طالب ضيوف جمعية «إعلاميون» في ندوة «شبكات التواصل الاجتماعي.. ظواهر اتصالية تكتسح المجتمعات»، الجمهور بالاستعداد لطفرة اتصالية جديدة متطورة وذكية ستراقب سلوك المستخدمين وتكوّن لكل واحد منهم ب»روفايل» ويكون لديها إحساس عالٍ للشعور بشخصيات الناس وتفكر عنهم وتعمل لهم متطلباتهم بشكل تقني. وشارك في الندوة كل من د. علي شويل القرني - رئيس قسم الإعلام والاتصال بجامعة الملك خالد -، ود. بندر الجعيد - أستاذ العلاقات العامة بجامعة الملك عبدالعزيز -، وناصر الصرامي - المدير التنفيذي لقمة الشرق الأوسط لشبكات التواصل الاجتماعي -، وتغريد الطاسان - عضو جمعية إعلاميون عضو اللجنة التأسيسية للشبكة العربية للتواصل والعلاقات العامة -، وأدار الندوة د. علي ضميان العنزي - رئيس قسم الإعلام وعلوم الاتصال بجامعة الطائف -. وقال د. علي القرني: إن weep تطور إلى عدد من المراحل منذ بدء استخدام الإنترنت، وسمي النوع الأول «الإنترنت التصفحي»، وبعدها جاء الجيل الثاني والذي سمي ب «الإنترنت الاجتماعي»، وفي الجيل الثالث جاء «الإنترنت الدلالي» وفي الجيل الرابع تطور الإنترنت إلى «الإنترنت الذكي»، أمّا الجيل الخامس فهو مرحلة تخيلية لتطور استخدامات الإنترنت. وأوضح أن الجيل الرابع من الإنترنت بدأت ملامحه ومن أهمها ما يسمى بالوكيل الذكي، وهو يمتد من العام 2020م إلى 2030م، ويتميز بفهم اللغة الطبيعة للشخص المتصفح للإنترنت، ويعمل الوكيل على تنظيم جدول أعمال الشخص، كما يعمل على إيجاد ملف شخصي عن كل متصفح ويجمع المعلومات من خلال طبيعة استخدام الإنترنت لكل شخص. وأكد على أن هذا الأمر سيوجد تغيرا في جميع مناحي الحياة والتواصل الاجتماعي، حيث تعتبر المنصات الجماهيرية هي منبع للتواصل والتسويق مثل «الفيس بوك» و»تويتر» و»الواتساب» وغيرها من المنصات الاجتماعية، مشيراً إلى أن الإعلام الاجتماعي سيستمر في النمو والمؤسسات الاقتصادية والسياسية تحتاج إلى بقاء مثل هذه المنصات أو ما يعرف ب»السوشل ميديا» للبقاء. وأوضح ناصر الصرامي أن هناك فرصا جيدة للصناعة وتقديم محتوى محلي بشكل جديد خلال المستقبل القريب الذي من المؤكد سيكون لصالح المحتوى المحلي المنظم، مؤكداً على أن جل عمل وسائل الإعلام اليوم يتمحور حول المشتركين، وبالتالي استمرارية المؤسسة الصحفية من عدمه مرتبط بقدرتها استعادتها هؤلاء المشتركين وبناء جمهور جديد لها من الأجيال الجديدة، مستعرضاً تجربة صحيفة «واشنطن بوست» في هذا الجانب، والتي حققت إنجاز في الإعلام الجديد من خلال موقعها الإلكتروني وحققت اشتراكات أكثر من 100 ألف شخص. وتحدث د. بندر الجعيد قائلاً: إن الفهم لدينا في صناعة الإعلام لا ينظر إلى المؤسسات الإعلامية كمؤسسات اقتصادية، حيث كانت النظرة إلى إعلامنا بأنه وسيلة تأثير، كما أن المؤسسات الإعلامية لدينا تستخدم التقنيات وليس لتقديم الخدمات، وهناك ما يسمى باقتصاد المشاعر، والذي يقوم على جمع المعلومات عن كل مستخدم من العديد من المصادر، وبالتالي أصبحت التطبيقات والأجهزة تأتي للشخص بدل من أن يذهب إليها. وشّدد على ضرورة أن يكون لدينا بنية تحتية، حيث إن لدينا فئة الشباب تمثل النسبة الأكبر في مجتمعنا، إضافة إلى الأجانب الموجودين في المملكة وهذا يتطلب إعلام جديد، وهذا يؤدي إلى كثرة استخدام التطبيقات، وكذلك التفاعل في منصات التواصل الاجتماعي، مبيناً أن وسائل التواصل الاجتماعي أوجدت القدرة في الحصول على المعلومات من عدت مصادر من دون انتظار أن تصدر من الجهات المعنية، حيث إن هناك تنافسا كبيرا بين منصات التواصل الاجتماعي للاستحواذ على أعلى عدد من المستخدمين. وقالت تغريد الطاسان إن الإعلام الاجتماعي ثورة رقمية ويدخل من ضمنها البرامج الجديدة، وبذلك تحول العالم إلى نطاق أضيق، مضيفةً أن موقع المملكة على مستوى الخليج يعد الأول في استخدام التقنية والتواصل الاجتماعي، وكذلك في الصدارة على المستوى العربي، منبهة إلى أنه على المستوى العالمي دون المستوى المطلوب. وأرجعت عدم منافسة المملكة على مستوى العالم، إلى أن كثرة مستخدمي التقنية في السعودية يستخدمون اللغة العربية فقط في هذه المواقع، لذلك يجب أن يكون لدينا قدرة على ترجمة والتفاعلات باللغات العالمية، مبينةً أن أغلب مجتمعنا من فئة الشباب، وهؤلاء الشباب لديهم طاقات كبيرة لذلك يجب أن يكون لدينا حاضنات لاحتوائهم ورعايتهم ودعمهم. من جهته أوضح سعود الغربي - رئيس مجلس إدارة جمعية «إعلاميون» - أن الندوة شهدت حضورا يصل إلى 300 شخص بعضهم من دول عربية وأوروبية، وأن الموضوع في غاية الأهمية لما تمثله شبكات التواصل الاجتماعي من حضور طاغٍ في حياة الأفراد والمجتمعات وسيطرتها على تفاصيل حياتهم اليومية.