استقبل د. مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، الأحد، د. معين عبدالملك، رئيس الوزراء اليمني، حيث تم عقد جلسة مباحثات موسعة بين الجانبين، بحضور عدد من الوزراء بالبلدين. ورحب مدبولي بنظيره اليمني د. معين عبدالملك، والوفد المرافق له، مُعرباً عن تطلع مصر لتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات، واستعداد مصر لتقديم أي دعم ممكن للحكومة اليمنية، خاصة في مجال تأهيل وإعداد الكوادر اليمنية في المجالات المختلفة، وكذا استعدادها للقيام بأي دور يساهم في حلحلة الأزمة اليمنية الحالية والتوصل لتسوية شاملة. وأكد رئيس الوزراء على الموقف المصري الثابت إزاء دعم الحكومة الشرعية الحالية في اليمن، ودعم وحدة وسيادة أراضيها وسلامة مؤسساتها الوطنية، مُشدداً على أن أمن واستقرار اليمن يُمثل أهمية قصوى للأمن القومي المصري وأمن المنطقة العربية بصفة عامة. وفي ذات الصدد، أكد د. مصطفى مدبولي استمرار الدعم المصري للجهود الدولية للتغلب على الأزمة الإنسانية في اليمن، وآخرها مشاركة مصر في مؤتمر المانحين لليمن في يونيو الماضي، فضلاً عن استضافة مصر لأكثر من مليون يمني يلقون نفس معاملة المواطن المصري، وكذلك إعلان مصر عن استقبالها لطائرات "الرحمة" التي تقل مرضى يمنيين لعلاجهم في القاهرة، بالإضافة إلى إجراءات عديدة لتسهيل دخول الأشقاء اليمنيين إلى مصر لأغراض دراسية. كما أشار د. مصطفى مدبولي إلى تأييد مصر للجهود الرامية للتوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية يضمن وحدة وسلامة أراضيها ويُلبي طموحات الشعب اليمني، مشدداً على رفض مصر لأية خطوات أحادية تمس بوحدة اليمن. وتطرق رئيس الوزراء خلال جلسة المباحثات إلى دعم سبل التعاون الثنائي بين البلدين من بينها إمكانية التعاون في مجال الثروة السمكية عن طريق استقبال الطلاب اليمنيين المتخصصين في هذا المجال بمصر، بالإضافة إلى التعاون في مجال المصايد. من جانبه، أشاد رئيس الوزراء اليمني بما أبداه المسؤولون المصريون من تعاون لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذه الزيارة، بما يخدم مصلحة شعبي البلدين الذين تربط بينهما علاقات تاريخية وطيدة. وقال رئيس الوزراء اليمني: "الدولة اليمنية الحديثة ليست منجزاً يمنياً فقط، بل هي منجز مصري أيضاً". وأكد أن بلاده تمر حالياً بفترة فارقة وبمرحلة تعافٍ، وأن لمصر دوراً مهماً في هذه المرحلة؛ لمساعدة اليمن على تخطي ما تواجهه من صعوبات، إلى جانب دعم الإجراءات التي اتخذتها لإصلاح مؤسسات الدولة، وفي هذا الصدد دعا د. معين عبدالملك إلى أهمية التعجيل بعقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، وقال في سياق ذلك: إننا نُعول على مصر في مرحلة إعادة الإعمار والتعافي في بلادنا. كما أشاد رئيس الوزراء اليمني باستضافة مصر لأكثر من مليون يمني، والمعاملة الطيبة التي يلقونها في بلدهم الثاني، قائلاً: "المواقف الصعبة تُبين الأصدقاء". وحول ملف سد النهضة، أكد رئيس الوزراء اليمني أن اليمن يقف مع مصر بشكل تام في سعيها لإيجاد حل عادل لهذا الملف، كما ترفض اليمن أي إجراء يضر بالأمن المائي لجمهورية مصر العربية، وتدعو الأطراف المعنية إلى عدم اتخاذ أية خطوات أُحادية. وفيما يخص الوضع في ليبيا، أكد عبدالملك دعم اليمن الكامل لمبادرة الرئيس السيسي لحل الأزمة الليبية، ورفض التدخلات الإقليمية في الشأن الليبي. وأكد د. عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، الاستعداد للتعاون التام بين الجانبين فيما يخص كافة برامج التدريب والدعم الفني والمؤسسي، ونقل خبرات مصر في إقامة المجتمعات العمرانية الجديدة، والإسكان الاجتماعي. وفي ختام الجلسة، اتفق رئيسا وزراء البلدين على أن يتم التواصل بين المسؤولين بوزارتي الخارجية؛ لتحديد موعد مناسب لعقد اللجنة المشتركة خلال الفترة المقبلة؛ لإتاحة مزيد من المناقشات بشأن الملفات المشتركة بين البلدين.