رفع الرئيس التنفيذي لشركة الأدوية الطبية الأميركية (فايزر)، المصنفة الأولى في مبيعات الأدوية بالعالم سقف التوقعات في قدرة هذه الشركة الصيدلانية العملاقة على توفير لقاح لفيروس كورونا بحلول فصل الخريف القادم. فهذه الشركة التي تتخذ من مدينة نيويورك الأميركية مقراً لها، وتقوم بتصنيع منتجاتها الصيدلانية عبر خمسة وستين فرعاً إقليمياً حول العالم، تتأهب الشهر الحالي لإجراء التجارب السريرية للقاح على عينة واسعة من المتطوعين، الذين يربون على ثلاثين ألف شخص. حيث يقول البرت بولا الرئيس التنفيذي للشركة، في حوار مع مجلة تايم الأمريكية، بالسابع من هذا الشهر، أنه يعتقد بأن إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) ستمنح الموافقة على اللقاح الذي طورته الشركة في شهر أكتوبر القادم. معبراً عن أن الشركة على ثقة بأن جهودها لتطوير لقاح لهذا الوباء ستكلل بالنجاح، وذلك بناء على النتائج الواعدة في المرحلة الأولية للتجارب التي أعلن عنها في هذا المجال بالأول من الشهر الحالي، الأمر الذي قاد الشركة لأن تزيد من حجم توقعاتها لعدد الجرعات التي ستنتجها هذا العام، بل أبعد من ذلك أن تقرر البدء في إنتاج اللقاح قبل الحصول على اعتماده من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، خلاف ما جرت العادة عليها في الأدوية واللقاحات الأخرى، متحملة المخاطرة في إنتاج هذا اللقاح، الذي كلفها تطويره ما يزيد على المليار دولار. جوهر الحديث عن هذه الشركة الصيدلانية ذائعة الصيت، التي تعمل في المملكة منذ ما يزيد على الستين عاماً، هو أنها وقعت في عام 2011م، اتفاقية مع الهيئة العامة للاستثمار لغرض إنشاء أول مصنع في دول مجلس التعاون الخليجي بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، فكانت بذلك أول شركة في مجال الصيدلة تحصل على ترخيص من الهيئة العامة للاستثمار. كما أن الهيئة أصدرت لهذه الشركة في عام 2016 ترخيصاً تجارياً يخولها العمل بالمملكة بموجب ملكية أجنبية للشركة (100 %)، مع إمكانية الاستيراد والتصدير والتداول في منتجات الجملة والتجزئة والمعدات الطبية، فهل يا ترى سنشهد قيام الشركة من خلال مصنعها في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بإنتاج اللقاح وتوفيره في المملكة بالتزامن مع مصانع الشركة الأم بالولايات المتحدة الأميركية في شهر سبتمبر القادم، ليكون هذا اللقاح أولاً وربما أهم قطاف المدن الاقتصادية في المملكة التي طال أمد انتظار جني عائد استثماراتها.