقيات الإقليمية والدولية. لقد واجهت المرأة السعودية، في الماضي، عدة تحديات، أبرزها عدم توليها مناصب قيادية بالجهازين التشريعي والتنفيذي وبالسلك الدبلوماسي، فضلاً عن عدم إعطائها حرية مباشرة عملها التجاري وحرية التنقل، والسفر للخارج، بجانب تحديات التدريب والتأهيل، التي لم تكن متوفرة لها بالصورة المطلوبة. ولكن خلال الأعوام الماضية، ووفقاً لسياسة تمكين المرأة التي اتبعتها الدولة، حصلت المرأة السعودية على عدة مكاسب، أبرزها توليها لمناصب قيادية بالجهازين التشريعي والتنفيذي والسلك الدبلوماسي، ومشاركتها كناخبة ومرشحة بانتخابات المجالس البلدية لأول مرة في تاريخها، بجانب استحداث أقسام لها بالقطاع العسكري، كالجوازات والسجون والدفاع المدني والمرور، فضلًا عن السماح بممارسة عملها التجاري دون وكيل، وبموجب التعديلات في أنظمة السفر والأحوال المدنية، تم منحها حرية التنقل والسفر لخارج المملكة والقيادة. واستطاعت المرأة السعودية أن تخطو خطوات تاريخية مشرّفة تناسبت مع ثقافة المجتمع ومتغيراته، وما يؤكد المكانة المميزة التي تحظى بها المرأة السعودية، أن رؤية 2030 أكدت أن المرأة، تعد عنصرًا مهمًا من عناصر القوة، متعهدة بالاستمرار في تنمية مواهبها واستثمار طاقاتها وتمكينها، وقد تحقق ذلك. وخلال الأعوام الأخيرة، أثبتت المرأة السعودية، كفاءةً وقدرة عالية، حيث تركت بصمة واضحة في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها، نتيجة للقوانين والتشريعات التي أعطتها كافة حقوقها كمواطنة، مما أسهم في رفع نسبة مشاركتها بسوق العمل إلى 25 % بنهاية 2019م. وشهدنا لها مشاركات لافتة بعدة منابر إقليمية ودولية، منها مؤتمرات دافوس ويوروموني الدولية، والآن تشارك في أعمال مجموعة العشرين، التي تقودها المملكة عبر مجموعة «تواصل المرأة العشرين»، والتي تأتي ضمن 8 مجموعات للتواصل، لوضع وجهات النظر المختلفة بشأن التحديات المالية والاجتماعية والاقتصادية على طاولة مباحثات قمة العشرين. وأعدت المرأة السعودية، بعناية فائقة أعمال هذه المجموعة، عبر عقدها عدة لقاءات حوارية، بمشاركة نخبة من الشخصيات النسائية، والجمعيات المتخصصة تحت «سلسلة الحوارات الوطنية حول المرأة السعودية» ناقشت عبرها أولويات المرأة السعودية وتمكينها، ودورها الفاعل في مختلف المجالات. والإنجازات التي حققتها المرأة السعودية خلال الفترة الماضية، بجانب ما تقلدته من مناصب قيادية، في مختلف الأجهزة التشريعية والتنفيذية، يجعلها القاسم المشترك الأبرز مع الرجل، في نهضة وتطور المملكة في مختلف المجالات، اقتصاديًا، واجتماعيًا وثقافيًا، وسياسيًا، وتمكين المرأة السعودية لا يمثل فقط انتصاراً لها، بل هو اكتساب لحقوقها كاملة، كعنصر فعَّال في المجتمع.