تدور حاليا مناقشات في الهند حول صفقة شركة أرامكو السعودية مع شركة ريلاينس للصناعات المحدودة الهندية بتكلفة 56.2 مليار ريال (15 مليار دولار)، في مشروع تحويل النفط الخام إلى البتروكيميائيات، في وقت أعلن رئيس مجلس إدارة الشركة موكيش أمباني، في الاجتماع العام السنوي للشركة إنها بصدد بيع حصة نسبتها 20% في أنشطتها لتحويل النفط إلى كيميائيات إلى شركة "أرامكو" في إحدى أكبر عمليات الاستثمار الأجنبي على الإطلاق في الهند وفي تاريخ "ريلاينس". ويناقش الأمر غدا الأربعاء في اجتماع شركة ريلاينس العام السنوي عن طريق التداول المباشر بالفيديو وغيرها من الوسائل السمعية والبصرية، نظراً للأزمة المستمرة التي يشكلها وباء "كوفيد-19"، في حين أن الجمعية العمومية العادية تكون دائمًا حدثًا مطلوبًا جدًا لعالم شركات الطاقة ووسائل الإعلام التجارية والمستثمرين وغيرهم من أصحاب المصلحة. إلا إن اجتماع الجمعية العمومية العادية هذه المرة يحمل أهمية أكبر حول صفقة أرامكو التي يتطلع إليها جميع المحللين وينتظرون بشغف توضيح الشركة بشأن صفقة أرامكو السعودية، بعد أن قال رئيس مجلس إدارة شركة ريلاينس في اجتماع الجمعية العمومية العادية الأخير أن أرامكو السعودية وريلاينس وقعتا خطاب نوايا للاستثمار المقترح في قسم النفط إلى الكيماويات. وقال إن الصفقة من المرجح أن تجلب 15 مليار دولا لحصة 20 في المائة. ويقول المحللون إن الصفقة، إذا تم التوصل إلى اتفاق، ستكون تغييراً في قواعد اللعبة بالنسبة لقطاع تحويل النفط لخام للبتروكيميائيات الخاص بالشركة. ومع ذلك، كانت هناك بعض العثرات في الماضي فيما يتعلق بهذه الصفقة. لذا، يتوقع المستثمرون بعض الوضوح حول الجداول الزمنية لتحقيق الصفقة، بحسب رئيس مجلس إدارة ريلاينس، مشيراً إلى أن الصفقة تجسد التلاحم المثالي بين أكبر منتج للنفط في العالم، شركة أرامكو، وأكبر مجمع متكامل للتكرير والبتروكيميائيات في العالم، مقدراً إجمالي أعمال تحويل النفط إلى كيميائيات في الشركة الهندية بنحو 75 مليار دولار. وبصرف النظر عن ذلك، يعتقد أمبريش باليغا، وهو خبير مستقل في السوق، أن اجتماع الجمعية العامة العادية سيكون مثير، و"الشيء الوحيد الذي يتطلع إليه الناس هو ما يحدث لصفقة أرامكو ملفتاً إلى كمية الاتصالات التي تقوم بها الشركة حول الصفقة التي لم يسبق لها مثيل". وفي إطار صفقة أرامكو ستورد الشركة 500 ألف برميل يوميا من النفط الخام على أساس طويل الأمد إلى مصفاة "جامناجار" التابعة ل "ريلاينس". وبحكم الموقع الجغرافي توفر أرامكو مجموعة واسعة من خيارات إمدادات النفط الخام، وحتى الآن زودت حوالي أكثر من 2 مليار برميل من النفط الخام للمعالجة في مصفاة "جامناجار"، في ظل العلاقة التاريخية بين الشركتين في إمدادات النفط الخام السعودي لأكثر من 25 عامًا، فيما تعتبر مصفاة "جامناجار" أكبر مصفاة في العالم وأكثرها تعقيدًا في ظل تكامل أنشطة التكرير والبتروكيماويات عبر مرافق التصنيع المتعددة. وتخطط أرامكو نقل خبراتها وتقنياتها المبتكرة لتحويل النفط الخام لكيميائيات إما لمشاريعها القائمة المشتركة وتوسعتها أو باستحواذ حصص لمشاريع جديدة وتطويرها. وظفرت الشركة بمذكرة تفاهم مع شركة "إس-أويل" الكورية الجنوبية التي تمتلك أرامكو فيها حصصاً، للتعاون في تأسيس مشروع وحدة التكسير بالبخار وإنتاج مشتقات الأوليفينات بقيمة تبلغ 22,5 مليار ريال (6 مليارات دولار)، تشمل تطبيق تقنية أرامكو السعودية الخاصة بالتحويل الحراري للنفط الخام إلى كيميائيات، وهو الأمر الذي سيحول تركيز شركة "إس أويل" لمشاريع تحويل النفط إلى الكيميائيات ويعزز مكانتها في سوق الطاقة في المستقبل. وستُنتج وحدة التكسير بالبخار الجديدة والعالمية المستوى الإيثيلين ومنتجات كيميائية أساسية أخرى مشتقة من النافثا ومخلفات الغازات في أعمال المصفاة. وهذه المشاريع الطموحة والمعقدة في نفس الوقت لتحويل النفط الخام للكيميائيات لأرامكو في الهند وكوريا الجنوبية مماثلة لمشروع أرامكو و"سابك" في ينبع والمخطط أن يكون أكبر مجمع لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات بطاقة مبدئية قدرها 400 ألف برميل من من الزيت العربي الخفيف، والذي سينتج حوالي تسعة ملايين طن من المواد الكيميائية وتسعة ملايين طن من الوقود سنويًا وبإجمالي استثمارات تقدر بنحو 112,5 مليار ريال (30 مليار دولار). ولا زالت الشركتين تعكفا على أعمال التقنية والهندسة والتوصل لبراءات اختراع في جوانب التشغيل والمنتجات لمجمع النفط الخام والكيميائيات المتكامل والمخطط بدء تشغيله في 2025، ومن المتوقع أن يحقق معدل تحويل مباشر من النفط الخام إلى مواد كيميائية تصل إلى 50٪، وهو أمر غير مسبوق على مستوى العالم.